ما الفرق بين الذنب والسيئة

ما الفرق بين الذنب والسيئة
ما الفرق بين الذنب والسيئة

ما الفرق بين الذنب والسيئة سؤال من الأسئلة الإسلامية التي تتعلَّق بمعنى المفاهيم والمصطلحات ومدلولاتها في الإسلام، وجدير بالقول إنَّه مهما استفحل ذنب الإنسان وعَظمتْ سيئته وكبر إثمه، فإنَّ الله -سبحانه وتعالى- توَّاب رحيم، يقبل التوبة ويعفو عن المذنبين المسيئين، ولكنَّ هذا لا يمنع من معرفة الفرقِ بين الذَّنب والسيئة من باب التفقُّهِ في الدين، وفيما سيأتي من هذا المقال سيتمُّ الإجابة عن السؤال القائل: ما الفرق بين الذَّنب والسيِّئة إضافة إلى الحديث عن الفرقِ بين السَّيئة والخطيئة والحديث عن الفرق الذنب والإثم وعن كيفية تكفير الذنوب والآثام والمعاصي في الإسلام.[1]

ما الفرق بين الذنب والسيئة

لإظهار الفرق بين الذنب والسيئة يمكن القول إنَّ السيئة هي الأعمال التي إذا فعلها الإنسان تسوؤه في دنياه وفي آخرته أيضًا، قال تعالى في سورة آل عمران: “وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا”[2] وقال تعالى في محكم التنزيل أيضًا: “وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ”[3] أمَّا الذنب فأصل معنى هذه الكلمة الأخذ بذنبِ الشيء، وتُستعمل هذه الكلمة مع كلِّ أمر له عاقبة وخيمة، فيُسمَّى الذنب نسبة إلى سوء عاقبته وآخرته، وهو بمعنى الخطيئة تقريبًا.[4]

شاهد أيضًا: الفرق بين إن شاء الله وبإذن الله وما الحكم الفقهي لاستخدامهم

الفرق بين الإثم والخطيئة

بعد تبيان الفرق بين الذنب والسيئة، لا بدَّ من التفصيل فيما ورد من مصطلحات إسلامية أخرى تدور في فلك ذات المعنى، كالإثم والخطيئة، والإثم هو اسم يُستعمل مع الأفعال التي من شأنها أن تبطئ الثواب والمغفرة عن العبد، أمَّا الخطيئة فهي من الخطأ، وهي عكس الصواب أو الصحيح، وقد تكون الخطيئة متعمدة وقد تكون غير متعمدة، وغالبًا ما تكون غير متعمدة، فقد ارتبطتْ بالسهو وبالخطأ غير المتعمد في القرآن الكريم، قال تعالى في سورة البقرة: “رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا”[5] وقال الأصفهاني في كتابه “مفردات غريب القرآن” فيما يخصُّ الفرق بين الذنب والسيئة: “الخطيئة والسيئة يتقاربان، لكن الخطيئة أكثر ما تقال فيما لا يكون مقصودًا إليه، بل يكون القصد سببًا لتولد الفعل منه، والله تعالى أعلم.[4]

اقرأ أيضًا: ما الفرق بين الرسول والنبي

كيفية تكفير السيئات والذنوب في الإسلام

ثمَّة في الإسلام أسباب تؤدي إلى محو السيئات والذنوب التي ارتكبها العبد، فليس ثمَّة من ذنوب لا تُغتفر إلَّا الشرك بالله، قال تعالى: “إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ”[6] أمَّا أسباب تكفير السيئات والذنوب في الإسلام فهي:[9]

  •  التوبة: وتُعدُّ التوبة من أهم أسباب تكفير الذنوب والسيئات، قال تعالى: “قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ”[7].
  • الاستغفار: وهو أيضًا من أهم الأسباب التي تُكفر الذنوب، وهو جزء رئيس من التوبة أيضًا.
  • الأعمال الصالحة: وذلك لأنَّ الأعمال الطيبة الحسنة تمحو السيئات والذنوب عن الإنسان، قال تعالى: “إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ”[8] والله تعالى أعلم.

اقرأ أيضًا: الفرق بين الرؤيا والحلم

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام هذا المقال بعد أن سلَّطنا الضوء على الفرق بين السيئة والذنب وتوسَّعنا قليلًا فتحدَّثنا عن الفرق بين الإثم والخطيئة، كما تحدَّثنا عن كيفية تكفير السيئات والذنوب في الإسلام، ليكون هذا المقال بيانًا للمسلمين يعرِّفهم شيئًا من شؤون دينهم.

المراجع

[2]سورة آل عمرانالآية 120.
[3]سورة النساءالآية 78.
[5]سورة البقرةالآية 286.
[6]سورة النساءالآية 116.
[7]سورة الزمرالآية 53.
[8]سورة هودالآية 114.