تعريف القيم وانواعها واهميتها بالتفصيل

تعريف القيم وانواعها واهميتها

تعريف القيم من التعريفات التي يرغب الكثير من الناس في معرفتها، وذلك لأنّ القيم النبيلة والأخلاق الفاضلة من أهم ما يمتاز به الإنسان على صعيد الحياة الاجتماعية فضلًا عن أنه أمر دينيّ رغّبت فيه كل الشرائع السّماويّة، فالإنسان صاحب القيم والمبادئ تجده محبوبًا بين النّاس، وتجده قدوةً لهم في كل معاملاتهم، ويستشهدون به في كلّ جميل من الأفعال، وفيما يلي سنتعرف على مفهوم القيم وأهميّتها.

تعريف القيم

تناول الكثير من العلماء تعريفات مختلفة للقيم، ومن ضمن تلك التعريفات: أنها مجموعة من السلوكيات التي اعتادها الإنسان؛ حتى صار بمثابة العلَم الذي يُرمز إليه عند ذكر تلك السّلوكيات، وصاروا يتّخذونه قدوةً إذا ما أرادوا أن يُقلّدوا تلك السلوكيات، وقد عرّف علماء علم الاجتماع القيم بأنها: الغايات العامّة التي تحمل فيها طيّها الخير والرغبات المتأصلّة عند الأفراد، ومن هذا التعريف يُمكن أن نستنبط أن القيم قد تكون مكتسبة من الأشخاص، وقد تكون فطرة فطر الله -عز وجلّ- عليها الإنسان، فالإنسان ابن بيئته يتأثّر بما يطرأ عليها من تغيّرات، إذًا: العادات والتقاليد لها دور هامٌّ في تشكيل قيم المرء، والعامل الرئيس في تشكيل القيم هو الأسرة، ثم المدرسة، وأخيرًا المجتمع.

شاهد أيضًا: العلاقات الاجتماعية وأهميتها في حياة الانسان.

تعريف القيم لغة واصطلاحا

قد ذخرت المعاجم اللغوية بالكثير من المعاني للجذر اللغوي لكلمة (القيم)، ومن أبسط ما قيل: أنها جمعٌ لكلمة قيمة، تقول: شخص ذو قيمة، أي أنه يمتاز عن أقرانه بكثير من الصفات، وشيء ذو قيمة أي أن له بريقًا عن ما يُشبهه، ويرغب النّاس فيه عن غيره، والقيمة هي الشيء ذو القدر العالي في المقدار أو الثمن، وقد عُرّفت القيم في اصطلاح العلماء: أنها مجموعة من الصفات النبيلة التي جُبل عليها الإنسان، وفُطر عليها، أو اكتسبها بفعل الاحتكاك الاجتماعي مع من حوله؛ فتشكّل على إثرها قيمه الخاصة، والتعبير عن القيم لا يكون بالكلمات فقط، وإنّما صاحب القيم التي لا تتجزأ هو من يُوافق فعله قوله، ويُعرّفها البعض بأنها: مجموعةٌ من الأخلاق الكريمة التي أمرت الشريعة الإسلامية الإنسان بتحرّيها؛ حتى تنعكس على سلوكه مع نفسه ومع غيره، وبالتّالي ينعم المجتمع بالرّفاهيّة والرخاء، وتسود بينهم المودة والمحبة، وتنتشر بينهم الأُلفة والطمأنينة.

شاهد أيضًا: تعريف تعديل السلوك

انواع واهمية القيم

تنقسم القيم إلى عدّة أنواع، ويُمكن التعرّف على انواع القيم، بالتفصيل، من خلال ما يأتي:

القيم الفردية

ينشد هذا النّوع من القيم مصلحة الفرد ذاته دون التعرّض لأيّ فرد من أفراد المجتمع، فأصحاب الحُرّيات يعتقدون بأن كل فردٍ له الحقّ في تحديد ما هو صالح له برأيه هو فقط، وليس من حقّ أحد أن يفرض عليه رأيه مهما كان هذا الشخص، وهذا النوع من القيم يحملُ شقّي الخير والشرّ، فأما الخير فيكمُن في أن الشخص من حقّه أن يتمتّع بالحرية، وأن يكون صاحب رأي، وأن يختار ما يرى فيه الخير له، وشقّ الشرّ هي الصلاحية المطلقة، التي تجعل الإنسان دون قيود، يفعل ما شاء متى شاء، والإنسان بطبيعته تستهويه نفسه، وتُرغّبه في ما لا يصلح على الصعيد الإنساني قبل الديني، ومصير أصحاب الحرّيات المطلقة هو الانتحار؛ لأنه يفعل كل شيء تُرغّبه فيه نفسه، وإذا ما وجد شيئًا؛ ظنّ أن الحياة ليس لها قيمة؛ فينتحر.

القيم المجتمعية

تتمثّل هذا النوع من القيم في ما يكتسبه الإنسان من مجنمعه من الصفات والأخلاق، فالإنسان إذا نشأ في بيئة صالحةٍ؛ شبّ على الصلاح من نفسه؛ لأن من شبّ على شيئ شاب عليه، كما أن الإنسان إذا اعتاد على مبدإ أو قيمةٍ  منذ صغره؛ كبر على أن هذا المبدأ وتلك القيمة جزء لا يتجزأ من حياته، ولا يُمكن أن يستغنيَ عنها لأي سبب من الأسباب، اما إذا كان مجتمعه يدعو إلى الرذيلة وإلى ما لا يُحمد من الصفات؛ فكيف يكبر على الفضائل؟، إنّ هذا الشيئ صعب جدا، وإن شئت فقُل مستحيلًا؛ فيجب على الأسر أن تُنشّأ أبناءها على الفضائل الحميدة؛ حتى ينشأ المجتمع بأسره عليها.

القيم المهنية

يتمثّل هذا النوع من القيم في مجموعة المبادئ التي يتحلّى بها الموظف في وظيفته مهما كانت، فيجب أن يُراعي القيم المهنية في عمله، وتتمثّل تلك القيم في: مراعاة الشفافية المطلقة في العمل، فيُساعد الموظّف كلّ صاحب حقّ أن يأخذ حقّه، دون مراعاة صلة القرابة، أو الصداقة، أو غيرهما، وأن يُتقن الإنسان عمله، فلا يتكاسل أو يتقاعس عن المطلوب منه؛ ما دام قد أبدى رغبةً في الوظيفة التي يعمل بها، كما أن حبّ الزملاء في العمل، وتوقير الرؤساء والمديرين من أهم العوامل التي تضفي على العمل النجاح، كما أن احترام الموظّف لدوره المحدّد له، وعدم تخطّيه من أهم القيم المهنية.

القيم الوطنية

تتمثّل تلك القيم في مدى انتماء المواطن لوطنه، ومدى حبّه له، واعتزازه به، وافتخاره بأنه أحد أركانه التي بها يرقى ويتقدّم، والمدافعة عنه بكل ما أوتي الإنسان من قُوّة؛ لأن استقرار الوطن هو استقرار للمواطن ذاته، وتقديم المواطن كلّ إمكاناته المعنويّة والجسدية من أجل أن ينعم هذا الوطن بالرّخاء، وأن لا يترك الطمع يداخله؛ فيُقدّم مصلحته الشخصية على مصلحة وطنه، وأن يُرغّب من حوله في حبّ الوطن، وإذا ما وجد ما يُهدّد أمن وسلامة المواطنين؛ أن يُبلغ الجهات المختصّة فورًا، وإذا ما اشتبه عليه من الأشخاص من يُحاول زعزعة وطنه؛ يُحاول منعه، وإن لم يستطع؛ يُبلغ ما في إمكانه ذلك.

القيم الأخلاقية

تتمثّل تلك القيم في الصفات الإنسانيّة التي يجب أن يُراعيها الإنسان مع غيره، فلقد حثّنا ديننا الحنيف على التزام الأخلاق، ونظّم العلاقة بين الإنسان والإنسان مهما كانت ديانته، ومهما كانت مُعتقداته، بل ونظّم علاقة الإنسان مع الحيوان، وكان النبي -صلى الله عليه وسلّم- القدوة في ذلك، فقال: ” إنما بُعثت لأُتمّم مكارم الأخلاق”، وكون النبي يقتصر دعوته على إتمام مكارم الأخلاق؛ فهذا يدُل على مدى تأثير الأخلاق في تعاملات النّاس، ودورها الهامّ في استقرار المجتمعات.

أهمية القيم

تتمحوّر أهمية القيم في الكثير من العناصر، ومن أهم تلك العناصر:

  • تعمل على التحويل الجذري لسلوك الإنسان، وتحويله من السيء إلى الجيد.
  • تعمل على تنظيم العلاقة بين الناس، وتحفّها بالمودة والمحبة.
  • تُرغّب النّاس في فعل الخيرات التي بها يفيدون أنفسهم، ومن ثَمّ مجتمعاتهم.
  • تعمل على تقويم سلوكيات الأشخاص غير الجيّدين في المجتمع.
  • تعدّ من وسائل الإرادة البشريّة التي بها يُقوّم الفرد أعماله.

شاهد أيضًا: أفضل الطرق العلمية لتربية الطفل

تعريف القيم الانسانية

تُعرّف القيم الإنسانية بأنها: مجموعة من الصفات التي اعتادها الإنسان منذ طفولته، وصار يفعلها بالفطرة دون حساب لها؛ حتى صارت لا تنفكّ عن الإنسان، ولا ينفكّ عنها، وقد عرّفها علماء علم النّفس بأنها: مجموعة من الانفعالات اللا إرادية التي يُصدرها الإنسان بعفويّة مُطلقة، وتكون صادرة من العقل تجاه موقف مُعيّن، وتعدّ صدًى لما يختزنه الإنسان في عقله، وما يُمليه عليه وجدانه، فحياة الإنسان إما أن وفق قيم ومبادئ مُعيّنة، وإما أن تكون للوصول إلى غاية مرجوّة منها.

تعريف القيم الجمالية في الفن

قبل أن نشرع في استظهار القيم الجمالية في الفن، لا بد أن نُحدّد مفهوم الفن والجمال؛ لأن كثيرًا من الناس يخلط بينهما، فالجمال هو كلّ ما يُشعر الإنسان بالسرور والبهجة، ويبعث في نفسه شيئًا من التناغم الحسّيّ، ويرتيط الجمال غالبًا بالمشاعر والأحاسيس الإنسانية، أما الفن فهو مجرّد خلق شيئ أو إعادة شيء، وقد يكون تصويرًا خياليًّا لا يمس للواقع بصلة، ولكنه من وحي خيال الفنّان، ورُغم هذا الخلط إلا أن الفلاسفة وضعوا أسسًا لعلم يُسمّى علم الجمال، وكان هذا على يد الفيلسوف الألماني الكسندر جوتلب بومجارتن، وقد تُعرّف القيم الجمالية للفن على أنها: مجموعة من الأُسُس التي من خلالها يبعث الفنّ -على اختلاف أنواعه- في نفوس المتلقّين قيمًا لا يستطع غيره الوصول إليها.

تعريف القيم الإسلامية

الشريعة الإسلامية السمحاء من أيسر الشرائع على الإطلاق، وأكثرها في الحثّ على القيم التي من خلالها يرقى الأفراد، ومن بعدها المجتمعات، وقد اهتمّ القرآن الكريم بتنظيم حياة المُسلم في كلّ العصور، فالقرآن الكريم صالحٌ ومُصلحٌ لكلّ زمان ومكانٍ، ومن أهم القيم التي حث عليها: إقامة العدْل مهما كان المحكوم عليه، ولذا قال -سبحانه-:

إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (النحل:90)

وكذلك أمر -سُبحانه- بالتحلّي بحًسن الخلق، والتزام الإنسان بصلة الأرحام، وبر الوالدين، وغيرها كثير، وأن من يتحلّى بتلك القيم؛ يحظى بقبول من الله -عز وجلّ-، وأن من نال تلك المنزلة؛ وفّقه الله لكلّ خيرٍ، ومنع عنه كلّ شرٍّ.

شاهد أيضًا: قصة قصيرة عن الاخلاق والفضائل

ومن خلال هذا المقال يُمكن التعرف على تعريف القيم ، وماذا قال علماء اللغة في تعريفها، وتعريفها عند علماء علم الاجتماع، وأهمية القيم بالنسبة للفرد والمجتمع، وأنواع القيمة، وما هي فوائد وأضرار القيم الفردية، وتعريف القيم الجمالية في الفن، وتعريف القيم الإنسانية، وتعريف القيم الوطنية، وتعريف القيم الأخلاقية، وتعريف القيم المهنية، وغيرها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *