كم عدد السجدات في كتاب الله تعالى ؟

كم عدد السجدات في كتاب الله تعالى ؟
كم عدد السجدات في كتاب الله تعالى؟

كم عدد السجدات في كتاب الله تعالى ؟ سؤالٌ يكثر البحث عنه، ومن المعلوم أنَّ سجود التلاوة عبارة عن سجدةٍ واحدةٍ يؤديها عند المسلم عند تلاوةِ أو عند سماعه لآيةٍ فيها سجدةٍ، وسيتمُّ في هذا المقال ذكر عددِ السجداتِ الواردة في القرآن الكريم، كما سيتمُّ بيان حكم أداء سجود التلاوة خارج الصلاة وكيفية أدائه، بالإضافة إلى بيان فضله.

كم عدد السجدات في كتاب الله تعالى ؟

اختلف الأئمة الأربعة في عدد السجداتِ الواردة في كتاب الله -عزَّ وجلَّ- على قولين، وسيتمُّ في هذه الفقرة بيان أقوالهم وفيما يأتي ذلك:

  • جمهور الفقهاء: إنَّ عدد سجدات التلاوة في القرآن الكريم أربعة عشرَ سجدة، وإلى ذلك ذهب فقهاء الحنفية والشافعية والحنابلة.[1][2][3]
  • المالكية: إنَّ عدد سجدات التلاوة في القرآن الكريم إحدى عشر سجدة، وهذا مذهب المالكية.[4]

السجدات المتفق عليها

اتّفق الفقهاء على عشرة مواضع لسجود التلاوة في القرآن الكريم، وهي: الآية الأخيرة من سورة الأعراف، والآية الخامسة عشرة من سورة الرعد، والآية الخمسون من سورة النحل، والآية التاسعة بعد المئة من سورة الإسراء، والآية الثامنة والخمسون من سورة مريم، والآية الثامنة عشرة من سورة الحجّ، وفي الآية السابعة والعشرين من سورة النمل، وفي الآية الخامسة عشرة من سورة السجدة، وفي الآية الستّين من سورة الفُرقان، أمّا في سورة فُصِّلت فقد وردت السجدة في الآية الثامنة والثلاثين.[5]

شاهد أيضًا: ما هي السورة التي فيها سجدتين في القرآن الكريم

السجدات المختلف فيها

اختلف الفقهاء في عددٍ من مواضع سجود التلاوة الواردة في كتاب الله -عزَّ وجلَّ- وفيما يأتي بيان أقوالهم فيها:

  • السجدة الثانية من سورة الحجِّ: اختلف الفقهاء في عدد سجدات التلاوة الواردة في سورة الحجِّ على قولين، وفيما يأتي ذكرها:
    • فقهاء الحنفية والمالكية: ذهب فقهاء الحنفية والمالكية إلى أنَّ عدد سجدات التلاوة في سورةِ الحجِّ سجدةً واحدة.[6][7]
    • فقهاء الشافعية والحنابلة: ذهب فقهاء الشافعية والحنابلة إلى أنَّ عدد سجدات التلاوة في سورة الحجِّ سجدتان اثنتان، الأولى في بداية السورة، والثانية في ختامها.[8][9]
  • سجدة سورة ص: اختلف الأئمة الأربعة في السجدة الواردة في سورة ص، هل هي من سجدات التلاوة أم من سجدات الشكر، وفيما يأتي بيان أقوال العلماء في ذلك:
    • فقهاء الحنفية والمالكية: عدَّ الحنفية والمالكية السجدة الواردة في قوله تعالى: {فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ*فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ}،[10] لأنّ الله -تعالى- جعل المَغفرة جزاءً للسجود؛ فتقديم السبب على المُسبَّب يدلّ على العمل بالسجود الوارد في الآية.[11][12]
    • فقهاء الشافعية والحنابلة: ذهب فقهاء الشافعية والحنابلة إلى أنَّ السجدة الواردة في سورة ص من سجدات الشكر لا سجدات التلاوة.[13][14]
  • سجدات المفصل: اختلف الأئمة الأربعة في سجدات التلاوة الواردة في سورة النجم والانشقاق والعلق، الواردة في حزب المفصل على قولين، وفيما يأتي ذكرها:
    • فقهاء الحنفية والشافعية والحنابلة: ذهب الأئمة الثلاثة إلى ذهبوا إلى اعتبار آيات السجود الواردة في حزب المفصل من سجدات التلاوة.[15][16][17]
    • فقهاء المالكية: ذهب المالكيّة إلى عدم اعتبار آيات السجود الواردة في حزب المُفصل من سجدات التلاوة؛ وذلك لإجماع فقهاء المدينة، وقُرّائها على تَرك السجود فيها.[18]

أحكام سجود التلاوة

إنَّ سجود التلاوة يعدُّ سنةٌ مؤكدةٌ عند الشافعية والحنابلة، ودليلهم قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَْذْقَانِ سُجَّدًا وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً وَيَخِرُّونَ لِلأَْذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعً}،[19] وذهب بعض المالكية إلى أنَّها سنةٌ مؤكدة وذهب بعضهم الآخر إلى أنَّها فضيلة، أمَّا فقهاء الحنفية فذهبوا إلى وجوب سجود التلاوة،[20] وسيتمُّ في الفقرة الثانية من مقال كم عدد السجدات في كتاب الله تعالى من بيان بعض الأحكام المتعلقةِ بسجود التلاوة، وفيما يأتي ذلك:

شاهد أيضًا: حكم سجود التلاوة في الصلاة المفروضة وشروط سجود التلاوة

شروط سجود التلاوة

ذهب جماعةٌ من أهل العلم أنَّه يُشترط لسجود التلاوة أن يكون الساجد على طهارةٍ من الحدث الأكبر والأصغر، كما يُشترط استقبال القبلةِ وستر العورة؛ إذ أنَّهم عدُّوها كصلاة النافلة، وذهب آخرون إلى أنَّ الطهارة ليست شرطًا لسجود التلاوة.[21]

شاهد أيضًا: حكم سجود التلاوة بدون وضوء

التسليم

إنَّ سجود التلاوة ليس له تسليم، وإلى ذلك ذهب الحنفية والمالكلية، وفي رواية عن الشافعية والحنابلة، وفي رواية أخرى عن الشافعية والحنابلة، ذهبوا إلى أنَّ على من سجد للتلاوة أن أن يسلم.[22]

سجود التلاوة في أوقات النهي

اختلف الأئمة الأربعة في سجود التلاوة في أوقاتِ النهي عن الصلاة إلى قولين، فذهب الحنفية والمالكية والحنابلة إلى أنَّه لا سجود للتلاوة في أوقات النهي عن الصلاة، بينما ذهب الشافعية إلى جواز سجود التلاوة في أوقاتِ النهي عن الصلاة.[23]

كيفية أداء سجود التلاوة

في الفقرة الثالثة من مقال كم عدد السجدات في كتاب الله تعالى ؟، سيتمُّ بيان كيفية أداء سجود التلاوة في خارج الصلاة، وفيما يأتي ذلك:

  • الحنفية: إنَّ كيفية أداء سجود التلاوة عن الأحناف يكون بالتكبير ثمَّ السجود على الأعضاء السبعة، ثمَّ يكبر حتى يرفع رأسه من السجود.[24]
  • المالكية: أمَّا عند المالكية فتكون بالتكبير للخفض للسجود مع رفع اليدين إن كان خارج الصلاة، ثم التكبير عند الرفع منه، مع النية سواء كان ذلك في الصلاة أو خارجها، ولا يوجد تسليم لسجود التلاوة كما الحال عند الحنفية.[25]
  • الشافعية: يكون سجود التلاوة أولاً بالنية ثم بالتكبير ويُباح رفع اليدين لذلك، ثم السجود وبعد ذلك التكبير للرفع منه، ثم التسليم إن كان خارج الصلاة.[26]
  • الحنابلة: إنَّ أداء سجود التلاوة عن الحنابلة يكون بالتكبير ثمَّ السجود على الأعضاء السبعة، ثمَّ يكبر حتى يرفع رأسه من السجود، ثمَّ بالتسليم وجوبًا.[27]

شاهد أيضًا: دعاء السجدة عند قراءة القرآن الكريم

فضل سجود التلاوة

إنَّ سجود التلاوة يعدُّ سببًا لدخول الجنة ودليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ” إذا قَرَأَ ابنُ آدَمَ السَّجْدَةَ فَسَجَدَ اعْتَزَلَ الشَّيْطانُ يَبْكِي، يقولُ: يا ويْلَهُ، وفي رِوايَةِ أبِي كُرَيْبٍ: يا ويْلِي، أُمِرَ ابنُ آدَمَ بالسُّجُودِ فَسَجَدَ فَلَهُ الجَنَّةُ، وأُمِرْتُ بالسُّجُودِ فأبَيْتُ فَلِيَ النَّارُ. وفي رواية: فَعَصَيْتُ فَلِيَ النَّارُ”.[28]

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال والذي تمَّت فيه الإجابة على سؤال كم عدد السجدات في كتاب الله تعالى ؟ كما تمَّ بيان مواضع هذه السجدات، واتفاق الفقهاء واختلافهم فيها، ثمَّ تمَّ بيان حكم سجود التلاوة وبعض أحكامه، كما تمَّ بيان كيفية أداء سجود التلاوة خارج الصلاة عند أئمة المذاهب الإسلامية، وفي ختام هذا المقال تمَّ بيان أنَّ سجود التلاوة يعدُّ سببًا من أسباب دخول الجنة، كما تمَّ ذكر الدليل على ذلك من السنة النبوية المطهرة.

المراجع

[1]اللباب في شرح الكتاب، عبد الغني الميداني، ص102https://al-maktaba.org/book/21496/10127/4/2021
[2]المنهاج القويم شرح المقدمة الحضرمية، ابن حجر الهيتمي، ص133https://al-maktaba.org/book/9973/13527/4/2021
[3]حاشية الروض المربع، عبد الرحمن بن قاسم، ص237https://al-maktaba.org/book/12216/80827/4/2021
[4]مناهج التحصيل ونتائج لطائف التأويل في شرح المدونة وحل مشكلاتها، علي سعيد الإجراجي، ص389https://al-maktaba.org/book/33048/38927/4/2021
[5]الموسوعة الفقهية الكويتية، مجموعة من المؤلفين، ص216https://al-maktaba.org/book/11430/14861#p127/4/2021
[6]أسهل المدارك «شرح إرشاد السالك في مذهب إمام الأئمة مالك»، أبو بكر الكشناوي، ص307https://al-maktaba.org/book/33166/307#p127/4/2021
[7]حاشية الطحطاوي على مراقي الفلاح شرح نور الإيضاح، الطحاوي، ص481https://al-maktaba.org/book/11993/520#p127/4/2021
[8]التجريد لنفع العبيد، البجيرمي، ص269https://al-maktaba.org/book/21603/268#p127/4/2021
[9]كشاف القناع عن متن الإقناع، منصور البهوتي، ص447https://al-maktaba.org/book/21642/43927/4/2021
[10]ص: 24-25
[11]المبسوط، السرخسي، ص6https://al-maktaba.org/book/33240/256#p127/4/2021
[12]الفواكه الدواني على رسالة ابن أبي زيد القيرواني، الفيراواني، ص25027/4/2021
[13]شرح المقدمة الحضرمية المسمى بشرى الكريم بشرح مسائل التعليم، سعيد باعشن، ص310https://al-maktaba.org/book/31799/26927/4/2021
[14]كشاف القناع عن متن الإقناع، منصور البهوتي، ص447https://al-maktaba.org/book/21642/43927/4/2021
[15]ملاقي الفلاح شرح نور الفلاح، الشرنبلالي، ص186https://al-maktaba.org/book/412/221#p127/4/2021
[16]تحفة المحتاج في شرح المنهاج، ابن حجر الهيتمي، ص204https://al-maktaba.org/book/9059/709#p127/4/2021
[17]كشاف القناع عن متن الإقناع، منصور البهوتي، ص447https://al-maktaba.org/book/21642/43927/4/2021
[18]شرح مختصر خليل، الخرشي، ص350https://al-maktaba.org/book/91/351#p127/4/2021
[19]ص: 232
[20]الموسوعة الفقهية الكويتية، مجموعة من المؤلفين، ص212-213https://al-maktaba.org/book/11430/14854#p127/4/2021
[22]مجلة البحوث الإسلامية، مجموعة من المؤلفين، ص130https://al-maktaba.org/book/34106/3294527/4/2021
[23]الموسوعة الفقهية الكويتية، مجموعة من المؤلفين، ص230https://al-maktaba.org/book/11430/14889#p127/4/2021
[24]الاختيار لتعليل المختار، عبدالله الموصلي، ص257-258http://www.feqhup.com/uploads/13580819792.pdf27/4/2021
[25]الفواكه الدواني على رسالة أبو زيد القيرواني، أحمد المالكي، ص387-391https://ia800200.us.archive.org/0/items/fawakeh_dewani/fawakeh_dewani01.pdf27/4/2021
[26]شرح المقدمة الحضرمية، سعيد الحضرمي، ص304-307https://archive.org/details/waq64169/page/n30327/4/2021
[27]الروض المربع شرح زاد المستنقع، منصور البهوتي، ص119-120https://al-maktaba.org/book/1679/120#p127/4/2021
[28]صحيح مسلم، مسلم، أبو هريرة، 81، حديث صحيح