صحة حديث فر من المجذوم

صحة حديث فر من المجذوم
صحة حديث فر من المجذوم

صحة حديث فر من المجذوم، هو عنوان هذا المقال، ومعلومٌ أنَّ كتب السنة النبوية احتوت على أحاديثٍ عديدة، منها ما هو صحيحٌ ومنها ما هو حسنٌ ومنها أحاديثٌ ضعيفة، حتى أنَّ منها أحاديثٌ موضوعة، وفي هذا المقال سيتمُّ تخصيص الحديثِ عن قول النبيِّ -صلى اله عليه وسلم-: “لا عَدْوَى و لا طيرةَ و لا هامةَ و لا صَفرَ، و فِرَّ مِنَ المجذومِ كما تَفِرُّ مِنَ الأسدِ”، حيث سيتمُّ بيان درجةِ صحتِه، وشرحه، كما سيتمَّ التوفيق بين محتوى الحديثِ.

صحة حديث فر من المجذوم

إنَّ قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم: “”لا عَدْوَى و لا طيرةَ و لا هامةَ و لا صَفرَ، و فِرَّ مِنَ المجذومِ كما تَفِرُّ مِنَ الأسدِ”،[1] يعدُّ حديثًا صحيحًا؛ حيث رواه الإمامان البخاري ومسلم في صحيحهما، كما أنَّ الألباني قام بذكره في كتابه المسمى بالسلسة الصحيحة، وحكم عليه بالصحة.[2][3]

شاهد أيضًا: صحة الحديث من صام 9 ذي الحجة كمن تعبد عامين

شرح حديث فر من المجذوم

لقد هدم الإسلام بعض معتقدات الجاهلية التي تتنافى مع الإسلام، وبنى أيضًا للمسلم عقيدته الصحيحة المبنية على صحة توحيد الله -عزَّ وجلَّ- وقوة اليقينِ به، بالإضافة إلى الأخذ بالأسباب، ومما يدلُّ على ذلك الحديثَ المذكور في هذا المقال، وفي هذه الفقرة سيتمُّ بيان شرحه، وفيما يأتي ذلك:[4]

شاهد أيضًا: صحة حديث لا تطفئوا سرجكم ليالي العشر

  • لا عدوى: العدوى تعني انتقالَ المرضِ من مريضٍ إلى غيره، وفي هذا الحديث يُخبر النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- أنَّ المرض لا يترك أيَّ أثرٍ بطبعه، إنَّما انتقال المرضِ من مريضٍ إلى آخر يكون بتقديرٍ من الله عزَّ وجلَّ.
  • لا طيرة: والطيرة هي التشاؤم؛ إذ كان أهل الجاهلية إذا أرادوا الخروجَ في سفرٍ، فإنَّهم يعتبرون مرور الطيرِ عن يمينهم استبشارًا لهم، ومروره علن يسارهم تشاؤمًا لهم، فجاء الإسلام ونهاهم عن ذلك.
  • ولا هامة: والهامة هي طيرٌ يطيرُ بالليل، أو بومةٌ، وفيما يأتي ذكر اعتقادهم في كلا الأمرين:
    • الطير الذي يطير بالليل: كانوا يعتقدون أنَّه روح القتيل الذي لم يتمَّ الثأر له.
    • البومة: وكانوا يعتقدون أنَّ سقوطها في بيتِ أحدهم يعني حدوث مصيبةٍ لأهل هذا البيت.
  • ولا صفر: وهو أحد الشهور القمرية، وهو شهرٌ يقع فيه الخير والشرَّ، وقد بيَّن النبيُّ في هذا الحديث أنَّ لا شي يق إلى بقدرٍ من الله.
  • وفرَّ من المجذوم: وهنا أمر من النبيِ للمسلمِ بأن يبتعد عن المريضِ بالجذام؛ ليعلِّم المسلم بأن يأخذ بالأسباب، والجذام هو عبارة عن مرضٍ تتآكل بسببه أعضاء الإنسان.
  • كما تفرُّ من الأسد: كفرورك خوفًا من الأسد.

شاهد أيضًا: صحة حديث خير يوم طلعت عليه الشمس يوم عرفة

التوفيق بين محتوى الحديث

في ظاهرِ الحديث الشريف تناقضًا، لكن في الحقيقة أنَّن لا تناقض بين محتوى الحديِثِ الشريفِ، وفيما يأتي التوفيقَ بين لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر وبين وفر من المجذوم، إذا أنَّه في الشطر الأول من هذا الحديث الشريف يبيِّن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنَّ الأمراض لا تعدي بطبعها، لكنَّها تعدي إذا شاء الله -عزَّ وجلَّ- للسليم أن يُصاب بهذا المرض، وقد يُخالط السليم المريضِ ولا يُصاب بالمرض، مع ذلك على المسلم أن يأخذ بالأسباب ويبتعد عن المريض، من غيرِ اعتقادٍ منه بأنَّه سيُصاب بالعدوى لا محالة إذا اقترب منه.[5]

شاهد أيضًا: فضل لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي يحمل عنوان صحة حديث فر من المجذوم، والذي تمَّ في بيان درجة هذا الحديثِ من حي الصحةِ، كما تمَّ بيان شرح هذا الحديثِ الشريفِ، وفي ختام هذا المقال تمَّ التوفيقُ بين شطري الحديثِ الشريفِ وبيان أنَّه لا تعارضَ بينهما.

المراجع

[1]السلسة الصحيحة، الألباني، أبي هريرة، 783، حديث صحيح
[4]dorar.netشرح الحديث11/8/2021