اذكر فضيلة من فضائل عبد الله بن مسعود

اذكر فضيلة من فضائل عبد الله بن مسعود

اذكر فضيلة من فضائل عبد الله بن مسعود هو ما سنجيب عنه في هذا المقال الذي سنعدد فيه فضائل عبد الله بن مسعود، كما سنتعرف أكثر على هذا الصحابي الجليل، ونتناول جانب من سيرته وحياته ومنجزاته في الإسلام، ونوضح دوره في قراءة القرآن الكريم وتفسيره، وفي رواية الأحاديث الشريفة، والفقه والإفتاء، بالإضافة إلى مكانته عند الرسول محمد صلى الله عليه وسلم والصحابة وفي التاريخ الإسلامي، ختامًا بالحديث عن وفاته.

من هو عبد الله بن مسعود

هو عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب الهذلي، يُكنّى أبا عبد الرحمن، حليف بني زهرة، وأمه أم عبد بنت عبد ود، وقيل: أم عبد بنت الحارث بن زهرة، كان النبي صلى الله عليه وسلم يلقّبه بابن أم عبد، أسلم قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم، وهو سادس من دخل الإسلام، فعنه أنه قال: (لقد رأيتني سادس ستة ما على الأرض مسلم غيرنا)، وقد هاجر الهجرتين، وشهد بدرًا وأحدًا والخندق وبيعة الرضوان، وسائر المشاهد مع رسول الله، وهو الذي أجهز على أبي جهل في غزوة بدر. وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم ثمانمائة وثمانية وأربعين حديثًا اتّفقا على أربعة وستين، وانفرد البخاري بأحد وعشرين ومسلم بخمسة وثلاثين. [1]

اذكر فضيلة من فضائل عبد الله بن مسعود

اشتهر الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود بعدة فضائل نذكر منها؛ أنه أول من جهر بقراءة القرآن الكريم عند الكعبة الشريفة، وكان قد صدح بسورة الرحمن وناله من الضرب والأذى الكثير، وذلك لأنه كان وحيدًا بلا عشيرة أو سند يدافعون عنه، ولكنه أيقن بأنّ الله معه. [2]

عبد الله بن مسعود راويًا للحديث

لقد عُرف الصحابي عبد الله بن مسعود بفقيه الأمّة والإمام الحبر، ولقد روى عنه عددًا من الصحابة منهم ابن العباس وأبو هريرة وعمران بن حصين وأبو موسى، وجابر وأنس وأبو أمامة وابن عمر وغيرهم كثير من الصحابة، وقد اتُّفق على أربع وستين حديثًا من أحاديث عمر بن مسعود في الصحيحين، في حين انفرد مسلم بصحيحة بخمس وثلاثين حديثًا والبخاري بأحد وعشرين. وعندما يُطلق على أحاديث عبد الله بن مسعود أحكام الصحة أو الضعف، فهذا لا يرجع إلى التشكيك بعبد الله وإنما هو حكم على الرجال الذين رووا عن عبد الله بن مسعود، وقد قال محمد حسين الذهبي أنّ الطرق الصحيحة والسليمة التي وصلت منها أحاديث عبد الله هي أربع طرق، وقد كان سبب كثرة أحاديثه وعلمه بما أنزل على النبي ما ورد فيه: “فإنه كان يسمع حين لا نسمع، ويدخل حين لا ندخل”. [2]

عبد الله بن مسعود فقيهًا ومفتيًا

لقد شهد له الصحابة بعلمه وفقهه، فقد بعثه عمر بن الخطاب معلمًا وفقيهًا إلى أهل الكوفة وأخبرهم أنه قد أراد بهم الخير وآثرهم على نفسه بإرسال عبد الله بن مسعود إليهم، وقد قال عنه صلى الله عليه وسلم: “رضيت لأُمتّي ما رضي لها ابن أم عبد”، ولقد سُئل الصحابي علي بن أبي طالب عن أصحاب رسول الله وعن عبد الله بن مسعود، فشهد له بأنه صحابي قد علم كتاب الله وسنّة حبيبه. ولقد كان عبد الله بن مسعود أحد الصحابة الأربعة الذين أوصى بهم معاذ بن جبل وهو على فراش الموت، بأن يؤخذ العلم من عندهم، وقد قال عنه أبو موسى أنه حبر في العلم والإفتاء بعد أن قضى في مسألة بالوراثة، ولقد قال عنه الشعبي أنه ما رأى أحدًا أفقه منه، ولقد أخذ عنه الكثير منهم عبيدة السلماني وشريح وعلقمة وغيرهم. [2]

عبد الله بن مسعود مفسرًا للقرآن الكريم

لقد بلغ عبد الله بن مسعود مبلغًا واضحًا بالثقة بعلمه وبتفسيره من قبل من حوله من الصحابة، ولقد أخبر عن علمه في التفسير تلميذه مسروق والذي شهد له أنه كان يقرأ لهم الآية ويظل في تفسيرها النهار بأكمله، وقد علل الصحابة علمه ذاك بأنه كان لصيقًا بالنبي محمد عليه السلام. [2]

مكانة الصحابي عبد الله بن مسعود عند النبي

لقد بلغ عبد الله بن مسعود مكانة عالية عند رسول الله وأعطاه ثقته، حتى أنّ رسول الله قال: “لو كنتُ مؤمِّرًا على أمّتي أحدًا من غيرِ مشورة منهم لأمَّرتُ عليهم ابن أم عبد”، ومن الروايات التي وضحت مكانة عبد الله بن مسعود عند رسول الله، أنَّه كان يصلي في أحد المرات في المسجد فقال عنه رسول الله سل تعطَ وادع تجب، وقد بشّره الصحابة بهذا. ولقد بلغت مكانته عاليًا في قلب رسول الله حتى أنَّه غضب من أجله عندما ضحك الصحابة على نحول قدميه، فقال رسول الله: “ما تضحكون لَرِجل عبد الله أثقل في الميزان يوم القيامة من أُحد”.[2]

مكانة الصحابي عبد الله بن مسعود في التاريخ الإسلامي

لقد قال عنه الذهبي في كتابه بأنه العالم الرباني، وهو خادم رسول الله الصحابي البدري، ولقد عدّه في كتابه من كبار الصحابة المقرئين والفقهاء، وشُهد له أنه من الذين يشددون أثناء رواية حديث رسول الله من أجل تحري الصّدق في الألفاظ كما وردت عن النبي، ولقد ورد في التاريخ أنه من أقرب الناس إلى النبي صفةً وتشبّهًا. [2]

مكانة عبد الله بن مسعود عند الصحابة

لقد نال عبد الله بن مسعود مكانة رفيعة بين الصحابة، فأبو موسى حينما سُئل طلب منهم ألّا يستفتوه أو يسألوه مدام عبد الله بن مسعود بينهم، وأُثر عنه أنه كان يسعى لمجالسة عبد الله ويقول أنّ هذا الأمر أحب إليه من أي عمل آخر.

وفاة عبد الله بن مسعود

لم تقتصر مكانة عبد الله في قلوب الصحابة وهو على قيد الحياة، فحتى بعد وفاته عندما جاء أبو الدرداء خبر وفاته قال ناعيًا إياه: “ما ترك بعده مثله”، وفي أواخر عمره -رضي الله عنه- قدم الى المدينة على ساكنها أفضل الصلاة وأتم التسليم، توفي سنة اثنتين وثلاثين للهجرة في أواخر خلافة عثمان بن عفان، رضي الله عن ابن أم عبد وأمه صاحبي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وجعلهما رفيقيه في الجنة مع الخالدين. [2]

وبهذا نأتي إلى ختام مقال اذكر فضيلة من فضائل عبد الله بن مسعود ، وأوضحنا بعضًا من سيرته وحياته ووفاته أيضًا.

المراجع

  1. ^ islamstory.com , عبد الله بن مسعود , 1/5/2006
  2. ^ marefa.org , عبد الله بن مسعود , 8/2/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *