ماذا كان يفعل قوم لوط عليه السلام

ماذا كان يفعل قوم لوط عليه السلام ، هو أحد الأسئلة المهمّة التي من الممكن أن يسأل عنها المسلمون، فقصة النبيّ لوط عليه السلام وقومه من القصص التي لا بدّ أن يتعرّف عليها كلّ مسلم، وأن يأخذ منها العبرة والعظة، مثلها كمثل سائر قصص الأنبياء والرسل التي وردت في القرآن الكريم، ففي قصص الرسل والأنبياء النور والهداية للمؤمنين، كما فيها تعليم للمؤمن على الصبر وتحمّل الأذى في سبيل الدعوة لله تعالى .

لوط عليه السلام

هو نبيّ الله لوط بن هاران بن تارح وهو يعني آزر، أيّ أنّه ابن أخ نبيّ الله إبراهيم عليه السلام، وقد بعث الله عزّ وجلّ نبيه لوط عليه السلام في زمن إبراهيم عليه السلام، واسم لوط من الأسماء الأعجمية وليس اسمًا عربيًا، فاللواط في العربيّة هو فعل الفاحشة تصريفه لاط يلوط لواطًا، لذلك اسم لوط ليس اسمًا عربيًا فلا يليق باسم نبيّ أن يشتقّ من معنًى خبيث، وقد صدّق نبيّ الله لوط بدعوة النبيّ إبراهيم عليه السلام، وهاجر معه في العديد من أسفاره، حتّى بعث الله تعالى لوطًا عليه السلام إلى الأردن وبالتحديد إلى أهل سدوم، وتقع قرب البحر البيت، وقد كان سيدنا لوط عليه السلام أبيض الوجه، وكان جميل الطلعة، وكان يمتلك من الرزانة والحكمة الكثير.[1]

شاهد أيضًا: من هو اسرائيل عليه السلام

قوم لوط عليه السلام

إنّ قوم لوط عليه السلام هم أهل سدوم، وهي منطقة في الأردن في بلاد الشام، وتحديدًا في شرق النهر من غور الأردن، قرب البحر الميت، وقد اشتهر أهل سدوم بفعل للفاحشة التي تسمّى اللواط، بعد أن أنعم الله تعالى عليهم بنعم كثيرة استعملوها في المعصية والفجور، وقد جاء وصفهم في القرآن الكريم بقوله تعالى: “وَلُوطًا آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ تَعْمَلُ الْخَبَائِثَ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ”[2]، كما كانوا يجاهرون بمعاصيهم، ويفتخرون بها، وكانوا يرصدون الطرقات لاقتناص الرجال التي تفد إلى قريتهم، وظلّوا على ذلك حتّى أرسل الله لهم نبيه لوط عليه السلام، ليدعوهم إلى دين التوحيد وترك فعل الفواحش، ولكنهم استمروا في معصيتهم ولم يؤمنوا به.[3]

شاهد أيضًا: عدد الأنبياء الذين ذكروا في القرآن

ماذا كان يفعل قوم لوط عليه السلام

في الإجابة على السؤال ماذا كان يفعل قوم لوط عليه السلام، فقد كان فعلهم من أشنع الأفعال وأقبحها، فقد كانوا يأتون الرجال شهوةً من دون النساء، وهي فاحشة لم يقم بها أحد من قبلهم، كما كانوا يقومون بفعلتهم جهرًا دون خجل من أعين الناس، وجاء في الأثر أنّ بداية اللواط عندهم كان بعد أن أصبحت بلادهم ذات خير وفير وخصوبة كثيرة، فكان الناس يقصدون سدوم للحصول على الثمار والخيرات، ولكنّ قوم سدوم كانوا يقطعون الطريق على الناس ويؤذونهم، فجاء بعدها إبليس على شكل إنسان، وعندما أرادوا أذيته طلب منه أن يمارسوا معه الفاحشة، فوافقوه واعتادوا بعد ذلك على هذه الفاحشة الشنيعة، وصاروا يفعلون ذلك مع كلّ الرجال الذين يقصدون قريتهم، وانتشر هذا الفعل انتشارًا كبيرًا، وعندما وصل خبر القيام بهذه الفاحشة الدنيئة إلى نبيّ الله لوط عليه السلام، طلب منهم الإقلاع عن هذا الفعل الشنيع، وحاول وسعه ردّهم عن هذه الفاحشة، ولكنّهم استكبروا وعصوا وأصرّوا على فعلتهم، ولم يأبهوا لوعد الله تعالى لهم بالعذاب الأليم، وتمادوا في أفعالهم أكثر فأكثر، وفي النهاية بأس منهم نبيّ الله تعالى لوط، ودعا الله تعالى أن ينزل فيهم العذاب، فأنزل الله تعالى عليهم العذاب وأهلكهم ونجّى نبيه لوطًا وأهله.[4]

شاهد أيضًا: معجزات الأنبياء عليهم السلام

صفات قوم لوط

ورد في عدد من الكتب ومنها الكبائر للإمام الذهبي أثرًا عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه، يتكلّم فيه عن صفات قوم لوط عليه الصلاة والسلام، ومن هذه الصفات ما يأتي:

• أنّ قوم لوط كانوا يصففون الشعر.
• أنّ قوم لوط كانوا يحلون الأزرار.
• أنّ قوم لوط كانوا يرمون البندق.
• أنّ قوم لوط كانوا يحذفون بالحصى.
• أنّ قوم لوط كانوا يلعبون بالجمام الطيّارة.
• أنّ قوم لوط كانوا يصفّرون بالأصابع.
• أنّ قوم لوط كانوا يقرقعون بالأكعب.
• أنّ قوم لوط كانوا يسبلون الإزار.
• أنّ قوم لوط كانوا يدمنون شرب الخمر.
• أنّ قوم لوط كانوا يأتون الذكور دون الذكور.

ما علاقة البحر الميت بمدينة قوم لوط

جاء في كتب التاريخ أنّ البحر الميت هو مكان قرى قوم لوط، وكانت قراهم تسمى سدوم، ولكنّ لم يأتي في المصادر الإسلاميّة أيّة إشارة إلى علاقة قوم لوط بالبحر الميت، وقيل أنّ كلّ ما جاء في هذا الأمر كان من الإسرائيليات، ومن غير الجائز تصديق ما يقال في هذه الإسرائيليات، وإذا ما ثبت أنّ المكان بقرب البحر الميت هو مكان بني إسرائيل فعلى المسلمين أن يمروا به باكين، فقد جاء في السيرة النبويّة أنّا من الأفضل عدم زيارة الأماكن التي كان فيها عذاب الأقوام السابقة، وإذا مرّ بها الإنسان أن يمرّ باكيًا معتبرًا، ولكن لم يثبت ان آثار قوم لوط موجودة في البحر الميت، لذلك لا يمكن الأخذ بهذا الحكم، والله أعلم.[5]

شاهد أيضًا: عقيدتنا في عيسى عليه السلام

هلاك قوم لوط

أهلك الله عزّ وجلّ قوم لوط بالحصباء، والحصباء هي الحجارة والحصى، والتي شبهها الله تعالى بالسحاب، وقامت بتدميرهم وهلاكهم جميعًا، وجاء ذلك في قوله تعالى: “إنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ حاصِباً إِلاَّ آلَ لُوطٍ نَجَّيْناهُمْ بِسَحَرٍ”[6]، ونجّى الله تعالى نبيه لوط وأهله وأتباعه الذين آمنوا بدعوته، وقد قلب الله تعالى بقوم لوط الأرض، ليصبح عاليها إلى أسفلها، وأمطرت السماء عليهم حجارة من طين متصلّب، ليست كحجارة الأرض، وقد جعلها الله عزّ وجلّ كالصف، كما كانت عليها علامات معروفة، واستقرّ عليهم عذاب الله تعالى، وقد قال تعالى في ذلك في كتابه العزيز: “وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذَابٌ مُسْتَقِرٌّ”[7]، ومعنى ذلك أن العذاب سيظلّ مستقرًا عليهم حتّى يوم القيامة، فهم سيبقون يعذبون في قبورهم، كما سيعذبون في جهنم يوم القيامة، كما قيل أنّ الله تعالى أمر جبريل فخشف بهم الأرض، ومن كان خارج القرية أمطره الله تعالى بالحجارة.[8]

شاهد أيضًا: الدعوى إلى التوحيد

هلاك نساء قوم لوط عليه السلام

ليس هناك دليل واضح على عذاب نساء قوم لوط عليه السلام، وليس هناك دليل على أنّ النساء كانوا يقومون بالفاحشة كما الرجال، فقد ذكر القرآن الكريم الرجال ولم يذكر النساء، ولكنّ العذاب الذي نزل بأهل سدوم قوم لوط عليه السلام أحاط بالجميع رجالًا ونساءً، ولو لم يقم النساء بالفاحشة إلّا أنّهن كنبن دعوة نبي الله تعالى لوط عليه السلام، لذلك فقد استحققن العذاب الأليم، فالله تعالى لا يظلم من الناس أحدًا، وتكذيب الأنبياء والرسل ذنب كبير يستحقّ العذاب الشديد، والله تعالى أجلّ وأعلم.[9]

وبهذا نكون قد أجبنا على السؤال ماذا كان يفعل قوم لوط عليه السلام، كما تعرّفنا على نسب نبيّ الله لوط عليه السلام، ومن هم قومه وأين كانوا يسكنون، كما ذكرنا هلاك قوم لوط من الرجال والنساء.