صفة الحج باختصار

صفة الحج باختصار

صفة الحج باختصار، هو ما سيعرضه لكم موقع محتويات، والحجّ هو أحد أركان الإسلام الخمسة، ومعناه قصد بيت الله الحرام من أجل أداء مناسك مخصوصة، في أوقات مخصوصة، وهي أشهر الحجّ شوال وذو القعدة وذو الحجة، ويؤدي المسلم في أوقات الحج مناسك محددة ولها ترتيب معين، سنعرّفكم عليها في هذا المقال.

صفة الحجّ باختصار

المقصود بصفة الحجّ أي الطريقة والمناسك التي يقوم بها الحجيج في أثناء مدة الحجّ، وقد اشترط الإسلام لصحة الحجّ شرطين أساسيّين هما أن يكون الحجّ لوجه الله تعالى، ولا يُقصد من ورائه سمعة ولا رياء، والشرط الآخر هو اتباع سنّة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في أداء مناسك الحجّ، وفيما يأتي سندرج صفة الحج كما وردت في السنة النبويّة:[1]

أنواع الأنساك في الحج

للإنساك في الحجّ أنواع ثلاثة وهي تمتع وإفراد وقران، وسنشرحها شرحًا مبسّطًا فيما يأتي:

  • تمتع: أن يحرم الحاجّ للعمرة وحدها في شهور الحجّ، فيصل مكّة ويطوف للعمرة ويحلق ويقصّر من شعره ويتحلل من إحرامه، فإذا كان اليوم الثامن من الحج أي يوم التروية أحرم للحجّ وحده، وأدى مناسكه جميعًا، فالمتمتع يقوم بحجّ كامل وعمرة كاملة.
  • إفراد: يحرم فيه الحاج للحجّ وحده، فإن قدم مكّة طاف وسعى للحج، ولا يقصر ولا يحلق ولا يتحلل من إحرامه، بل يبقى محرمًا، ويتحلل بعد رمي جمرة العقبة في يوم العيد.
  • قران: يحرم فيه الحاجّ للعمر والحجّ معًا، أو أن يحرم للعمرة في البداية ويدخل بعد ذلك في الحجّ قبل أن يشرع بطواف العمرة، ويكون ذلك بأن ينوي أنّ سعيه وطوافه عن عمرته وحجّه.

الإحرام

يقوم فيه الحاج بالسنن المعروفة في الإحرام من اغتسال وتطيّب وصلاة، ثم يحرم بعد فراغه من الصلاة أو بعد ركوبه دابته، ثم إن كان متمتعًا قال: “لبيك اللهم بعمرة”، وإن كان قارنًا قال: “لبيك اللهم بحجة وعمرة” وإن كان مُفردًا قال : “لبيك اللهم حجاً”، ثم يقول: “اللهم هذه حجة لا رياء فيها ولا سمعة”، ويلبي بعد ذلك كما لبّى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فيقول: “لبيك إله الحق”.

الاغتسال لدخول مكة والطواف والسعي

ينبغي أن يغتسل الحاجّ إذا اقترب من دخول مكّة إذا تيسّر له ذلك، فقد فعل النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم – ذلك، ثم دخل المسجد الحرام بقدمه اليمنى وقال: “بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وبسلطانه القديم من الشيطان الرجيم”، ثم يتقدّم للحجر الأسود ويبدأ بالطواف، ثم بعد الطواف يقوم بصلاة ركعتين، ويسعى بين الصفا والمروة.

شاهد أيضًا: صحة حديث تابعوا بين الحج والعمرة

الحلق والتقصير

وبعد أن يتمّ الحاجّ سبعة أشواط يحلق رأسه إذا كان رجلًا أو يقصّر من شعره، وأما المرأة فإنها تُقصّر من شعرها بمقدار أنملة، وبذلك تتم العمرة للمتمتع، وبتحلل بعد ذلك بشكل كامل، فإذا كان اليوم الثامن من شهر ذي الحجّة يحرم المتمتع للحجّ، ويضحي من المكان الذي هو فيه في مكّة المكرّمة، ويقوم بما قام به في الإحرام للعمرة، وإن كان خائفًا من عائق يمنعه من إتمام حجه اشترط فقال: “وإن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني” وإن لم يكن خائفا من عائق لم يشترط عليه ذلك، ويُستحب له الجهر بالتلبية إلى أن يبتدئ برمي جمرة العقبة يوم العيد.

الذهاب إلى منى

يخرج الحاجّ بعد ذلك إلى منى فيصليّ هناك الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر قصدًا ومن غير جمع، أمّا القصر فإنّ أهل مكّة وغيرهم يقصرون بمنى وعرفة ومزدلفة، وحيث امتد عمران مكة شمل منى وصارت منى حي من أحيائها فما عاد أهل مكّة يقصرون فيها.

الذهاب إلى عرفة

ويذهب الحجيج من منى إلى عرفة عند طلوع شمس يوم عرفة وهو اليوم التاسع من شهر ذي الحجّة، وعند دخول وقت الظهر يصلّون الظهر والعصر ركعتين ركعتين بالجمع بينهما جمع تقديم كما فعل النبي -صلى الله عليه وسلّم- ليطول وقت الوقوف والدعاء، ويتفرغون بعد الصلاة للتضرّع والدعاء، وكان أكثر دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- في ذلك الموقف العظيم: “لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير”.

شاهد أيضًا: كيفية وشرح صفة الحج للمفرد

 الذهاب إلى مزدلفة

وبعد غياب الشمس يسير الحجيج إلى مزدلفة، وعند وصولهم يصلّون المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين، ويبيتون في مزدلفة حتّى يتبيّن الفجر يصلّون بأذان وإقامة، ثم يقصدون المشعر الحرام، وهو موضع المسجد الموجود في مزدلفة، يوحدون الله تعالى ويكبرون ويدعون حتّى وقت الإسفار أيّ ظهور ضوء النهار قبل طلوع الشمس.

العودة إلى منى ثم مكة والتحلل من الإحرام

بعد الإسفار يسير الحجيج قبل أن تطلع الشمس إلى منى، ويسرعون في وادي محسر وهو وادي بين مزدلفة ومنى، فإذا وصلوا منى رموا جمرة العقبة وهي الأخيرة، بسبع حصيات متعاقبات واحدة بعد الأخرى كل واحدة بقدر حبة الفول تقريبا يُكبر مع كل حصاة، وعند الفراغ من الرمي يذبحون الهدي ويحلقون رؤوسهم، وتقصّ المرأة من شعرها بمقدار أنملة، وبهذا يتحلل المُحرم التحلل الأول ، فيحل له كل شيء إلا جماع زوجته، ثمّ ينزلون مكّة ويطوفون ويسعون للحجّ، ويتحللون التحلل الثاني فيحل لهم كل شيء حرم عليه بسبب الإحرام.

ثم بعد الطواف والسعي يرجع إلى منى فيبيت بها ليلتي اليوم الحادي عشر والثاني عشر ويرمي الجمرات الثلاث في اليومين إذا زالت الشمس , والأفضل أن يذهب للرمي ماشيا وإن ركب فلا بأس فيرمي الجمرة الأولى وهي أبعد الجمرات عن مكة وهي التي تلي مسجد الخيف بسبع حصيات متعاقبات واحدة بعد الأخرى ويكبر بعد كل حصاة ثم يتقدم قليلا ويدعو دعاء طويلا بما أحب فإن شق عليه طول الوقوف والدعاء دعا بما يسهل عليه ولو قليلا ليحصل السنة، ثم يرمي الجمرة الوسطى بسبع حصيات متعاقبات يكبر مع كل حصاة ثم يأخذ ذات الشمال فيقف مستقبل القبلة رافعا يديه ويدعو دعاء طويلًا إن تيسر له وإلا وقف بقدر ما يتيسر ولا ينبغي أن يترك الوقوف للدعاء لأنه سنة وكثير من الناس يهمله إما جهلا أو تهاونا وكلما أضيعت السنة كان فعلها ونشرها بين الناس أوكد لئلا تترك وتموت، ثم يرمي جمرة العقبة بسبع حصيات متعاقبات يكبر مع كل حصاة ثم ينصرف ولا يدعو بعدها.

طواف الوداع

وعندما يريد الحجيج الخروج من مكّة إلى بلادهم، لا يخرجون إلّا بعد القيام بطواف الوداع، وذلك لقول النبي صلّى الله عليه وسلّم: “لا ينفر أحدٌ حتى يكون آخر عهده بالبيت”، وليس على الحائض أو النفساء طواف وداع، ويجعل المسلمون آخر عهدهم بالبيت الحرام الطواف.

شاهد أيضًا: ما هوالوقت المستحب للوقوف بعرفة 

حكم الحج

بعد معرفة صفة الحج باختصار، فالحجّ فريضة فرضها الله تعالى على المسلمين، وهو من أركان الإسلام الخمسة التي يقوم عليها هذا الدّين، وقد ثبتت مشروعية الحجّ بنصّ القرآن الكريم، ومن النصوص التي تدلّ على وجوب الحجّ في القرآن الكريم هي قوله تعالى: “وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّـهِ”[2]، كما ورد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قوله: “بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ”[3]، والحجّ واجب على المسلم مرّة واحدة في حياته، كما ورد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّه قال: “خَطَبَنَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: أَيُّهَا النَّاسُ قدْ فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ الحَجَّ، فَحُجُّوا، فَقالَ رَجُلٌ: أَكُلَّ عَامٍ يا رَسولَ اللهِ؟ فَسَكَتَ حتَّى قالَهَا ثَلَاثًا، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: لو قُلتُ: نَعَمْ لَوَجَبَتْ، وَلَما اسْتَطَعْتُمْ، ثُمَّ قالَ: ذَرُونِي ما تَرَكْتُكُمْ، فإنَّما هَلَكَ مَن كانَ قَبْلَكُمْ بكَثْرَةِ سُؤَالِهِمْ وَاخْتِلَافِهِمْ علَى أَنْبِيَائِهِمْ، فَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بشيءٍ فَأْتُوا منه ما اسْتَطَعْتُمْ، وإذَا نَهَيْتُكُمْ عن شيءٍ فَدَعُوهُ”[4]، فالحجّ هو واجب على البالغ، العاقل، الحرّ، مرّة واحدة في العُمر حال توفر الاستطاعة، والقدرة على أدائه بإجماع المسلمين، والله أعلم.[5]

شاهد أيضًا: مواقيت الحج الزمانية هي

الحكمة من مشروعيّة الحجّ

أمّا الحكمة من مشروعية الحجّ فقد استنبط أهل العلم ذلك من الآيات والأحاديث الشريفة التي تحدّثت عن الحجّ، ومن ذلك أنّ الحجّ هو من المناسبات والشعائر الدينية التي يتمّ فيها توحيد الله عزّ وجل، فقد قال تعالى في كتابه العزيز: “وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا”[6]، والحجّ من المناسبات العظيمة التي تتهذب فيها نفس الإنسان، وتصبح طائعة له في اجتناب المعاصي والآثام، وفي ذلك يقول الله تعالى: “الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ”[7]، كما أنّ الحجّ بكل ما فيه من أعمال ومناسك يربي الأمّة على الوحدة الحق، فتختفي فيه الفوارق المادية بين الناس، وتحضر معاني التناصح والألفة والتعاون فيما بينهم بالخير.[8]

وبهذا نكون قد أدرجنا لكم صفة الحج باختصار، فحاولنا أن نجمع لكم مناسك الحجّ بشيء من الاختصار ليأخذ المسلم فكرة عامة عنها، كما بيّنا حكم الحجّ في الإسلام وبأنّه واجب بالنص والإجماع، وأخيرًا أضفنا الحكمة من مشروعيّة الحجّ.

المراجع

  1. ^ islamqa.info , صفة الحج , 25/05/2022
  2. ^ سورة البقرة , الآية 196
  3. ^ صحيح البخاري , عبد الله بن عمر،البخاري،8،صحيح
  4. ^ صحيح البخاري , أبو هريرة،البخاري،1337، صحيح.
  5. ^ alukah.net , حكم الحج , 25/05/2022
  6. ^ سورة الحجّ , الآية 26
  7. ^ سورة البقرة , الآية 197
  8. ^ alukah.net , مشروعية الحج , 25/05/2022

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *