الايه التي جمعت حروف اللغه العربيه كلها

الايه التي جمعت حروف اللغه العربيه كلها
الايه التي جمعت حروف اللغه العربيه كلها

الايه التي جمعت حروف اللغه العربيه كلها هي إحدى دلائل الإعجاز البياني في القرآن الكريم، وإحدى عجائب ومعجزات الكتاب التي يهتمُ المسلمون بمعرفتها ومعرفة تفاصيلها في كل وقت وحين، وفي هذا المقال سنبيّن ماهي الايه التي جمعت حروف اللغه العربيه كلها، وفي أي سورة وردت، وسبب نزول هذه السورة، وسبب تسميتها، كما سنوضّح معنى الإعجاز البياني في القرآن الكريم.

الايه التي جمعت حروف اللغه العربيه كلها

الايه التي جمعت حروف اللغه العربيه كلها هي الآية الأخيرة والتاسعة والعشرين من سورة الفتح، وقد وردت في قوله تعالى: “مُحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وَجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً[1]، ومن عجائب الآية التاسعة والعشرين من سورة الفتح هو أن اجتمع فيها حروف المعجم التسع والعشرون حرفًا في عدد من الكلمات لا يتجاوز السطرين، وقد ذُكر في هذه الآية صفات الرسول الكريم -صلّى الله عليه وسلّم- ومن معه من الصحابة الكرّام، إذ هم رحماء قلوبه لينة بين بعضهم، غليظة على الكفار، تظهر في وجههم علامات من أَثر السجودِ في صلاتهم، وهذا ما قد ذُكِروا به في التوراة والإنجيل، وإنّ في اجتماع المسلمين وازديادهم ما يُغيظُ الكافرين، وأيضًا وعدَ الله الذين صدّقوه وصدّقوا رسوله -صلّى الله عليه وسلّم- وعملوا بما أمرهم به من الفرائض التي أوجبها عليهم أنَّ يغفرَ ذنوبهم ويعفو عمّا ما مضى منها، ويجزيهم ثوابًا جزيلًا وهو الفوز بالجنة، والله أعلم.[2]

سورة الفتح

بعد أن بيّنا الايه التي جمعت حروف اللغه العربيه كلها سننتقل للحديث عن السورة التي نزلت فيها هذه الآية، وهي سورة الفتح السورة الثامنة والأربعين في المصحف الشريف، وهي السورة الثالثة عشر بعد المئة من حيث ترتيب نزول السور بحسب ما ذكره علماء التفسير وعلوم القرآن، وعدد آياتها تسعٌ وعشرون آية، وهي سورة مدنية، نزلت بين مكة والمدينة المنورة في السنة السادسة من الهجرة، بعد صلح الحديبية.[3]

سبب نزول سورة الفتح

نزلت سورة الفتح بعد صلح الحديبية، وكان قد صعب ذلك على المسلمين اللذين أرادوا الوصول إلى مكة وأداء مناسكهم، فأنزلت هذه السورة لبيان الحكمة والغرض من صلح الحديبية، وبشرى لهم بأنّ هذا الصلح هو خيرٌ لهم، وأن الفتح العظيم قادم من بعده، فقد أنزل الله تعالى قوله: “إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا”[4]، وقال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فيها لما نزلت: “أُنزِلَت علَيَّ آيةٌ هي أحَبُّ إليَّ مِن الدُّنيا وما فيها[5]، والله أعلم.[6]

سبب تسمية سورة الفتح

سورة الفتح هي السورة التي ورد فيها الايه التي جمعت حروف اللغه العربيه كلها وقد ورد في سبب تسميتها أنَّ الصحابة الكرام رضي الله عنهم- سمّوها بسورة الفتح لأنّهُ ذُكر فيها البشارة بالفتح المُبين لمكة بعد صلح الحديبية، والنصر العظيم الذي سيُنعم الله تعالى به على المسلمين، فنزلت الطمأنينة والسكينة في قلوب المؤمنين، وذهب عنهم حزنهم بعد أن صُدوا عن الاعتمار في بيت الله، وتضمنت على التنويه بكرامة النبي -صلّى الله عليه وسلّم- وأنّهُ مُرسل للبشرية شاهدًا ومبشرًا ونذيرًا، وكذلك أثنى الله تعالى على المؤمنين الذين بايعوا الله ورسوله بيعة الرضوان.

شاهد أيضًا: السورة التي تسمى سنام القران

الإعجاز البياني في القرآن الكريم

بعد أن ذكرنا الايه التي جمعت حروف اللغه العربيه كلها وهي أحد أمثلة الإعجاز البياني في القرآن سننتقل للحديث عن الإعجاز البياني في القرآن، فإنَّ القرآن الكريم هو بحدّ ذاته معجزة الإسلام، وقد عجز العرب بكل ما امتلكوه من فصاحة لسان وبلاغة وبيان عن أنّ يأتوا بسورة مثله، ويتمثل الإعجاز القرآني في وجهين:[7]

  • الوجه الأول: هو من حيث الألفاظ والتراكيب الواردة في القرآن الكريم وأوجه البلاغة والفصاحة، فقد استطاع بأجمل لفظ وبعبارات مختصرة أن يُعبر عن المعاني العظيمة بأفضل أسلوب، ويندرج تحت هذا الوجه الآية التي جمعت حروف اللغة العربية كلها، والحروف المقطعة التي افتُتحت بها بعض السور.
  • الوجه الثاني: من حيث المعنى والعلوم والمعارف التي ذُكرت في الكتاب، وتوصل إليها العلماء في عصرنا، وقد ذُكرت في القرآن الكريم حقائق بعض المخلوقات بتفاصيل علمية وبدقة عالية، وحقائق عن الكون والأرض والفلك.

شاهد أيضًا: ما الحكمة من ايراد القصص القراني .. عظمة القصص في القرآن

القرآن الكريم بذاته معجزة عظيمة، مليء بمختلف أشكال الإعجاز البياني والبلاغي، ويذخرُ بالعبر والدروس التي تحتاج من المسلمين التدبر والتأمل فيها، والاجتهاد في دراستها وفهمها، وذكرنا في هذا المقال أحد الأمثلة على الإعجاز البياني وهو الايه التي جمعت حروف اللغه العربيه كلها، والسورة التي نزلت بها هذه الآية، وسبب نزول هذه السورة، وسبب تسميتها وفضلها، وتطرقنا إلى مفهوم الإعجاز البياني في القرآن الكريم.

المراجع

[1]سورة الفتحالآية 29.
[4]سورة الفتحالآية 1.
[5]صحيح ابن حبانأنس بن مالك، ابن حبان، 370، صحيح.