ما المراد بيوم الفصل

ما المراد بيوم الفصل
ما المراد بيوم الفصل

ما المراد بيوم الفصل، الذي ذكر في القرآن الكريم في العديد من الآيات الكريمة، وهو يوم الفصل الذي لا ريب فيه، والذي يستعد المسلمون للقائه بالعمل الصالح والطاعات، وفي القرآن الكريم العديد من القيم والمعاني والمواعظ والأوامر الإلهية، التي يتوجب على المسلم الالتزام بها، ومن خلال السطور التالية التي سوف يقدمها موقع محتويات، سيتم التعرف إلى يوم الفصل ومعناه.

ما المراد بيوم الفصل

المراد بيوم الفصل هو يوم القيامة والحساب، وسمي يوم الفصل لأن خالق البرية يفصل ويحكم بين جميع الكائنات بالعدل، وهو يوم البعث والنشور وهو اليوم الموعود الذي كذبه المشركون وشككوا في مصداقيته، وصدقه المؤمنون وعملوا للقائه، فلقد خلق الله الإنسان وجعل لكه ملكان ليسجلا أعماله إلى يوم الدين، وهو اليوم الذي يلقى كل إنسان فيه ما عمل، ويبعث فيه الأموات من القبور، ويحاسب فيه كل إنسان خلق على وجه الأرض من بداية الخلق أبناء آدم عليه السلام إلى آخر كائن بشري على ظهر الأرض، قال تعالى في كتابه العزيز:{ نَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا}[1] والحقيقة أن الإنسان له بداية ونهاية قدرها الله له قبل ولادته، بل إن نهايته مقدر قبل بدايته، وهي حقيقة لا يمكن الجدل فيها ظهرت في جميع الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة، قال تعالى الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ﴾[2]، وفي الآية الكريمة، ذكر العزيز عبادته بنهايتهم قبل أن يذكر الحياة والخلق، والهدف من ذلك تذكير الإنسان بيوم الحساب والنشور الذي سيجازى فيه على أعماله جميعها، وهو اليوم الذي حدده الخالق ولا يعلمه سواه إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾[3].[4]

شاهد أيضًا: بحث عن اهوال يوم القيامة

مجيء يوم الفصل

إن يوم الفصل الذي حدده الخالق وعلم موعده هو اليوم الذي يبعث فيه الناس من القبور، ويجازى فيه كل إنسان على كل عمله منذ لحظة ولادته وحتى ميعاد موته، وفي حديث النبي عليه الصلاة والسلام: ((إن أحدكم يُجمَع في بطن أمه أربعين يومًا، ثم يكون عَلَقة مثل ذلك، ثم يكون مُضْغَة مثل ذلك، ثم يَبعَث الله ملكًا، فيؤمر بأربع كلماتٍ، ويقال له: اكتب عملَه، ورزقَه، وأجلَه، وشقيٌّ أم سعيد، ثم ينفخ فيه الروح…))[5]، فبعد انتهاء الأجل وموت الإنسان تنتظر كل روح حسابها على ما عملته في دنياها، وفقد جعل البارئ الدنيا امتحانًا للمسلم ليبين صدق إيمانه، وبينما يثبت المؤمن على عقيدته يضعف الكافر ويفعل المعاصي، وعلى الرغم من أن الأيام الدنيوية تعتبر أيامًا طويلة جدًا لكنها لا تساوي أما يوم الفصل، والذي قدره الخالق في الآية الكريمة التالية، قال تعالى{خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ }[6][4]

ماذا يحدث في يوم الفصل

وفي يوم الفصل يبعث الله الأموات جميعًا، ويفصل ويحكم بينهم وفق ترتيب محدد وفي كل أمر وفي كل فعل فلا ينقص من أعماله شيئًا مهما بلغ صغره، قال تعالى:{فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ}[7]، وفيما يلي أهم أشكال الفصل في يوم الدين:[4]

  • يفصل الخالق ويحكم بين عباده بالدماء، قال عليه الصلاة والسلام ((أول ما يُقضَى بين الناس في الدماء))[8].
  • يفصل بالأعراض والتي انتهك واعتدى فيها بعض الخلائق على بعضهم، فعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أتدرون ما المفلس؟))، قالوا: المفلس فينا مَن ليس له درهم ولا متاع، فقال: ((إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكَل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا؛ فيُعطَى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فَنِيت حسناته قبل أن يُقضَى ما عليه، أُخِذ من خطاياهم، فطُرِحت عليه، ثم طُرِح في النار))[9].
  • كما يفصل الله بين المعتدي والمعتدى عليه حتى وإن كان حيوانًا فيجازى الإنسان على اقترافه الذنوب وظلم الحيوانات فعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لتؤدُّنَّ الحقوقَ إلى أهلها يوم القيامة، حتى يُقَاد للشاة الجَلْحَاء من الشاة القَرْنَاء))[10].

كما تنقسم كل الأمم في هذا اليوم على ثلاثة أقسام: المؤمنون في الجهة اليمنى، وهم الذين أطاعوا الخالق وأدوا الفرائض، فيعطى كل منهم كتابه بيد اليمين ويذهب إلى الجنة الواقعة في اليمين، وأصحاب الشمال الذي كفروا بالخالق ورسله، ويذهبون للشمال وهي جهة نار الجحيم، والسابقون وهم المقربون إلى الخالق وهم أنبياء الله، قال تعالى{ فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ * وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ * وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ}[11].[4]

شاهد أيضًا: من اسباب ادراك الشفاعة يوم القيامة

وفي الختام تمت الإجابة على السؤال ما المراد بيوم الفصل، وقد تبين للقارئ أن يوم الفصل هو يوم القيامة، والذي يفصل الخالق فيه بين عباده بالحق، وهو اليوم الذي يجازى فيه كل إنسان على ما فعل، كما تم التعرف على ترتيب الحساب، والأقسام التي يقسم إليها الخلق.

المراجع

[1]سورة النبأالآية 177/4/2022
[2]سورة الملكالآية 27/4/2022
[3]سورة لقمانالآية 347/4/2022
[5]رواه البخاري7/4/2022
[6]سورة المعارجالآية 47/4/2022
[7]سورة الزلزلةالآية 7، الآية 87/4/2022
[8]متفق عليه7/4/2022
[9]متفق عليه7/4/2022
[10]متفق عليه7/4/2022
[11]سورة الواقعةالآية 8، الآية 9، الآية 107/4/2022