ما الفرق بين الرسول والنبي

ما الفرق بين الرسول والنبي

ما الفرق بين الرسول والنبي سؤالٌ قد يجهل الكثير من النّاس إجابته، وفي المقال سيتمّ تسليط الضوء على أهمّ أوجه التشابه والاختلاف بين الرسل والأنبياء، والذين أقاموا شرع الخالق في الأرض، وذلك بنشرهم لتعاليم الأديان السماويّة ونشر عقيدة التوحيد، فالأصل في الدّيانات السماويّة كلّها هو توحيد المولى -سبحانه وتعالى- وعبادته على أكمل وجه، وذلك بفعل الطاعات واجتناب المنهيّات التي أخبر بها الأنبياء والرّسل أممهم التي بُعثوا لهدايتها، قال تعالى في سورة النحل: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِين}،[1] ولكن ما الفرق بين الرسول والنبي معنىً واصطلاحًا، كلّ ذلك سيتمّ ذكره فيما سيأتي.[2]

شاهد أيضًا: معجزات الأنبياء عليهم السلام

المعنى اللغوي للرسول والنبي

قبل الخوض في الإجابة على السؤال الذي يطرحه نصّ المقال وهو ما الفرق بين الرسول والنبي ؟ لا بدّ من تعريف كلّ مصطلحٍ بدقّةٍ كما ورد في معاجم اللعة العربيّة، فالنبيّ في اللغة أصله من كلمة نبأ، وهي ما ذُكر في القرآن الكريم في قوله تعالى: {عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ}،[3] والنبيّ هو المُنْبَأ، بضمّ الميم وفتح الباء، وهو بمعنى المُخبَر، والخبر يكون من المولى عزّ وجلّ، وبدوره يكون النبيّ منبئًا يُخبر النّاس ما أُخبِر به من الله سبحانه، قال تعالى في سورة الحجر: {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}،[4] والنبوة هي الشرف العظيم، وقيل أنّها مكانٌ شاهق الارتفاع من الأرض، وأمّا الرّسول في اللغة فهي كلمةٌ مشتقّةٌ من البعث والإرسال، والرّسول هو المبعوث الذي يحمل الرسّالة الموجّهة إلى فئةٍ معيّنة، عامّة أو خاصّة، وقد جاء في سورة النمل قوله تعالى على لسان ملكة سبأ: {وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ}،[5] والرسول هو المبعوث من الله -عزّ وجلّ- برسالته إلى النّاس في العموم والخصوص، قال تعالى في سورة المؤمنون: {ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ}،[6] فما الفرق بين الرسول والنبي.[7]

شاهد أيضًا: من هو خطيب الانبياء

ما الفرق بين الرسول والنبي

إنّ الإجابة على سؤال ما الفرق بين الرسول والنبي تكمن فيما ذكره أهل العلم، وعلى اختلاف أقوالهم فإنّه لا فرق بين الرسول والنبيّ لدى بعض أهل العلم، ومنهم من يجد أنّ هنالك بعض الفروق بينهما، وفيما يأتي بعض أهمّ أقوال العلماء في إجابة ما الفرق بين الرسول والنبي :[8]

  • ابن حجر: يرى الإمام ابن حجر ما رآه الإمام القرطبيّ في أنّ النبوّة تختلف عن الرّسالة في أصل الوضع، فالنبيّ هو المُخبر من الله سبحانه بأمرٍ تكليفيٍّ لا يستوجب التبليغ، بينما إذا جاء الخبر ذاته من المولى سبحانه مع أمر التبليغ فإنّه رسول، وعليه فإنّ كلّ رسولٍ نبيّ، ولا يصلح العكس في القول.
  • شيخ الإسلام: رأى شيخ الإسلام أنّ النبيّ من يرث نبأً من الله سبحانه، وهو يخبر ما أُخبر به لغيره من النّاس، وإذا أُرسل إلى من خالف أمر الله برسالة التبليغ من الله فهو رسول، كما يرى أنّه فيما إذا كانت الشريعة قائمةً قبل التكليف فإنّه يكون نبيًّا، وفيما عدا ذلك فإنّه رسول.
  • الشيخ الشنقيطي: يرى الإمام الشنقيطي أنّ النبيّ الرّسول هو صاحب الكتاب السماويّ والدّيانة الجديدة، وأنّ النبيّ غير الرسول هو من لم ينزل عليه الكتاب أو الشريعة الجديدة، وكلاهما مرسلان للبلاغ والهداية.

والخلاصة في إجابة ما الفرق بين الرسول والنبي هي أنّ النبيّ من يوحى إليه بشريعة، وهذا الوحي لا يرافقه أمرٌ من المولى سبحانه بتبليغ الآخرين من النّاس، حيث يُوحى إليه بما قضى الله أمرًا واجبًا فيه، وبما نهى عنه، ولا يكلّفه بنشر الرسالة للعالمين، بينما الرسول فهو من يوحى إليه بخبرٍ من السماء، ويرافق ذلك الوحي أمرٌ بنشر هذه الرسالة وتبليغها للعالمين كافّة، وهو القول المشهور عند العلماء في بيان الفرق.[9]

شاهد أيضًا: من هو كليم الله وما دلالة اللقب وسببه

التشابه ما بين النبي والرسول

بعد الإجابة على سؤال ما الفرق بين الرسول والنبي ، قد يجول في خاطر المرء السؤال عن أوجه التشابه بين النبيّ والرسول، وعليه فإنّ النبيّ والرسول كما أنهما يختلفان في وجوب نشر الرسالة أو التبليغ، فإنّهما يجتمعان في الكثير من الوجوه، ولعلّ أبرز وأهمّ هذه الوجوه هي المهمّة المترتّبة عليهما، فإنّ الرسل والأنبياء أناسٌ اصطفاهم الله على غيرهم لتبليغهم رسالته إلى العالمين، فقد كانوا صلة الوصل بين الله رب العالمين وبين عباده أجمعين، ينقلون تعاليمه السماويّة وأوامره، وينهون عمّا نهى عنه الله سبحانه، والحكمة من وجود الأنبياء والرسل في الحياة الدّنيا هي إقامة الحجّة على بني آدم قبل يوم الحساب، قال تعالى في سورة الإسراء: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا}،[10] ومن أوجه التشابه ما بين النبيّ والرسول أيضًا أنّ الإيمان بوجودهما كلاهما من أركان الإيمان الستّة.[11]

شاهد أيضًا: قصة فرعون

من هم الرسل

الخوض في الإجابة على سؤال ما الفرق بين الرسول والنبي ، يدفع إلى بيان وذكر أسماء الرسل والأنبياء، فقد ينتاب المرء الفضول لمعرفة أسماء الرّسل والأنبياء، والذين حملوا على عاتقهم نشر عقيدة التوحيد بين أصقاع الأرض عبر عصورها وتاريخها، وأمّا عن أسمائهم فهم كما ذكروا في القرآن الكريم:[12]

  • سيدنا نوح -عليه الصلاة والسلام- والذي أُرسل إلى قومه قوم نوح، وكان صاحب شريعة.
  • سيدنا هود في قوم عاد وسيدنا صالح في قوم ثمود عليهما الصلاة والسلام.
  • سيدنا إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- والذي أُرسل إلى قومه إمامًا ونبيًّا ورسولًا، وكان صاحب شريعةٍ وصاحب كتابٍ سماويّ، وكتابه هو صحف إبراهيم.
  • سيدنا لوط في قوم لوط وإسماعيل ابن ابراهيم وشعيب في قوم مدين، عليهم الصلاة والسلام.
  • سيدنا موسى كليم الله -عليه الصلاة والسلام- والذي أُرسل إلى فرعون، وهو صاحب شريعةٍ وكتابه التوراة.
  • سيدنا إلياس في قومه وسيدناه يونس في قومه عليهما الصلاة والسلام.
  • سيدنا عيسى ابن مريم -عليهما السلام- والذي أُرسل لبني إسرائيل، صاحب شريعةٍ وكتابه الإنجيل.
  • سيدنا محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- والذي أرسل للنّاس كافّة، وهو صاحب شريعةٍ وكتابه القرآن الكريم.

