ما قصة الاحتفال بليلة رأس السنة

ما قصة الاحتفال بليلة رأس السنة

ما قصة الاحتفال بليلة رأس السنة ؟ يحتفل الناس من جميع بلدان العالم بليلة رأس السنة، وينفقون الكثير لشراء الطعام والشراب والحلويات، ويجتمع الأهل والأصحاب والأصدقاء للاحتفال بهذه اللية، كما تقام المهرجانات والكرنفالات والحفلات الموسيقية والراقصة وتوزّع الهدايا وتطلق الألعاب النارية في السماء لتعلن عن بدء عامٍ جديد، فما قصّة الاحتفال برأس السنة؟ هذا ما سنجيب عليه في هذا المقال.

رأس السنة

عيد رأس السنة هو احتفالٌ شعبيٌ وعالميٌ يجتمع فيه الناس ويحتفلون ويطلقون الألعاب النارية احتفالاً بقدوم العام الجديد، ويتبادلون الهدايا والتهاني والمعايدات ويحققون للأطفال أمنياتهم بتقديم الهدايا لهم ورسم الفرحة على وجوههم، يُصادف الاحتفال بليلة رأس السنة الميلادية في 31 من شهر كانون الأول في كل عام، واليوم الذي يليه هو يوم رأس السنة وهو أول أيام العام الميلادي الجديد. وتتمثل مظاهر الاحتفال بهذه اليوم بالكثير من النشاطات الثقافية والدينية والحفلات الموسيقية وتبدأ الاحتفالات الفعلية عند تمام منتصف الليل في اللحظة التي تفصل بين العام الماضي والعام المقبل ويستقبلها جميع الناس حول العالم بالعدّ العكسي للثواني حتى تصبح الساعة عند الثانية عشر تماماً تنطلق الألعاب النارية السماء وتقرع الطبول والأجراس وتعلو أصوات الغناء والأناشيد احتفالاً بدخول أوّل أيّام السنة الجديدة.[1]

يعود تاريخ رأس السنة إلى التقويم الروماني الذي كان يتألف من 304 أيامٍ في السنة مقسومةً على 10 أشهر، وكان يوم الاعتدال الربيعي هو بداية عامهم الجديد، ثم تمّ إضافة شهرين آخرين هما كانون الثاني وشباط ليصبح عدد شهور السنة الميلادية اثنا عشر شهراً، وبعد ذلك تم وضع التقويم الميلادي الذي ما زال مستمرا حتى الآن في العام 46 قبل الميلاد ويسمى التقويم الغريغوري أو الغربي أو المسيحي، هو التقويم المدني الذي تستعمله أغلب الدول حول العالم وسمّي بالميلادي لأنه يبدأ من السنة التي ولد فيها السيد المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام. والسنة الميلادية هي سنةٌ شمسيةٌ تكتمل أيّامها بإتمام دوران الأرض حول الشمس دورةً كاملةً.[1]

شاهد أيضًا: حكم تهنئة المسلمين لبعضهم برأس السنة الميلادية

ما قصة الاحتفال بليلة رأس السنة

يعود أصل التقويم الميلادي الحديث إلى التقويم اليولياني في روما الذي وضعه يوليوس قيصر سنة 45 قبل الميلاد. ويعبّر اليوم الأول من يناير/ كانون الثاني عن بداية العام الميلادي الجديد. ويعتبر الكثير من دول العالم الكاثوليكية أنّ اليوم الأول من يناير هو يوم ذكرى ختان يسوع والذي يأتي بعد يوم الميلاد، وفيه يحتفل المسيحيون حول العالم بهذا اليوم وتُقام الاحتفالات والفعاليات الدينية والنشاطات الثقافية ويتبادل الناس هدايا عيد الميلاد ويعود أصل هذه العادة إلى المجوس الثلاثة الذي قاموا بتقديم الهدايا للطفل يسوع.[2]

قامت معظم بلدان أوروبا الغربية خلال القرن السادس عشر بالإعلان عن أنّ 1 يناير هو أوّل أيام السنة الميلادية الجديدة رسمياً وتبعتها روسيا التي كانت تحتفل بهذه المناسبة في الأول من سبتمبر، ويعتبر يوم 1 يناير يومٌ مقدسٌ في معظم البلدان ذات الغالبية المسيحية التي تعتبره عيداً وذكرى مخصصةً إلى مريم العذراء ويسمّى أيضاً ليلة القديس سلفستر حيث يتم إحياء ذكراه في هذه الليلة ويجتمع الناس في الكنائس للصلاة وتقرع الأجراس احتفالاً بهذا اليوم. وهذا اليوم ليس يوماً خاصاً بالمسيحيين فقط وإنما أصبح مع مرور الأيام احتفالاً مدنياً أكثر من كونه احتفالاً دينياً ويمثّل عطلةً رسميةً في أغلب دول العالم وتجتمع فيه الناس للاحتفال وتبادل المعايدات والمباركات وتقديم الهدايا وحضور الاحتفالات والكرنفالات ومشاهدة الألعاب النارية.[2]

شاهد أيضًا:  تاريخ الاحتفالات برأس السنة

مظاهر الاحتفال برأس السنة الميلادية

يعدّ عيد رأس السنة عيداً رسمياً لجميع الناس ومن جميع البلدان والأديان ولم تعد مخصصةً بأتباع الديانة المسيحية فهي عطلةٌ رسميةٌ في أغلب دول العالم وتتجلّى صور الاحتفال بهذا اليوم بشكلٍ عام في الاحتفالات والاجتماعات والكرنفالات والمسابقات والهدايا والغناء والرقص وغيرها من مظاهر الفرح وفيما يأتي نذكر بعضاً من مظاهر الاحتفال بليلة رأس السنة بشيءٍ من التفصيل:[3]

  • ليلة رأس السنة عطلةٌ رسميةٌ في أغلب دول العالم يذهب الناس صباحاً للتسوّق وشراء الطعام والشراب والحلويات المخصصة لسهرة رأس السنة فتمتلأ الأسواق بالناس صباحا ويكثر الازدحام.
  • تتمثل أجمل مظاهر الاحتفال بهذه الليلة في التجمّعات فتجتمع العائلات مع بعضها والأصدقاء مع بعضهم والأحباب مع بعضهم للاستمتاع بهذه الليلة.
  • يقوم بالناس باختيار طعامٍ مميّزٍ في هذا اليوم وغالباً ما تقام حفلات الشواء الكبيرة في المنازل مع الأهل والأحباب.
  • يقوم الناس في هذا اليوم بتبادل أجمل العبارات والكلمات والرسائل والتهاني والمباركات وتمنّي الخير للجميع في العام الجديد.
  • تزيين الشوارع والحدائق والأماكن العامّة بالأضواء الجميلة وشجيرات عيد الميلاد.
  • إقامة الاحتفالات الخاصة للأطفال وتمثيل شخصية بابا نويل وتقديم الهدايا لهم لرسم الابتسامة على وجوههم وإدخال الفرح إلى قلوبهم.
  • ولعلّ أبرز مظاهر الاحتفال بهذه الليلة والحدث الذي ينتظره كل الناس هو إطلاق الألعاب النارية التي تزين ظلمة السماء بأجمل الألوان ويدخل صوتها القوي إلى القلب ليزرع الأمل والتفاؤل والبشر بالعام الجديد.

شاهد أيضًا: تعبير عن راس السنة الميلادية بالانجليزي

حُكم الاحتفال برأس السنة

يحتفل العديد من الدول والأمم حول العالم بعيد رأس السنة الميلادية، ولكن ما حكم الاحتفال بذلك في الشريعة الإسلامية، وقد اختلف العلماء في حكم الاحتفال به، فقالوا في ذلك أقوالًا عدّة منها:

  • القول الأول: قال بعض العلماء في العصر الحديث بحرمة الاحتفال برأس السنة الميلادية باعتباره عيدًا لغير المسلمين بحسب رأيهم، وكان شاهدهم على ذلك بتفسير الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنه لقوله تعالى في كتابه العزيز: “وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا”[4]، بأنّ المقصود بقول الزور في هذه الآية الكريمة هو أعياد غير المسلمين، كما استشهدوا بما ورد السنّة النبويّة فقد روى أنس بن مالك رضي الله عنه حيث قال : “قَدِمَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم المدينةَ ولهم يَومانِ يَلعَبونَ فيهما، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ما هذانِ اليَومانِ؟ قالوا: كنَّا نَلعَبُ فيهما في الجاهليَّةِ، قال: إنَّ اللهَ قد أَبدَلَكم بهما خَيرًا منهما: يَومَ الفِطرِ، ويَومَ النَّحرِ”[5]، كما روى الإمام البخاري في صحيحه عن أم المؤمنين عائشة أنّ الرسول عليه الصلاة والسلام قال: “إنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا”.[6]
  • القول الثاني: يقول بأنّ الاحتفال برأس السنة الميلادية مباح باعتبارًا ليس عيدًا أو مناسبة دينية خاصّة بغير المسلمين، ولكنّ لا بدّ من الحرص على الالتزام بالضوابط الشرعيّة، مع الحرص أيضًا على عدم التقصير في الواجبات والفرائض، وعدم ارتكاب المحرمات وذلك بحسب ما قالت به دار الإفتاء المصرية.

وهكذا نكون قد أجبنا في مقالنا على السؤال ما قصة الاحتفال بليلة رأس السنة، كما تعرفنا على المظاهر الاحتفالية بعيد رأس السنة في مختلف دزل العالم ، وأخيرًا ذكرنا حكم الاحتفال برأس السنة في الشريعة الإسلامية بحس أقوال العلماء.

المراجع

  1. ^ history.com , Ancient New Year’s Celebrations , 21/12/2021
  2. ^ infoplease.com , A History of the New Year , 21/12/2021
  3. ^ britannica.com , New Year festivalNew Year festival , 21/12/2021
  4. ^ سورة الفرقان , الآية 72
  5. ^ صحيح مسلم , أنس بن مالك،مسلم،13622، إسناده صحيح على شرط مسلم
  6. ^ alukah.net , دلالة الكتاب والسنة والإجماع على تحريم الاحتفال برأس السنة الميلادية , 21/12/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *