يجوز للمسافر الجمع بين صلاتي

يجوز للمسافر الجمع بين صلاتي
يجوز للمسافر الجمع بين صلاتي

يجوز للمسافر الجمع بين صلاتي فمن أحكام الصلاة باب فقهي كبير، ملئ بالاختلافات، والآراء، ولكل رأي دليل يدعمه، والاختلاف في ديننا الحنيف رحمة، لذلك لا يجوز التحدث عن الأحكام الشرعية دون علم، ودراسة، ومن ضمن المسائل المختلف فيها في باب الصلاة جوار الجمع بين الصلاة للمسافر، اتفق الفقهاء علي جواز الجمع بينهما في المطلق، ولكن اختلفوا في كيفية ووقت الجمع بين الصلاتين، لذلك يجب الرجوع لآراء الفقهاء.

يجوز للمسافر الجمع بين صلاتي

إنه يجوز للمسافر الجمع بين صلاتي الظهر والعصر، أو المغرب والعشاء، وذلك ما يسمى بصلاة المسافر، والكيفية تكون عن طريق تأخير الصلاة أو تقديمها، مثل تأخير الظهر مثلًا لحين حلول وقت صلاة العصر ثم يصليهما معًا، ويصلي كل منهما منفردًا، ولكن بأذان واحد للصلاتين، ولكن إقامة كل صلاة منهما مستقلة عن الأخرى، والظهر يكون قبل العصر، والمغرب قبل العشاء، وذلك ما يسمى بالتأخير.

والتقديم هو تقديم صلاة الفجر العصر مع الظهر، أو العشاء مع المغرب، وفي ذلك الجمع خلاف بين الفقهاء، والاصح هو جواز التأخير أو التقديم سواًء، ولا يجوز الجمع إلا بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء، فالجمع لا يجوز إلا في الصلاة الرباعية فقط.

شاهد أيضًا: أقل مسافة يجوز فيها قصر الصلاة

أدلة جواز الجمع بين الصلاة للمسافر

ورد في القرآن الكريم، والسنة النبوية المشرفة الكثير من الأدلة التي تقول بجواز الجمع بين الظهر والعصر، أو المغرب والعشاء للمسافر، من ضمن تلك الأدلة ما يلي:

  • قال الله سبحانه وتعالى : “أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا”.
  • عن سعيد بن جبير حدّثنا ابن عباس: أنّ رسول الله، صلَّى الله عليه وسلم، جمع بين الصلاة في سفرة سافرها في غزوة تبوك ، فجمع بين الظهر و العصر و المغرب و العشاء ، قال سعيد : فقلت لابن عباس : ما حمله على ذلك ؟ قال : أراد أن لا يُحرج أمته”.
  • عن عبد الله بن شقيق قال: خطبنا ابن عباس يوماً بعد العصر حتى غربت الشمس وبدت النجوم و جعل الناس يقولون: الصلاة الصلاة ، قال : فجاءه رجل من بني تميم لا يفتر و لا ينثني الصلاة الصلاة ، قال : فقال : ابن عباس أتعلّمني بالسنة لا أمّ لك ، ثمّ قال : رأيت رسول الله صلَّى الله عليه و آلة جمع بين الظهر و العصر و المغرب و العشاء ، قال عبد الله بن شقيق : فحاك في صدري من ذلك شيء فأتيت أبا هريرة فسألته فصدّق مقالته”.
  • عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر و العصر جميعاً ، و المغرب و العشاء جميعاً ، في غير خوف و لا سفر”.
  • حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة عن ابن عباس قال: صلّيت مع النبي صلى الله عليه وآلة، ثمانياً جميعاً أظنه أخّر الظهر وعجّل العصر وأخّر المغرب وعجّل العشاء . قال : وأنا اظن ذلك”.
  • حدثنا أبو الربيع الزهراني، عن ابن عباس : أنّ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، صلى بالمدينة سبعاً وثمانياً الظهر والعصر والمغرب والعشاء”.
  • حدثنا يحيى بن يحيى قال: قرأت على مالك عن أبي الزبير عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس قال : “صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر والعصر جميعاً والمغرب والعشاء جميعاً في غير خوف ولا سفر”.
  • للنسائي من طريق عمرو بن هرم عن أبي الشعثاء ان ابن عباس صلى في البصرة الظهر والعصر ليس بينهما شيء فعل ذلك من شغل ، وفيه رفعه الى النبي، صلى الله عليه وسلم، كما نقله الزرقاني في الجمع بين الصلاتين من شرح الموطأ”.
  • حدثنا ابن أبي عمر عن عبد الله بن شقيق العقيلي قال : قال رجل لابن عباس : الصلاة فسكت . ثم قال : الصلاة فسكت. ثم قال : الصلاة فسكت. فقال ابن عباس: لا أمّ لك أتعلّمنا بالصلاة؟ كنّا نجمع بين الصلاتين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم”.
  • حدثنا أحمد بن يونس عن ابن عباس قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، الظهر والعصر جميعاً بالمدينة في غير خوف ولا سفر”.

شاهد أيضًا: التقدم على الإمام في انتقالات الصلاة تسمى

أدلة من القرآن الكريم تتحدث عن فضل الصلاة

ورد في كتاب الله العزيز الكثير من الآيات الكريمة التي تحث على الصلاة، وتتحدث عن فضلها، من ضمن تلك الآيات الكريمات، ما يلي:

  • قال تعالى: “قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ”.
  • قال تعالى: “وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ”.
  • وقال تعالى: “لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا ۖ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ ۗ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ”.
  • قال تعالى: “إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ ۖ فَعَسَىٰ أُولَٰئِكَ أَن يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ”.
  • وقال تعالى: “فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِكُمْ ۚ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۚ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا”.
  • قال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ۚ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا ۚ وَإِن كُنتُم مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ ۚ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ”.
  • قال تعالى: “لَّٰكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ ۚ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ ۚ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أُولَٰئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا”.

وفي النهاية نكون قد عرفنا أنه يجوز للمسافر الجمع بين صلاتي الظهر والعصر والمغرب والعشا، وذلك ما يسمى بصلاة المسافر، والكيفية تكون عن طريق تأخير الصلاة أو تقديمها، بدليل ما روي عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر و العصر جميعاً ، و المغرب و العشاء جميعًا، في غير خوف و لا سفر”.