من هم ارم ذات العماد

من هم ارم ذات العماد
من هم ارم ذات العماد

من هم ارم ذات العماد هم أحد الأقوام البائدة التي ذكرها الله تعالى في القرآن الكريم حتى نأخذ منها العِظة والعبرة، فقد ذكر سبحانه وتعالى الكثير من الأمم البائدة في القرآن الكريم، وذكر حال هذه الأمم وعصيانهم لربّهم، وبيّن لنا كيف أخذهم الله تعالى بظلمهم بغتة، وفي مقالنا التالي سوف نتعرّف على أحد هذه الأمم وهي إرم ذات العماد، فمن هم إرم ذات العماد؟

من هم ارم ذات العماد

من هم ارم ذات العماد اختلف العلماء فيما إذا كانت إرم ذات العِماد التي ذكرت في القرآن الكريم هي مدينة، أم أنها قبيلة من بني عاد كما اعتبرها الطبري، وقيل أنّ إرم ذات العِماد: هي قبيلة ضربها الله بغضبه لكثرة خطاياها، وحسب خيراء الآثار يُعتقد أن عمر أنقاض هذه المدينة يعود لنحو 3000 سنة قبل الميلاد،  ولكن بحسب الباحثين فإن مدينة إرم هي: مدينة قوم عاد، المدينة ذات العماد، وتسمّى باللغات الأوروبيّة الأخرى باسم: “City of a Thousand Pillars”، و “Irem،Ubar،Wabar”، وتعني المدينة ذات الألف عامود، وقد ذُكرت هي المدينة في القرآن الكريم فقال تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ * الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ}[1].[2]

شاهد أيضًا: من هو النبي الاكثر ذكرا في القران

مدينة إرم التي لم يُخلق مثلها في البلاد

مدينة إرم ذات العماد هي: مدينة عاد قوم هود الذين أهلكهم الله تعالى بالريح العاتية، وورد ذكر قوم عاد ومدينتهم “إرم” في سورتين من سور القرآن الكريم، سمّيت إحدى هذه السور باسم النبي “هود”، والسورة الأخرى سميّت ب “الأحقاف”، وقوم عاد والأمم القديمة هم من نسل “إرم بن سام بن نوح”، فإرم هو اسم أحد أبناء سام، وإليه تُنسب قبيلة عاد، ولم يرد ذكر قبيلة عاد في التوراة.[3]

شاهد أيضًا: قصة نبي ذكر في القرآن الكريم .. قصة هود عليه السلام

موقع إرم ذات العماد

بحسب الإخباريين والعلماء المسلمين فإن موقع مدينة إرم التي جاء وصفها في القرآن الكريم، تقع في اليمن بين حضرموت وصنعاء، وقد بنّاها شدّاد بن عاد، وقد كان ملكًا شديدًا جبارًا، ولما سمع ما أعدّ الله تعالى لأوليائه وعباده الصالحين من القصور المصنوعة من الذهب والفضة والأنهار الجارية والبحار والأشجار الباسقة، أردا أن يبني مدينة على غرار تلك التي في الجنة، فأمر أعوانه أن يختاروا لها مكانًا مناسبًا، وأمرهم بجمع كل الذهب والمجوهرات من البلاد، فبنى المدينة من الأعمدة الطويلة، وأجرى فيها الأنهار، وجعل فيها أشجار من ذهب، وثمر من ياقوت، وبنى فيها ثلاثمائة ألف قصر، وبنى له قصرًا عاليًا مطلاً على البلاد كلّها، فكانت المدينة أعجوبة لا مثيل لها بكل البلدان.[4]

من هم قوم عاد

قال ابن كثير: “أن قوم عاد كانوا من العرب، وكانوا يسكنون مدينة الأحقاف، التي تقع بين حضرموت وعُمان، وكانوا يعيشون تحت الخِيام التي لها أعمدة ضخمة”، وذكر أن قوم عاد هم أول من عبد الأصنام بعد قوم نوح عليه السلام، وأما طول قوم عاد، فإنهم كانوا أطول من أبناء جنسهم، وكانت أطوالهم فارعة جدًا، وقال عنهم الله تعالى: {أَوَعَجِبْتُمْ أَن جَاءكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِّنكُمْ لِيُنذِرَكُمْ وَاذكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاء مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُواْ آلاء اللّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}[5]، وقدزادهم الله بسطة أي قوة في الجسم، وقال بعض السلف أنه كان أطول رجل في قوم عاد مائة ذراع، وأقصر رجل ستين ذراع.[6]

شاهد أيضًا: من هو اول الانبياء في فعل عبادة الصوم

إرسال الله تعالى هود عليه السلام لقومه عاد

وردت قصة هود عليه السلام مع قومه بأساليب مختلفة في القرآن الكريم، وخلاصة ذلك كلّه: أن قوم عاد الأولى، هم أول من عبد الأصنام بعد الطوفان، وأول أمة أهلكها الله تعالى بذنوبها، وكانوا أول من أشرك بعد قوم نوح عليه السلام، ولهذا جاء ذكرهم في القرآن الكريم بعد ذكر قصّة سيدنا نوح عليه السلام.

وكان قوم عاد عتاةٌ جبارين طغاة، عَبَدة للأصنام، فأرسل الله تعالى إليهم أخاهم هودًا يأمرهم بعبادة الله تعالى وحده لا شريك له، وترك عبادة الأصنام، ووعدهم بجنة عرّضها كعرض السموات والأرض إن هم استجابوا لدعوته، وتوّعدهم بعقاب الله تعالى وعذابه إن هم كذّبوه وأنكروا دعوته، وهود عليه السلام هو: هود بن شالح بن أرفخشذبن سام، بن نوح، ويقال هو: ابن عبدالله ابن رباح الجارود بن عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح، وهو أحد الأنبياء الخمسة من العرب الذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم.[7]

شاهد أيضًا: الفائدة من ضرب الامثال في القران الكريم

موقف قوم عاد من نبيهم هود

كذّب قوم هود نبيّهم، ووصفوه بالكذب والسفاهة وبأقبح الألفاظ، مع أنهم كانوا يعرفون شرف نسبه ومكانته، ولكن طمس الكفر على قلوبهم وعقولهم، وهو يدعوهم إلى عبادة الله تعالى، وهم يدعونه إلى عبادة الأصنام، فطمس الكفر على قلوبهم، وكذا الكبر والبطر أعماهم عن رؤية الحق، فأخبرهم هود عليه السلام أنه ليس به سفاهة، بل هو رسول الله إليهم، يبلغهم رسالات ربّهم، وهو لهم ناصحٌ أمين، فقالوا له أنهم يتعجبون كيف يبعث الله لنا بشرًا مثلنا ليهدينا، ولو أن الله تعالى أراد هدايتنا لأرسل لنا الملائكة، فلبث يدعوهم وقتًا طويلاً، ولكن لم يؤمن معه إلا القليل من قومه.[8]

عقاب الله تعالى لقوم هود

بعد تكذيب قوم عاد لنبيهم وتكبّرهم عن الحق، عاقبهم الله تعالى بالريح العاتية، قال تعالى: {وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية * سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية * فهل ترى لهم من باقية}[9]، ودائمًا تأتي العقوبة بما يتناسب مع كفر الكافرين وإعراضهم، فلما كانوا أكثر الناس قوة وبسطة في الجسم كما قال الله تعالى:  {فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق وقالوا من أشد منا قوة أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة}[10]، أهلكهم الله تعالى بالهواء الأشدّ منهم قوة، وهو أضعف الأشياء التي لا نحسّ بها، فسلّط الله عليهم ريحًا شديدة البرودة وشديدة الهبوب، فكانت هذه الريح تحملهم إلى السماء وتقذف بهم إلى الأرض، فتنكسر رؤوسهم، ثمد تدخل الريح في أجوافهم، فصاروا كأعجاز النخل الخاوية، ولم يبقَ منهم أحدًا، وقال بعض المفسرين: بأن هذه الريح عندما أهلكتهم، حملت أجسامهم وألقت بها في البحر، فلا تجد حتى أجسامهم على وجه الأرض، فلا يُرى منهم إلا مساكنهم التي أصبحت خاوية فارغة من سكّانها، وأُلحقوا بمن كذب الله تعالى من قبلهم.[11]

شاهد أيضًا: من هي الامة التي اهلكها الله بالنمل

في نهاية مقالنا تعرّفنا على من هم ارم ذات العماد اختلف العلماء فيما إذا كانت إرم ذات العِماد التي ذكرت في القرآن الكريم هي مدينة، أم أنها قبيلة من بني عاد كما اعتبرها الطبري، وقيل أيضًا أنّ إرم ذات العِماد: هي قبيلة ضربها الله بغضبه لكثرة خطاياها وذنوبها وتكذيبها لربها.