هل صلاة الشروق هي صلاة الضحى

هل صلاة الشروق هي صلاة الضحى
هل صلاة الشروق هي صلاة الضحى

هل صلاة الشروق هي صلاة الضحى ؟ هو عنوان هذا المقال، وفيه ستتمُّ الإجابة على السؤال المطروح، كما سيتمُّ طرحُ سؤالٍ آخر، وبيان الإجابة عليه، وبعد ذلك سيتمُّ ذكر بعض الأحكام المتعلقة بصلاةِ الضحى، حيث سيتمُّ بيان وقتها وعدد ركعاتها وحكمها وفضلها مع ذكر الدليل من السنة النبوية المطهرةِ.

هل صلاة الشروق هي صلاة الضحى

بعد الاطِّلاع على المواقع الموثوقة، تبيِّن لي أنَّ صلاة الشروقِ هي ذاتها صلاةُ الضحى، إلَّا أنَّ صلاة الشروقِ تكون في أوَّلِ وقت الضحى، ويكون بعد خروج وقت الكراهة، أي عند ارتفاع الشمس قيدَ رُمحٍ، وقد ذكر ذلك الطيبي في كتاب شرح المشكاة، حيث قال: ثم صلى بعد أن ترتفع الشمس قدر رمح حتى يخرج وقت الكراهة، وهذه الصلاة تسمى صلاة الإشراق، وهي أول الضحى.[1]

شاهد أيضًا: صفة صلاة الضحى ووقتها وعدد ركعاتها

هل صلاة الضحى هي صلاة الشروق

ربما يُشكل هذا السؤال على القارئ، لكن هذا السؤال جاء في محلِّه تمامًا؛ إذ أنَّ ليس كلُّ صلاةِ ضُحى تعدُّ صلاةَ إشراق، بمعنى أنَّ المسلم إذا صلى ركعتي الضحى في أوِّل وقت الضحي -أي عند ارتفاع الشمس قيد رمحٍ- فإنَّ هاتين الركعتين تعدان صلاة شروقٍ وضحىً، لكن إذا صلى المسلم صلاةَ الضحى في آخر وقت الضحى فتكون صلاةُ ضحىً وليس إشراقٍ، ويُمكن القول: أنَّ كلَّ صلاة إشراقٍ هي صلاة ضُحى، وليس كلُّ صلاةِ ضحى تعدُّ صلاةُ إشراقٍ، وهذا ما ذكره الشيخ ابن عثيمين في كتاب فتاوى على الدرب، حيث قال: أن ركعتي الضحى هما ركعتا الإشراق، لكن إن قَدَّمتَ الركعتين في أول الوقت وهو ما بعد ارتفاع الشمس قيد رمح فهما إشراق وضحى، وإن أَخَّرتَهما إلى آخر الوقت فهما ضحى وليستا بإشراق.[2]

شاهد أيضًا: متى ينتهي وقت صلاة الضحى

وقت صلاة الضحى

يبدأ وقت صلاة الضحى بعد ارتفاع الشمس بقدر رمحٍ، إلى قبيل وقتِ صلاة الظهر، وقد قام الشيخ ابن عثيمين بتقديرها، حيث قال: أنَّ وقتها بعد شروق الشمس بربع ساعة إلى قبيل صلاة الظهر بعشر دقائق، كلُّ هذا وقتُ الضحى، لكن أفضل أوقاتها، بعد اشتداد حر الشمس لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “صَلَاةُ الأوَّابِينَ إذَا رَمِضَتِ الفِصَالُ”.[3][4]

شاهد أيضًا: ماذا يقرأ في صلاة الضحى

عدد ركعات صلاة الضحى

بعد أن تمَّ بيان أنَّ صلاة الشروق هي صلاة الضحى، فإنَّه سيتمُّ ذكرُ عددِ ركعاتِ الضحى، حيث اتفق الأئمة الأربعة على أنَّ أقلَّ عددٍ لركعاتها هما ركعتين، ودليل ذلك ما رُوي عن أبي ذرٍ -رضي الله عنه- حيث قال: “وَيُجْزِئُ مِنْ ذَلِكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنْ الضُّحَى”، أمَّا أكثرها فهي محلُّ خلافٍ بين الفقهاء، وفيما يأتي بيان أقوالهم في ذلك:[5]

  • القول الأول: أنَّ أكثر عددٍ لركعاتِ صلاةِ الضُحى اثنا عشر ركعة، وهذا مذهب الحنفية والشافعية.
  • القول الثاني: أنَّ أكثر عددٍ لركعاتِ صلاةِ الضُحى ثمانية ركعاتٍ، وهذا مذهب المالكية والحنابلة.
  • القول الثالث: لا حدَّ لأكثرها، فللمسلم أن يصليَ ما شاء من ركعاتٍ.

حكم صلاة الضحى

تعدُّ صلاةُ الضحى من النوافل المستحبةِ في الشريعة الإسلامية، وهذا باتفاق أئمة المذاهب الإسلامية الأربعة، وما يدلُّ على ذلك ما رُوي عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- حيث قال: “أَوْصاني حبيبي بثلاثٍ لنْ أَدَعهنَّ ما عشتُ: بصيامِ ثلاثةِ أيَّامٍ من كلِّ شهرٍ، وصلاةِ الضُّحى، وأنْ لا أنامَ حتى أُوتِرَ.[6]

شاهد أيضًا: كيفية صلاه الضحى بالخطوات

فضل صلاة الضحى

لقد ورد في السنة النبوية المطهرة حديثًا شريفًا يبيِّن فضل ركعتي الضُحى، حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “يُصْبِحُ علَى كُلِّ سُلَامَى مِن أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ، وَأَمْرٌ بالمَعروفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنِ المُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَيُجْزِئُ مِن ذلكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُما مِنَ الضُّحَى”.[7]

شاهد أيضًا: كيفية صلاه الضحى بالخطوات

فضل صلاة الشروق

لقد ورد فضلٌ مخصوصٌ لصلاةِ الشروقِ، ويبيِّنه قوله رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “مَن صَلَّى الفَجرَ في جَماعةٍ، ثمَّ قعَدَ يَذكُرُ اللهَ تَعالى حتى تَطلُعَ الشَّمسُ، ثمَّ صَلَّى رَكعَتينِ، كانتْ كأجْرِ حَجَّةٍ وعُمرةٍ، تامَّةٍ تامَّةٍ تامَّةٍ”.[8]

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي تمَّت فيه الإجابة على سؤال هل صلاة الشروق هي صلاة الضحى، كما تمَّ بيان أنَّ ليس كلُّ صلاةِ ضحىً تعدُّ صلاة إشراقٍ، ثمَّ تمَّ الحديث عن صلاةِ الضحى حيث تمَّ بيان حكمها ووقتها وعدد ركعاتها وفضلها، وفي ختام هذا المقال تمَّ بيان فضل صلاة الشروقِ.

المراجع

[3]صحيح مسلم، مسلم، زيد بن أرقم، 748، حديث صحيح
[4]islamqa.infoوقت صلاة الضحى12/7/2021
[6]dorar.netصلاة الضحى12/7/2021
[7]صحيح مسلم، مسلم، أبي ذر الغفاري، 720، حديث صحيح
[8]الفتوحات الربانية، ابن حجر العسقلاني، 64/3، حديث غريب