شاهد أيضًا: كم عدد الانبياء

من هم الأنبياء

بعد توضيح ما الفرق بين الرسول والنبي وذكر المقال لأسماء الرسل كافّة، والتي وردت في القرآن الكريم كان لا بدّ من ذكر أسماء الأنبياء، وقد روى أبو أمامة الباهلي في الحديث الضعيف: “قلتُ: يا نبيَّ اللهِ فأيُّ الأنبياءِ كان أولَ؟ قال: آدمُ عليه السَّلامُ، قال: قلتُ: يا نبيَّ اللهِ أونبيٌّ كان آدمُ؟ قال: نعم، نبيٌّ مُكلَّمٌ، خلقه اللهُ بيدِه، ثم نفخ فيه من رُوحهِ، ثم قال له: يا آدمُ قُبْلًا، قال: قلتُ: يا رسولَ اللهِ كم وفَّى عددُ الأنبياءِ؟ قال: مائةُ ألفٍ وأربعةُ وعشرون ألفًا، الرسلُ من ذلك ثلاثمائةٍ وخمسةَ عشرَ جمًّا غفيرًا”،[13] وقد جاء في القرآن الكريم أسماء خمسة وعشرين من الأنبياء والرسل، وانطلاقاً من أنّ كلّ رسولٍ نبيّ، فإنّ الأنبياء هم الخمسة وعشرين المذكورين في القرآن الكريم، وهم: آدم وإدريس ونوح وهود وصالح وإبراهيم ولوط وإسماعيل وإسحاق ويعقوب ويوسف وأيوب وشعيب وموسى وهارون وذو الكفل وداود وسليمان وإلياس واليسع ويونس وزكريا ويحيى وعيسى ومحمد، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.[14]

شاهد أيضًا: قصة النبي لوط

ما الفرق بين الرسول والنبي مقالٌ فيه تمّ توضيح المعنى اللغويّ لكلٍّ من النبيّ والرسول، ومن ثمّ تمّت الإجابة على السؤال الذي يطرحه عنوان المقال ما الفرق بين الرسول والنبي ، كما تمّ ذكر وجوه التشابه بين الأنبياء والرسل، والتعريف بالأنبياء والرسل كما وردوا في القرآن الكريم.

المراجع

  1. ^ سورة النحل , الآية 36
  2. ^ www.alukah.net , توحيد الله في الرسالات السماوية , 18/08/2020
  3. ^ سورة النبأ , الآية 2
  4. ^ سورة الحجر , الآية 49
  5. ^ سورة النمل , الآية 35
  6. ^ سورة المؤمنون , الآية 44
  7. ^ www.alukah.net , تعريف النبي والرسول , 18/08/2020
  8. ^ islamqa.info , الفرق بين النبي والرسول , 18/08/2020
  9. ^ binbaz.org.sa , الفرق بين النبي والرسول , 18/08/2020
  10. ^ سورة الإسراء , الآية 15
  11. ^ www.islamweb.net , دور الرسل في نقل الدين , 18/08/2020
  12. ^ www.marefa.org , النبوة في الإسلام , 18/08/2020
  13. ^ السلسلة الصحيحة , الألباني/أبو أمامة الباهلي/6/359/فيه علي بن يزيد وهو الألهاني ضعيف ، ومعان بن رفاعة لين الحديث
  14. ^ www.marefa.org , النبوة في الإسلام , 18/08/2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *