في اي عهد تم وضع النقاط على المصحف

في اي عهد تم وضع النقاط على المصحف

في اي عهد تم وضع النقاط على المصحف من التساؤلات التي يبحث عنها المسلمون بصفةٍ عامّةٍ، والمتخصّصون في علوم القرآن، والعلوم الشرعيّة بصفةٍ خاصّةٍ، وذلك لمعرفة هل كان  للنقاط تأثيرٌ في قراءة الصحابة والتّابعين، أم أنّهم حفظوا بالسّليقة، ولم يكن للنّقاط دور في القراءة، وما السرّ في وضع النّقاط، ومن كان صاحب الفضل في وضع النّقاط، وفي أي العهود كان وضعها.

تنقيط القران الكريم وتشكيله

القرآن الكريم هو كلام الله – عز وجلّ- المنزّل على رسوله -صلى الله عليه وسلّم- المتعبّد بتلاوته، المنقول إلينا بالتّواتر، ويخرج من هذه القّيود كلام النّاس؛ فلا يُعدّ قرآنًا، وكلام النبي؛ فهو من البشر، وبقوله :” المنزل على رسوله”؛ خرج المنزّل على غيره، والمتعبّد بتلاوته؛ أي أنه يُقرأ به في الصلوات، وكان القرآن أوّل ما كان دون نقاط، وذلك لأن الصحابة -رضوان الله عنهم- كانوا يحفظونه بالسّليقة؛ فلم يكن للنقاط دورٌ؛ لأنه كان محفوظًا في صدورهم، وكذلك مكّنت عدم وضع النّقاط من احتمال أية قراءة من القراءات العشر.

أما تشكيل القرآن الكريم؛ فقد نشأ من أن أحد الأعراب أخطأ في قراءته لكلمةٍ في آية من سورة التوبة؛ وكان الخطأ في تشكيلها، وهي قوله -تعالى-: “وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ” (التوبة: 3)

فقرأ ” ورسولِهِ” بالكسر، والصحيح أن تُقرأ بالضمّ، وذلك لأن ” رسوله” معطوفةٌ على الضمير المستتر بعد الفعل” بريء”، وفي قراءته بالكسر قد غيّر المعنى؛ فجعل الله بريء من المشركين ومن النبي معًا-استغفر الله العظيم-، وهذا غير مقصود بل إن المقصود أن الله ورسوله بريئان من المشركين؛ فلذا همُّوا بتشكيل المُصحف.

شاهد أيضًا: كم عدد اجزاء القران الكريم

في اي عهد تم وضع النقاط على المصحف

تقول بعض الآراء بأن العرب كانوا يعرفون النقاط قديمًا؛ لكنّهم لم يضعوها في كتاباتهم؛ لأن ملكة الحفظ كانت عالية عندهم؛ فلذا لم يستخدموا الصُّحف، بل كانت محفوظة في صُدُورهم، وتُرجع كُتب رسم المصحف وعلوم القرآن إلى أن عهد عليّ بن أبي طالب -رضي الله عنه- هو الذي أُجري فيه وضع النّقاط، وكان ذلك على يد أبي الأسود الدّؤليّ، وقيل إن في عهد عبد الملك بن مروان؛ أمر الحجّاج بن يُوسف الثّقفي أن يصطفي من العلماء في ذلك الوقت من يقوم بنقط المُصحف؛ فاختار يحيى بن يعمر، ونصر بن عاصم؛ فقاما بنقط المُصحف.

شاهد أيضًا: ترتيب سور القران

من الذي نقط القران الكريم

العرب قديمًا لم يعتنوا بالنّقط أو الشّكل، وذلك لأن القرآن الكريم كان محفوظًا في صُدُورهم، ولمّا ظهر الّلحن في ألسنة العرب، وبدأ الخطأ يتفاقم في كلّ يومٍ عن ذي قبل، أمر علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أن يجمع ما نُسمّيه الآن بعلم النّحو في قواعد؛ حتى يعرفها النّاس، ويتلاشون الخطأ، وخصوصًا وأن الخطأ النّحويّ يُتبعه خطأ في المعنى، وإذا فُهم المعنى خلاف المراد؛ ترتّب على ذلك الكثير من الأحكام الخاطئة، فأخذ يجمع أبو الأسود الدُّؤليّ في تلك القواعد، ثم ذهب بها إلى علي بن أبي طالب؛ فقال: ما أجمل هذا النّحو الذي نحوْت؛ فلذا سُمّي النحوُ نحوًا، ثم جاء من بعده نصر بن عاصم فقام بنقط المُصحف، ثم الخليل بن أحمد الفراهيدي، ووضع شكلًا للحركات والسّكنات، وتوالت الاجتهادات من بعدهم في إفراد كل راوٍ بمُصحف، أو جمع كلّ القرّاء في مصحفٍ واحدٍ، ولا زالت الجهود تتضافر حتى يومنا هذا.

اصل تسمية القران الكريم

تنوّعت الآراء التي من خلالها يُستظهر أصل تسمية القرآن الكريم بهذا الاسم، ومن تلك الآراء: إن أصل كلمة ” القرآن” هي كلمة ” القرن”، والقرن بمعنى الضمّ والجمع، وقد سُمّي القرآن بهذا الاسم؛ لاقتران آياته بعضها البعض، واقتران سُوره الواحدة تلو الأخرى، وقيل إن أصله كلمة ” قرء”، والقرء هو الجمع، وذلك لأن كلمات مجموعةٌ في آيات، والآيات مجموعة في سور، والقرآن الكريم يشمل كلّ السّور، وقيل: إن القرآن هو علمٌ على كتاب الله – عز وجلّ-، كالإنجيل هو علم على الكتاب الذي أُنزل على عيسى، والتوراة علم على الكتاب الذي أُنزل على موسى.

شاهد أيضًا: كم عدد صفحات القران الكريم

خصائص القران الكريم

القرآن الكريم هو النور الذي يهدي النّاس في ظلمات حياتهم، وهو شفاء لكلّ عليل، وللقرآن كثيرٌ من الخصائص من أهمها:إن الله – عز وجلّ- قد تكفّل بحفظه، فقال -تعالى-: ” إنا نحن نزّلنا القرآن وإنا له لحافظون”، وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلّم- يُردّد وراء جبريل حينما ينزل عليه بآية من آيات القرآن الكريم؛ خشية أن يفوته شيء مما قال جبريل.

والقرآن شفاء لما في الصّدور، وهدى ورحمة للمؤمنين، وفي ذلك يقول -تعالى-: ” يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ)” (يونس:57)، كما أن القرآن الكريم مُعجز بكلّ آياته وسوره، فقد تحدى الله- عز وجلّ- به العرب قاطبةً، مع أنهم كانوا أرباب الفصاحة، والبلاغة، والبيان، تحدّاهم أن يأتوا بممثله؛ فعجزوا، فتحدّاهم ليأتوا بعشر سور مثله مفتريات؛ فعجزوا، فتحدّاهم ليأتوا بسورة من مثله؛ فعجزوا، وفي ذلك يقول -تبارك وتعالى-:” وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)” (البقرة:23).

ومن خلال هذا المقال يُمكننا التعرّف على في اي عهد تم وضع النقاط على المصحف ، وما هي الخصائص التي استودعها الله في القرآن الكريم، ومن الذي قام بنقط المصحف وشكله، ومن الذي أمره بذلك، وما هو الأصل في تسمية القرآن الكريم بهذا الاسم مع ذكر ما قيل في ذلك من آراء مختلفة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *