حكم سجود التلاوة في الصلاة المفروضة وشروط سجود التلاوة

حكم سجود التلاوة

حكم سجود التلاوة يجهله الكثير من الناس، إن لتلاوة القرآن الكريم أحكامًا يجب على المسلم اتباعها أثناء تلاوته، فاتباع أحكام تلاوة القرآن تزيد تدبر القارئ في معانيه، وتذيقه لذة قراءته، ومن أحكام تلاوة القرآن الكريم سجدة التلاوة، فما حكمها، وما كيفيتها، وما شروطها وفضلها، هذا ما سوف نفصله في هذا المقال.

حكم سجود التلاوة في الصلاة المفروضة

سجود التلاوة (سنة مؤكدة)، أي يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها، وذلك سواء أكانت في الصلاة المفروضة أو خارجها، فإن استمع المسلم آية بها سجود تلاوة أو قرأها له أن يسجد، أو لا يسجد، أما إذا قرأها الإمام في الصلاة وسجد فيجب على المأموم اتباعه.

والدليل على أن سجود التلاوة سنة وليس واجب ما روي عن زيد بن ثابت -رضي الله عنه- قال: “قرأت على النبي ﷺ (والنجم) فلم يسجد فيها” (أخرجه البخاري ومسلم)، وسورة النجم آخرها سجدة تلاوة، فلو كانت واجبة ما تركها النبي ﷺ.[1]

كيفية سجود التلاوة

يكبر المسلم تكبيرة ثم يسجد سجود التلاوة كسجود الصلاة، ويقال فيها ما يقال في سجود الصلاة: (سبحان ربي الأعلى) ثلاثًا، (سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي)، (اللهم لك سجدت، وبك آمنت، ولك أسلمت، سجد وجهي لله الذي خلقه، وصوره، وشق سمعه وبصره، بحوله وقوته)، (اللهم اكتب لي بها أجراً، وضع عني بها وزراً، واجعلها لي عندك ذخراً وتقبلها مني كما تقبلتها من عبدك داود)، وبعدها يقوم دون أن يكبر أو يسلم، هذا إن كان خارج الصلاة.

أما إن كان في الصلاة منفردًا وقرأها فيكبر ويسجد، ويقول دعاءها، ثم يكبر ويرفع منها ويكمل صلاته.

وإذا كان مأمومًا وقرأها في الصلاة الجهرية فيجب عليه اتباع الإمام ولا يسجد، وكذلك إذا قرأها الإمام في الصلاة السرية فإنه لا يسجد حتى لا يربك المأمومين، لكن إن قرأها الإمام في الصلاة الجهرية فإنه يسجد بتكبير ويرفع منها بتكبير ويتبعه المأمومون.

تعريف سجود التلاوة

هو السجود الذي يسجده المسلم عند قراءته لآية سجدة من القرآن الكريم سواء أكان خارج الصلاة أو داخلها، وكذلك عند استماعه لموضوع سجدة، وسمي سجود تلاوة لأنه يأتي أثناء تلاوة القرآن الكريم.

أسباب سجود التلاوة

يرى جمهور الفقهاء أن لسجود التلاوة سببين:

  • الأول: التلاوة، أي تلاوة آية السجدة سواء أكان القارئ داخل الصلاة أم خارجها فله أن يسجدها.
  • الثاني: الاستماع، أي إذا سمع المسلم لآية موضع سجدة فله أن يسجدها.
  • وزاد الحنفية على هذين السببين سبب ثالث وهو: الاقتداء، فإن المأموم إذا أتى لصلاة الجماعة وكان الإمام يسجد سجدة تلاوة فعليه أن يقتدي بالإمام ويسجدها وإن لم يسمعها.

شاهد أيضًا: حكم سجود السهو عند حدوث السهو في الصلاة

شروط سجود التلاوة

تتعدد شروط سجود التلاوة عند العلماء وتختلف باختلاف أوضاع سماعها أو قراءتها كالتالي:

شروط سجود التلاوة للقارئ وهي كالتالي:

  • النية.
  • الإسلام.
  • العقل والبلوغ.
  • الوقت: فلا تكون في الأوقات المكروهة فيها الصلاة.
  • استقبال القبلة.
  • الطهارة، وهي على رأيين:

الرأي الأول: هو رأي جمهور الفقهاء بأن الطهارة واجبة لسجود التلاوة لأنها كالصلاة.

الرأي الثاني: وهو رأي السلف وبعض العلماء بأنه لا تشترط الطهارة لسجود التلاوة لأنه لم يرد عن النبي ﷺ ما يدل على ذلك.

  • ستر العورة  واختلف العلماء في تغطية شعر المرأة فيه على رأيين أيضًا:

الرأي الأول: وهو رأي الجمهور بأنه شرط لسجود التلاوة؛ لأن سجود التلاوة كالصلاة فيشترط فيه ما يشترط للصلاة.

الرأي الثاني: أنه لا يشترط فيه لأنه ليس بصلاة.

شروط سجود التلاوة للمستمع وهي كالتالي:

  • قصد السماع.
  • صحة إمامة القارئ.
  • سجود القارئ.

شروط سجود التلاوة للمصلي: إذا كان المصلي منفردًا اشترط الفقهاء ما يلي:

  • ألا يتعمد قراءة آية السجدة.
  • ألا يسجد لقراءة غيره.
  • أن لا يكون في صلاة جنازة.

أما إذا كان مأمومًا اشترطوا أن يسجد الإمام عند آية السجدة، فإن لم يسجدها فلا يجوز للمأموم أن يسجدها لأن الأصل في صلاة الجماعة الاتباع.[2]

مواضع سجود التلاوة

يوجد بالقرآن الكريم خمسة عشر موضعًا لسجود التلاوة وهي:

  • ﴿إِنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ﴾ (الأعراف:206)
  • ﴿وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ﴾ (الرعد :15).
  • ﴿وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِن دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ﴾ (النحل: 49) .
  • ﴿قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا﴾ (الإسراء: 107) .
  • ﴿إذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَٰنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا﴾ (مريم: 58)
  • ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ﴾ (الحج: 18).
  • ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ (الحج: 77 ).
  • ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَٰنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَٰنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا﴾ (الفرقان:60 ).
  • ﴿أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ﴾ (النمل: 25 ).
  • ﴿إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ﴾(السجدة: 15) .
  • ﴿وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ﴾(ص: 24).
  • ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ﴾ (فصلت: 37).
  • ﴿فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا﴾ (النجم: 62).
  • ﴿وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لا يَسْجُدُونَ﴾ (الانشقاق: 21).
  • ﴿ كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِب﴾ ( العلق: 19).

فضل سجود التلاوة

إن أشهر ما ورد عن فضل سجود التلاوة هو حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله ﷺ: ” إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد، اعتزل الشيطان يبكي، يقول: يا ويلي، أمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة، وأمرت بالسجود فأبيت فلي النار” (رواه مسلم).

تعرفنا في السطور السابقة على حكم سجود التلاوة في الصلاة المفروضة، لكن أمر السجود كله خير وقربة من الله عز وجل سواء أكان سجودًا في الصلاة، أو سجود سهو، أو سجود شكر، وصدق ﷺ حين قال: “أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء” (رواه مسلم).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *