عدد التكبيرات في الصلاة على الميت

عدد التكبيرات في الصلاة على الميت

عدد التكبيرات في الصلاة على الميت من الأمور التي يجب على كل انسان مسلم أن يعرفها وهي من المعلومات الأساسية التي ربما قد يجهل عنها البعض، فالموت حق وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحداث سنَّ فيها لنا صلاة الجنازة وتكبيراتها وطقوسها، وفي ذلك يهتم موقع محتويات بسرد عدد تكبيرات صلاة الجنازة مع لمحة عن حكمها في الإسلام بين هذه السطور.

عدد التكبيرات في الصلاة على الميت

إنَّ عدد التكبيرات في الصلاة على الميت هو أربع تكبيرات بإجماع العلماء قاطبة، وقد نقل هذا الإجماع مجموعة من العلماء كالإمام النووي في كتابه المجموع (203/5) وابن عبد البر في كتاب التمهيد (334/6) وكان استنادهم على السنة النبوية التي استدلوا من خلالها على الحكم، وذلك عبر حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، وقال فيه: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحمة النجاشي، فكبّر عليها أربعًا، أخرجه الغمام البخاري برقم1334، والامام مسلم برقم 952.[1]

حكم الصلاة على الميت في الإسلام

نقَل ابن تيمية، وابن حجر، وابن عبد البر الإجماع على أنَّ لصلاة الجنازة تحريمًا، وتكبيرًا، وتحليلًا، وأنَّه يجب استقبال القبلة فيها، كما أنَّه يكون فيها إمامٌ ومأمومون، بحيث يجوز أن يُصلِّي المسلم منفردًا على الميِّت إن لم يكن معه أحد، لأنّ صلاة الجنازة فرض كفاية، وكذلك يُمنع فيها ما يُمنع في الصَّلاة العادية، كالكلام وغيره. أما بالنِّسبة لحُكْم الصَّلاة على الميِّت المسلم الحاضر، هو فرض كفاية بإجماع العلماء على ذلك، وقد استدلُّوا بعدَّة أدِلَّةٍ، كحديث سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال: أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم أُتى بجنازة ليصلِي عليها، فقال: هل عليه مِن دين؟ قالوا: لا، فصلَّى عليه، ثم أُتى بجنازة أخرى، فقال: هل عليه مِن دين؟ قالوا: نعم، قال: فصلُّوا على صاحبِكم. قال أبو قتادة: عليَّ دَينُه يا رسولَ الله، فصلَّى عليه)’ [أخرجه البخاري برقم: 2295].

ما يقال بعد كل تكبيرة من تكبيرات الصلاة على الميت

فكما أسلفنا، فصلاة الجنازة هي عبارة عن أربع تكبيرات، وهي فرض كفاية فإذا صلّى عدد من المسلمين سقطت عن الجميع، وفيها ما في الصلاة العادية، وعليها من المنع ما على الصلوات المفروضة، ويقال بعد كل تكبيرة الآتي:[2]

بعد التَّكبيرة الأولى

قراءة الفاتحة في صلاة الجنازة فرض، وقد استدلّ العلماء بفعل ابن عباسٍ رضي الله عنهما فيما رواه طلحة بن عبد الله بن عوفٍ، قال: صلَّيتُ خلفَ ابنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنهما على جِنازة، فقرَأَ بفاتحةِ الكتابِ، قال: لِيَعْلموا أنَّها سُنَّةٌ). [البخاري برقم: 1335].

بعد التكبيرة الثانية

يقرأ المُصلِّي على الميِّت بعد التَّكبيرة الثَّانية الصَّلاة على النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وقد استدلَّ العلماء بحديث أبي أمامه بن سَهلٍ، أنَّ رجلاً من أصحاب النَّبيِّ عليه الصلاة والسلام أخبره: أنَّ السُّنَّة في الصَّلاةِ على الجِنازة أن يُكبِّرَ الإمامُ، ثم يقرأَ بفاتحةِ الكتابِ- بعدَ التكبيرة الأولى- سِرًّا في نفْسِه، ثم يُصلِّيَ على النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، ويُخلِصَ الدُّعاءَ للجِنازةِ في التكبيراتِ، لا يقرأُ في شيء منهنَّ، ثم يُسلِّم) [3]

بعد التكبيرة الثالثة

الدُّعاء للميِّت في صلاة الجنازة ركنٌ، وقد بيَّن الإمام النَّووي في كتابه المجموع برقم الصَّفحة والجزء الذي بيَّناه هنا، إنَّ القصد في هذه الصَّلاة هو الدُّعاء للميِّت، فلا يجوز أن يُخِلَّ المُصلِّي على الميِّت بهذا المقصود.

ما بعد التكبيرة الرابعة

اختلفت أقوال العلماء بجواز الدُّعاء للميِّت بعد التَّكبيرة الرابعة على قولين: القول الأول: ذهب أهل القول الأوَّل إلى أنَّ الدُّعاء مشروع للميِّت بعد التَّكبيرة الرابعة وقبل التَّحليل من الصَّلاة ويقصد به السَّلام، وقالوا إنَّ السَّبب بهذه المشروعية هو أن المُصلِّي ما زال قاماً يُصلِّي، وهذا يُجيز له الدعاء في هذا المكان، كما هو الحال بعد التَّكبيرة الثَّالثة وغيرها.

من الأدعية المأثورة بعد التكبيرة الثالثة في الصلاة على الميت

من الأدعية الصَّحيحة الواردة في السُّنَّة للميِّت في صلاة الجنازة، وخاصَّةً بعد التَّكبيرة الثَّالثة ما رواه مسلمٌ في صحيحه برقم (963): (اللهم اغفر له، وارحمه، وعافه واعْفُ عنه، وأكرم نُزُله، ووسِّع مُدْخَله، واغسله بالماء والثَّلج والبرد، ونقِّه من الخطايا كما نقَّيت (وفي رواية: كما يُنقَّى) الثَّوب الأبيض من الدَّنس، وأبدله داراً خيراً من داره، وأهلاً خيراً من أخله، وزوجاً خيراً من زوجه (وفي رواية: زوجة)، وأدخله الجنَّة، وأعذه من عذاب القبر، ومن عذاب النَّار.

أجر الصلاة على الميت

وهي من الصلوات التي حرص على سنّها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، الذي هو الأسوة الحسنة للعبد المسلم، ومنه قد عرف السلف بأنّها صلاة مهمة، ويجب اتباعها، فهي من  العبادات التي أداها رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- وحثَّ المسلمين على تأديتها والقيام بها، أي أنَّ تأديتها فيه امتثال لأمر الرسول عليه الصلاة والسلام، وجاء في الصحيحين عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: من شهد جنازة حتى يصلي فله قيراط، ومن شهد حتى تدفن كان له قيراطان، قيل: وما القيراطان؟ قال: مثل الجبلين العظيمين[4] والله تعالى أعلم

شاهد ايضًا: طريقة الصلاة على الميت .. وحكم الصلاة على الميت

إلى هنا نكون قد وصلنا على نهاية المقال الذي تناولنا فيه عدد التكبيرات في الصلاة على الميت وحكم الصلاة على الميت في الإسلام لنختم أخيرًا مع ما يقال بعد كل تكبيرة من التكبيرات الأربعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *