ما حكم صيام من قال لغيره إنه مفطر

ما حكم صيام من قال لغيره إنه مفطر

ما حكم صيام من قال لغيره إنه مفطر؟ هو أحد الأسئلة التي لا بدّ من أن نجيب عليها، فللصيام يُراد به الإمساك عن الشيء، يُقال: صام فلانٌ عن الكلام؛ أي أمسك، وامتنع عنه، وهذا في اللغة أمّا في الاصطلاح هو التوقُّف والإمساك عن المُفطرات، من طلوع الفجر الثاني، إلى غروب الشمس، مع عقد النيّة والعزم؛ لتتميّز العادة عن العبادة، بشروطٍ مخصوصةٍ، وزمنٍ مخصوصٍ، وكيفيّةٍ مخصوصةٍ.

ما حكم صيام من قال لغيره إنه مفطر

في بيان حكم صيام من قال للناس أنّه مفطر، فالأمر معقود بنيّة القائل، فإن قال ذلك وهو ينوي قطع صيامه فقد أفطر سواء أكل أو شرب أو لم يفعل، أيّ أن من نوى الفطر وهو صائم جازمًا دون ترددّ فقد بَطُل صومه، ولزمه قضاء هذا اليوم ، أمّأ إن قال أنا مُفطر وهو مجرد كخبر كذب فلا يفطر بذلك، فالإفطار هو بأكل أو شرب أو جماع أو أيّ شيء من المفطرات، أو بنيّة الإفطار بالجزم به، امّأ من أخبر بالإفطار كذبًا فليس بمفطر، ولكن عليه أن يتوب من الكذب، فالكذب خلق ذميم، وينقص من أجر الصائم، والله أعلم.[1]

شاهد أيضًا: ما حكم دعاء نية الصيام في رمضان

حكم صيام تارك الصلاة

اختلف العلماء في حكم من يصوم ولا يصلي، فذهبت جماعة من أهل العلم ومنهم الشيخ ابن باز -رحمه الله- إلى القول ببطلان صيام من لا يُصلي كسلًا لأنّ ترك الصلاة كفر محبط لبقية الأعمال فالصيام بهذه الصفة غير مقبول، في حين قالت جماعة أخرى من أهل العلم إلى القول بصحة صيام من لا يُصلّي كسلًا وقبوله بإذن الله، مع التشديد في أمر ترك الصلاة كسلًا وعدّه كبيرة من الكبائر، وممّن قال بهذا القول الإفتاء الأردني، بينما كان للإفتاء المصري رأيٌ آخر، وهو أنّ صيام من لا يصلّي كسلُا صحيح ومُجزئ ولا تلزم إعادته ولكنّ الأظهر أنّه غير مقبول عند الله تعالى، لأنّ ترك الصلاة ذنب عظيم جدًا والصائم يجب أن يتحرّى ترك الذنوب حتّى يكون صيامه مقبولًا والله تعالى أعلم.[2]

شاهد أيضًا: هل يجوز بلع الريق في الصيام

مبطلات الصيام

اتّفق العلماء على عدّةٍ أعمالٍ يبطل الصيام بإتيانها، بيانها وتفصيلها فيما يأتي:[3]

  • الجماع: اتّفق العلماء على أنّ الجماع في نهار رمضان يُبطل الصيام.
  • الأكل أو الشُّرب عمداً: اتّفق أهل العلم على أنّ تعمُّد الأكل أو الشُّرب في نهار رمضان من مفسدات الصيام، ويأثم فاعله، ويجب عليه إمساك بقيّة يومه، والقضاء، دون وجوب الكفّارة عليه، أمّا الأكل أو الشُّرب في نهار رمضان سهواً من غير قصدٍ، فلا يُبطل الصيام، ولا يُوجب القضاء، ولا الكفّارة.
  • الاستقاءة: وتُعرَّف الاستقاءة بأنّها: التكلُّف في القيء؛ بتعمُّد إخراج ما في الجوف، وقد ذهب جمهور العلماء من المالكيّة، والشافعيّة، والحنابلة إلى أنّ الاستقاءة مُبطلةٌ للصيام في رمضان، ويتوجّب القضاء بسببها.
  • الرِدّة: تُعرَّف الردّة لغةً بأنّها الرجوع عن الشيء، أمّا شرعاً فتُعرَّف بأنّها: رجوع المُسلم عن دِينه، وقد أجمع أهل العلم على أنّ الردّة عن الإسلام تُبطل الصيام.
  • الحيض والنفاس والولادة: وهي من مُبطلات الصيام الخاصّة بالنساء؛ فدم الحيض أو النفاس يُبطل الصيام وإن كان نزوله قبل غروب الشمس بلحظاتٍ، ويجب عليها الإفطار، والقضاء بعد الطُّهر، ولا حرج عليها في ذلك، ولا إثم، لا سيّما أنّ الأمر خارجٌ عن إرادتها.

وهكذا نكون قد عرفنا الإجابة عن السؤال ما حكم صيام من قال لغيره إنه مفطر، وعرفنا أيضًا ما حكم من يصوم في رمضان ولكنّه لا يؤدي فريضة الصلاة، وأخيرًا ذكرنا المفطرات التي لا خلاف بين العلماء في أنّها نفسد الصيام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *