ما هي مفسدات الصوم

ما هي مفسدات الصوم

ما هي مفسدات الصوم ؟، هو عنوان هذا المقال، ومن المعلوم أنَّ للصوم عدداً من الأركان الشروط التي لا بدَّ من توافرها ليصحَّ صيام المسلم، كما أنَّ هناك بعضًا من المفسدات التي لو فعلها المسلم حُكم على صيامه بالفساد، فما هي مفسدات الصوم؟ وما الأثر المترتب على إتيان المسلم بإحدى مفسدات الصوم، وما هي أركان الصيام؟ لذا يهتم موقع محتويات ببيان ما هي مفسدات الصوم.

ما هي مفسدات الصوم

هناك بعض الأعمال التي اتفق العلماء على أنَّ إتيان المسلم بها في صيامه تعدُّ من مفسدات الصوم، وهناك بعض من الأعمال التي اختلفوا في كونها من مفسدات الصيام أم لا، وفيما يأتي ذكر ما هي مفسدات الصوم بشيءٍ من التفصيل:

مفسدات الصوم المتفق عليها

اتفق العلماء على جملةٍ من من مفسدات الصوم التي تشترك بها النساء مع الرجال، كما أنَّ هناك بعضًا من المفسدات التي تختصُّ بها المرأة دون الرجل، وفيما يأتي تفصيل ذلك:

  • الجماع: اتفق علماء المذاهب الأربعة على أنَّ الجماع يُفسد صيام المسلم والمسلمة، ودليلهم في ذلك قوله تعالى: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ}.[1][2]
  • الأكل والشرب عمدًا: فإذا تعمد المسلم إدخال شيء من الطعام والشراب إلى جوفه عن طريق الفم، فقد فسد صيامه، والدليل قوله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ}.[3]
  • القيء عمدًا: فإذا تعمد الصائم إخراج ما في جوفه، وتكلف في ذلك فقد فسد صومه، ودليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “مَن ذرعَهُ قَيءٌ وَهوَ صائمٌ، فلَيسَ علَيهِ قضاءٌ، وإن استَقاءَ فليقضِ”.[4][5]
  • دخول شيء إلى جوف الصائم من منفذ مفتوح: فإذا تعمد الصائم إدخال شيء إلى جوفه عن طريق منفذٍ مفتوح، فقد فسد صومه.[6]
  • الردة: وقد اتفق أئمة المذاهب الإسلامية على أنَّ الردة بعد نية الصيام تفسده.[7]
  • الحيض والنفاس: وهي من المفسدات الخاصة بالنساء، فإذا رأت المرأة دم الحيض أو النفاس، فقد فسد صومها، ولو كان ذلك قبل غروب الشمس بلحظات، ولا بدَّ من التنبيه إلى أنَّ المرأة إذا أفطرت بسبب الحيض والنفاس، فإنَّها لا تأثم؛ إذ أنَّ ذلك ليس بيدها.[8]

مفسدات الصوم غير المتفق عليها

لم تكن كل المسائل في مبطلات الصيام موضع اتّفاق بين جمهور أهل العلم، ومنها مسألة الإغماء والجنون والحجامة أثناء الصوم، وفيما يأتي استعراض لأقوال الفقهاء في هذه المسائل:

  • الجنون الطارئ: ذهب الشافعية والمالكية إلى أنَّ الجنون الطارئ يُفسد الصيام، وخالفه بذلك الإمام أحمد، إذ قال بصحة صيام من طرأ عليه الجنون.[9]
  • الحجامة: اتّفق جمهور أهل العلم من الحنفيّة والمالكية والشافعية على صحة صيام المحجوم، مع اختلافهم في حُكم الحُجامة للصائم؛ إذ ذهب الحنفيّة إلى جوازها إن كانت لا تُضعف الصائم، وكراهتها في حال كانت تُضعفه، أمّا المالكيّة فذهبوا إلى حُرمة الحُجامة للصائم إن غَلِبَ على ظنّه أنّها ستُضعفه، ولن يتمكّن من مواصلة الصيام بسببها، وخالفهم الحنابلة الذين قالوا ببُطلان الصيام بسبب الحُجامة.[10]

الأثر المترتب على فساد الصوم

بعد الإجابة على سؤال ما هي مفسدات الصوم، سيتمُّ في هذه الفقرة بيان الأثر المرتب على الإتيان بالأعمال المفسدة للصوم، وفيما يأتي ذلك:

  • الجماع: يلزم من جامع في نهار رمضان متعمدًا قضاء اليوم الذي أفطره، كما يلزمه إلى جانب القضاء كفارة الإفطار وهي: عتق رقبة مؤمنة، فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا،[11] أما إن جامعاً ناسيًا، ففيه خلاف، وفيما يأتي بيان أقوال العلماء في ذلك:[12]
    • لا كفارة على من جامع ناسيًا، وهذا القول الحنفية والمالكية والشافعية، ودليلهم قول رسول الله: “إنَّ اللهَ تعالى وضع عن أُمَّتي الخطأَ، والنسيانَ، وما اسْتُكرِهوا عليه”.[13]
    • تجب الكفارة على من جامع ناسيًا وهذا مذهب الحنابلة.
  • الأكل والشرب عمدًا: يلزم من أكل أو شرب في نهار رمضان قضاء اليوم الذي أفطره، وهذا متفقٌ عليه بين الفقهاء، لكن الخلاف حصل فيما إن لزمته الكفارة أم لا على قولين، وفيما يأتي تفصيل ذلك:[14]
    • لا كفارة على من أكل أو شرب عامدًا في نهار رمضان، وإلى ذلك ذهب الشافعية والحنابلة، ودليلهم أنَّ الكفارة لا تلزم إلا بما نصَّ عليه الدليل، ولا دليل على وجوب الكفارة في حقِّ من أكل أو شرب.
    • تجب الكفارة في حقِّ من تعند الأكل والشرب في نهار رمضان، وإلى ذلك ذهب الحنفية والمالكية.
  • الحيض والنفاس: يلزم الحائض والنفاس قضاء ما أفطرته في نهار رمضان بعد انقضائه.

شاهد أيضًا: ما طريقة الغسل الصحيحة من الحيض بناء على السنة النبوية

أركان الصيام

تعدّدت آراء العلماء في بيان أركان الصيام، وتحديدها، وذهبوا في ذلك إلى قولَين، الأول أنّ للصيام ركناً واحداً يتمثّل بالإمساك عن كلّ المُفطرات، واعتبروا النيّة شرطاً له، وهذا قول الحنفية والحنابلة، والثاني أنّ أركان الصيام تتمثّل بالنيّة، والإمساك عن المُفطرات، وهذا قول المالكية والشافعية، واعتبر الشافعيّة أنّ الصائم ركنٌ للصيام أيضًا،[15] وقد تمَّ الحديث عن المفطرات في عنوان ما هي مفسدات الصوم، وسيتمُّ في هذه الفقرة الحديث عن أحكام نية الصيام، وفيما يأتي ذلك:[16]

  • تعريف النية: قصد القلب شيئاً مقترناً بفعله.
  • محل النية: النية محلها القلب، ولا يشترط لصحتها التلفظ بها، ولكن يستحب ذلك؛ ليوافق اللسان القلب.
  • وقت النية: يبدأ وقت النية للصيام الواجب من بعد غروب ليلة هذا اليوم، ويستمر وقتها إلى قبل الفجر، فلو نوى قبل غروب الشمس، أو نوى بعد الفجر أو مع طلوع الفجر –عند بدء المؤذن برفع أذان الفجر الثاني- فلا تصح نيته هذه.

هل تكفي نية واحدة لصيام شهر رمضان

وفي ختام مقال ما هي مفسدات الصوم، سيتم الإجابة على سؤال هل تكفي نية واحدة لصيام شهر رمضان، وقد اختلف الفقهاء في نية صيام شهر رمضان، فذهب الجمهور إلى تجديد النية في كل يوم من رمضان، من الليل أو قبل الزوال – على الخلاف السابق – وذلك لكي يتميز الإمساك عبادة عن الإمساك عادة أو حمية، ولأن كل يوم عبادة مستقلة، لا يرتبط بعضه ببعض، ولا يفسد بفساد بعض، ويتخللها ما ينافيها، وهو الليالي التي يحل فيها ما يحرم في النهار، فأشبهت القضاء، بخلاف الحج وركعات الصلاة، وذهب مالك – وهو رواية عن أحمد – أنه تكفي نية واحدة عن الشهر كله في أوله، كالصلاة. وكذلك في كل صوم متتابع، ككفارة الصوم والظهار، ما لم يقطعه أو يكن على حالة يجوز له الفطر فيها، فيلزمه استئناف النية، وذلك لارتباط بعضها ببعض، وعدم جواز التفريق، فكفت نية واحدة، وإن كانت لا تبطل ببطلان بعضها، كالصلاة.[17]

وبذلك نكون قد وصلنا إلى ختام مقال ما هي مفسدات الصوم والذي تناولنا فيه الحديث عن مفسدات الصوم المتفق عليها عند العلماء والمختلف فيها، كم تمَّ ذكر الأثر المترتب على إتيان الصائم بأحد مفسدات الصوم في رنهار رمضان، وفي الختام تمَّ الحديث عن أركان الصيام، وذكر اقوال العلماء في أحكام نية الصيام.

المراجع

  1. ^ البقرة: 187
  2. ^ الجامع الصحيح للسنن والمسانيد، صهيب عبد الجبار، ص278 , https://al-maktaba.org/book/32861/14302#p1
  3. ^ البقرة: 187
  4. ^ صحيح أبي داوود، الألباني، أبي هريرة، 2380، حديث صحيح
  5. ^ الموسوعة الفقهية الكويتية، مجموعة من المؤلفين، ص67 , https://al-maktaba.org/book/11430/17462#p1
  6. ^ شرح زاد المستنقع، الشنقيطي، ص6 , https://al-maktaba.org/book/32577/1909
  7. ^ الموسوعة الفقهية الكويتية، مجموعة من العلماء، ص28 , https://al-maktaba.org/book/11430/17384
  8. ^ دروس للشيخ محمد حسان، محمد حسان، ص9 , https://al-maktaba.org/book/32578/687
  9. ^ أثر الجنون في التصرفات الفعلية والقولية في الشريعة الإسلامية، حسام سهل النوري، ص107-108 , https://scholar.najah.edu/sites/default/files/Husam%20Al-Nouri.pdf
  10. ^ الموسوعة الفقهية الكويتية، مجموعة من المؤلفين، ص15 , https://al-maktaba.org/book/11430/10021#p1
  11. ^ فتاوى الشبكة الإسلامية، مجموعة من المؤلفين، ص17541 , https://al-maktaba.org/book/27107/46516
  12. ^ الموسوعة الفقهية الكويتية، مجموعة من المؤلفين، ص58-59 , https://al-maktaba.org/book/11430/22203#p1
  13. ^ الموسوعة الفقهية الكويتية، مجموعة من المؤلفين، ص59-60 , https://al-maktaba.org/book/11430/22206#p1
  14. ^ الموسوعة الفقهية الكويتية، مجموعة من المؤلفين، ص113 , https://al-maktaba.org/book/11430/13974#p1
  15. ^ aliftaa.jo , مختصر أحكام النية في الصيام
  16. ^ alukah.net , هل تصح نية واحدة لصيام شهر رمضان كاملًا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *