العيوب التي لا تجوز في الأضحية

العيوب التي لا تجوز في الأضحية هي أمورٌ لا بدَّ من التعرِّف عليها قبل القيام بالأضحية وذلك لتحقق صحّة العبادة وثبات الأجر، فإنَّ الأضحية هي من العبادات العظيمة التي أمر الله تعالى عباده بأدائها وبيَّن لهم أحكامها والشروط التي يجب أن تتوفر بها أو بمن يقوم بها، كما بيَّن الأمور التي يجب أن تخلو منها الأضحية، ومن خلال هذا المقال سنقوم بالتعريف بالأضحية، وما العيوب التي يجب أن تخلو منها.

الأضحية

هي ما يقوم المُسلمون بذبحه من بهائم الأنعام، ويكون ذلك في أيام عيد الأضحى، في وقت وشروط وأحكام وتعليمات مُحددة، بهدف التعبّد لله تعالى والتقرب له، وهي شعيرة من الشعائر الإسلامية المؤكدة في السنة النبوية الشريفة والقرآن الكريم، وذلك لقوله تعالى: “وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا لِّيَذْكُرُواْ اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِّن بَهِيمَةِ الاَنْعَـامِ فَإِلَـهُكُمْ إِلَـهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُواْ وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ“[1]، والله أعلم.[2]

العيوب التي لا تجوز في الأضحية

إنَّ العيوب التي لا تجوز في الأضحية هي أربع تمنع إجزائها، وهي كالتالي:[3]

• العوراء: ذات العور الواضح البيّن، والعور هو انخساف العين وانطفاؤها، وكذلك فإنَّه لا يجوز التضحية بالأضحية العمياء.
• العرجاء: فإنَّ العرج الذي لا يجوز هو ما ظهر منه، كأن يبين ضلع الأضحية، أمَّا ما كان في مشي الدابة من غمز بسيط ويسير تستطيع معه المشي والرعي فهو جائز.
• المريضة: ذات العيب والعلّة، فلا يجوز منها الأضحية، كأن تكون الأضحية شديدة السمنة لا تستطيع المشي فذلك يجعل التضحية بها غير جائزة.
• الكسيرة: وهي ما كان هزيلة وضعيفة من الشاة وكانت لا تحتوي على مخ في عظمها المجوف، والذي ينتج عن قلّة أكل وتغذية هذه الشاة.

حكم الأضحية في الإسلام

اختلف أهل العلم في حكم الأضحية في الإسلام، وهل هي واجبة أم سنة، وقد ذهب جمهور العلماء إلى ترجيح قول الشافعي وهو أنَّ الأضحية سنَّة مؤكدة، وهو قول مالك وورد في أحد الروايات عن أحمد، أمَّا أبي حنيفة فقد ذهب إلى القول بأنَّ الأضحية واجبة وهو ما أخذ به شيخ الإسلام ابن تيمية، وقد ذهب الشيخ ابن عثيمين إلى الترجيح بأنَّ الأضحية سنة مؤكدة، وقال في ذلك: “الأضحية سنة مؤكدة للقادر عليها، فيُضحي الإنسان عن نفسه وأهل بيته”، والله أعلم.

شاهد أيضًا: هل يجوز اعطاء غير المسلم من الاضحية

شروط الأضحية

لا بدَّ عند القيام بالأضحية من توفر عدد من الشروط، وهي كالتالي:[4]

• أن تكون الأضحية من بهيمة الأنعام، أي أن تكون من الأبل أو البقر أو الغنم أو الضأن أو العنز.
• أن تكون الأضحية قد بلغت عُمرًا وسنًّا محددًا.
• أن تخلو الأضحية من العيوب التي تمنع إجزائها.
• أن تُقام الأضحية في الوقت المُحدد لها لا قبله ولا بعده.
• أن تكون الأضحية تامّة الملك للمُضحي وليس لأحد آخر حقٌ فيها.

شروط المضحي

يجب أن يتوفر في المُضحي عدد من الشروط لتكون أضحيته صحيحة ثابتة الأجر بإذن الله، وهي كالتالي:[5]

• أن يكون المُضحي مُسلمًا عاقلًا بالغًا حرًّا.
• أن تتوفر القدرة المادية الللازمة لاداء الأضحية.
• أن يكون قد عقد العزم والنية على الذبح بهدف الأضحية، قاصدًا بذلك إرضاء الله تعالى والتقرّب إليه.
• أن تعود ملكية الأضحية للمُضحي بشكل كامل، ويكون له حرية التصرف بها.

وقت ذبح الأضحية

إنَّ الأضحية هي عبادة تُقام في أيام عيد الأضحى، ويبدأ وقتها على وجه التحديد من بعد صلاة العيد في يوم النحر وهو أول أيام عيد الأضحى، ويستمر وقتها إلى غروب شمس آخر يوم من أيام التشريق، والذي يوافق اليم الثالث عشر من شهر ذي الحجة، وعلى ذلك تكون الأيام التي فيها وقت الذبح هي أربع يوم النحر والأيام الثلاث التي تليه، فمن ذبح قبل صلاة العيد أو بعد غروب آخر يوم من أيام التشريق فإنَّ أضحيته غير صحيحة، والله أعلم.[6]

كيفية توزيع الأضحية

بيَّنت الشريعة الإسلامية جواز أكل المُضحي من أضحيته وكذلك جواز الإدّخار منها، وعلى ذلك فإنَّ الأضحية تتوزع على أقسام يأكل منها المُضحي ويدّخر ويُطعم الفقراء والمحتاجين والمساكين، ولم يُبيّن لنا الإسلام كميات مُحددة في التقسيم، بل جعل ذلك عائدًا للمُضحي، وإنَّ الحديث الشريف الوارد عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في قوله: “كُلُوا وَادَّخِرُوا وَتَصَدَّقُوا”[7]، لا يُشير إلى تقسيم الأضحية إلى ثلاث أقسام متساوية، بل إنَّ فيه توضيح لجواز الأمور الثلاث، والله أعلم.

شاهد أيضًا: هل يجوز للمرأة أن تذبح الأضحية

بعد بيان كيفية توزيع الأضحية نكون قد وصلنا إلى ختام المقال الذي عرَّف بما هي الأضحية، وما هي العيوب التي لا تجوز في الأضحية، وهي المرض والعرج والعور والكسر، كما ذكر شروط الأضحية والمُضحي، وبيَّن الوقت المُخصص لذبح الأضحية في الإسلام.