من أين يحرم أهل مكة للعمرة

من أين يحرم أهل مكة للعمرة
من أين يحرم أهل مكة للعمرة

من أين يحرم أهل مكة للعمرة ؟ هو عنوان هذا المقال، ومعلومٌ أنَّ الشرع الحنيفَ وقتَ عددًا من المواقيتِ للإحرامِ، فمن أينَ يحرمُ أهلُ مكةَ للعمرةِ والحجِّ؟ وما هي مواقيتُ الإحرامِ لغيرِ أهلش مكةَ، وما حكمُ تجاوزها من غيرِ إحرامٍ؟ وما المكان الذي يُحرم منه غير أهلِ مكةَ عند تكرارِ العمرةِ، وما تعريفُ الإحرامِ؟ وما الحكمةث من مشروعيته؟ كلُّ هذه الأسئلة سيجد القارئ الإجابة عليها في هذا المقال.

من أين يحرم أهل مكة للعمرة

ذهب أهل العلمِ إلى أنَّ من أراد أداء مناسكَ العمرةِ من أهلِ مكةَ فميقاته الحلِّ، والمقصود بالحلِّ خروجُه من الحرمِ المكي، ودليل ذلك ما رُوي عن عبد الرحمن بن أبي بكر -رضي الله عنه- حيث قال: “أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أمَرَهُ أنْ يُرْدِفَ عَائِشَةَ، ويُعْمِرَهَا مِنَ التَّنْعِيمِ”.[1][2]

شاهد أيضًا: كيفية أداء مناسك العمرة خطوة بخطوة بالترتيب

ما المقصود بالحلِّ الذي يحرم منه أهل مكة للعمرة

إنَّ المقصودَ بالحلِّ الذي يُحرم منهُ أهلُ مكةَ، أي المكان الذي يكون خارجَ حرمَ مكةَ المكرمة من أيِّ جهةٍ شاء، فيُحرم من التنعيمِ أو من الجعرانة أو من الحديبيةِ، أو من أيِّ مكانٍ من الحلِّ، وفيما يأتي بيانُ أفضلُ ميقاتٍ للإحرامِ:[3]

شاهد أيضًا: تفسير الأرواح جنود مجندة ما تشابه منها ائتلف وما تشابه منها اختلف

  • ذهب المالكية وجمهور الشافعيةِ إلى أنَّ أفضل ميقاتٍ يُحرم منه أهل مكة للعمرة هو الجعرانة؛ لأنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحرمَ منها، ثمَّ يليها بالفضلِ التنعيمَ؛ لأنَّ النبيَّ أمر عائشة أن تعتمر منها، وهذا وجهٌ عند فقهاء الحنابلة، ولا بدَّ من التنبيه إلى أنَّ الشافعية والحنابلة قالوا بأنَّ الحديبية تلي التنعيمَ بالفضلِ؛ إذ أنَّ النبيَّ كان سيعتمر منها لولا أن صده كفار قريش.
  • ذهب الحنفية إلى أنَّ الإحرامَ من التنعيمِ أفضل من الإحرامِ من الجعرانة؛ إذ أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- أمر السيدة عائشة بالإحرامِ منها، وعند الأحنافِ الدليل القولي مقدمٌ على الدليل الفعلي.

شاهد أيضًا: هل تجوز العمرة بدون محرم لأهل مكة

من أين يحرم أهل مكة للحج

من أراد أداء نسكِ الحجِّ من أهلِ مكةَ وكان منزلهُ في مكةَ أو في حرمِها فإنَّه يُحرمُ من منزله، ودليل ذلك ما رُوي عن ابن عباس -رضي الله عنه- حيث قال: “إنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وقَّتَ لأهْلِ المَدِينَةِ ذَا الحُلَيْفَةِ، ولِأَهْلِ الشَّأْمِ الجُحْفَةَ، ولِأَهْلِ نَجْدٍ قَرْنَ المَنَازِلِ، ولِأَهْلِ اليَمَنِ يَلَمْلَمَ، هُنَّ لهنَّ، ولِمَن أتَى عليهنَّ مِن غيرِهِنَّ مِمَّنْ أرَادَ الحَجَّ والعُمْرَةَ، ومَن كانَ دُونَ ذلكَ، فَمِنْ حَيْثُ أنْشَأَ حتَّى أهْلُ مَكَّةَ مِن مَكَّةَ”.[4][5]

شاهد أيضًا: ماذا يقال عند الميقات للعمرة

مواقيت الإحرام لغير أهل مكة

وقت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لمن أراد مناسك العمرةِ من غير أهل مكة، خمسة مواقيت، وفي هذه الفقرة من هذا المقال سيتمُّ ذكر هذه المواقيت، وفيما يأتي ذلك:[6]

شاهد أيضًا: هل يجوز العمرة عن الميت

  • ميقات ذي الحليفة: وهو ميقاتُ أهل المدينة المنورة، وهذا الميقاتُ يُسمى الآن أبيار علي.
  • ميقات الجحفة: وهو ميقاتُ أهلِ الشامِ.
  • ميقات قرن المنازل: وهو المكان الذي يُحرم منه أهل نجدٍ، والذي يُسمى في الوقت الحالي بالسيل.
  • ميقات يلملم: وهو المكان الذي يُحرم من أهل اليمن.
  • ذات عرق: وهذا ميقاتُ أهل العراق.

شاهد أيضًا: هل يجوز لبس الشراب في العمرة للنساء

حكم إحرام غير أهل مكة من مكة

لا يجوز لغير أهلَ مكةَ تجاوز الميقاتِ الذي وقته رسول الله -صلى الله عليه وسلم- له من غيرِ إحرامٍ، وبناءً على ذلك فمن لم يُحرم من الميقاتِ وجب عليه العودة إلى الميقات ما لم يتلبس بالنسك، أمَّا إذا تلبس بالنسك وجب عليه الفدية، وهي دمٌ يُوزع على مساكين الحرم .[7]

شاهد أيضًا: دعاء دخول مكة المكرمة للعمرة

من أين يحرم من أراد تكرار العمر لغير أهل مكة

من أراد تكرار العمرةِ من غير أهلِ مكةَ، فإنَّه يُحرم من الحلِّ كأهلِ مكةَ، وقد نصَّ على ذلك ابن قدامة حيث قال: “كل من كان بمكة فهي ميقاته للحج، وإن أراد العمرة فمِنَ الحل، لا نعلم في هذا خلافاً، ولذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن أن يعمِّر عائشة من التنعيم”.[8]

شاهد أيضًا: حكم الاضطباع في العمرة للرجل

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي تمَّت فيه الإجابة على سؤال من أين يحرم أهل مكة للعمرة ؟ كما تمَّ فيه بيانُ المقصودِ بالحلِّ الذي يُحرم منه أهلُ مكةَ، كما تمَّ فيه بيان المكان الذي يُحرم منه أهلُ مكةَ للحجِّ، ومواقيتُ الإحرامِ لغيرِ أهلَ مكةَ، وحكمَ من تجاوزها من غيرِ إحرامٍ، ومكانَ إحرامِ من أراد تكرارَ العمرةِ، وفي ختام هذا المقال تمَّ بيانُ تعريفِ الإحرامِ والحكمةَ من مشروعيته.

المراجع

[1]صحيح البخاري، ابخاري، عبد الرحمن بن أبي بكر، 1784، حديث صحيح
[2]binbaz.org.saميقات أهل مكة29/05/2024
[3]الموسوعة الفقهية الكويتية، مجموعة من المؤلفين، 241https://al-maktaba.org/book/11430/923529/05/2024
[4]صحيح البخاري، البخاري، عبدالله بن عباس، 1526، جديث صحيحس،