ماذا نستنتج من سورة العصر

ماذا نستنتج من سورة العصر

ماذا نستنتج من سورة العصر ؟ هو أحد الأسئلة المهمّة التي لا بدّ من الإجابة عنها، فسورة العصر المباركة سورة من السور المكية التي نزلت على رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في مكة المكرمة، وهي سورة قصيرة من قصار سور القرآن الكريم ومن سور المفصل، يبلغ عدد آيات سورة العصر ثلاث آيات قصيرة فقط، أمَّا ترتيبها في المصحف فهي السور الثالثة بعد المئة، وقد نزلت سورة العصر بعد سورة الشرح، حيث تقع في الجزء الثلاثين والحزب الستين من القرآن الكريم، وقد بدأها الله تعالى بالقسم، حيث أقسم بالعصر حين قال: “وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ” والله أعلم.

ماذا نستنتج من سورة العصر

يقول الله سبحانه وتعالى في سورة العصر: “والعصر * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ”[1]، في الآية الأولى يُقسم الله عزَّ وجلَّ بالعصر وأهل التفسير يقولون: إنَّ العصر هو الزمن بشكله العام، والله تعالى يُقسم بالنجم والعصر والليل وغير ذلك مما شاء من خلقه، مع ضرورة الإشارة إلى أنَّ هذه الأقْسَام لا تكون إلَّا لله العلي القدير، فليس للخلق أن يقسموا إلَّا بالله سبحانه وتعالى فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما إنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: “مَن كانَ حَالِفًا، فَلْيَحْلِفْ باللَّهِ أوْ لِيَصْمُتْ”[2]، ويُشير أهل العلم إلى أنَّ الله تعالى أقسم بالعصر لأنَّ هذه الفترة من النهار هي أهم فترة من فترات اليوم يستطيع الإنسان أن يؤدي بها أعماله فهي مستودع أعمال الناس، ولهذا جاء الحديث في الآيات اللاحقة عن الأعمال، ومن مقاصد سورة العصر في الآية الثانية تأكيدُ الله تعالى على خسران الإنسان مع وجود أداة الاستثناء في الآية الثالثة التي استثْنَتْ من الخسران بعض الناس الذينْ يتصفون بالصِّفات الآتية:[3]

  • الإيمان: والإيمان أن يؤمن الإنسان بقلبه ويصدِّق هذا الإيمان بلسانه وعمله.
  • الأعمال الصالحة: والصالحات هي الأعمال التي من شأنها أن تُكسب الإنسانَ رضى الله سبحانه وتعالى والعمل الصالح هو جزء من الإيمان، فالإيمان لا يتحقق إلَّا بالعمل لذلك عطف الله تعالى العمل الصالح على الإيمان في الآية الكريمة.
  • التواصي بالحقِّ: والتواصي أن يوصي الإنسان أخاه الإنسان بالخير والإحسان والمعروف، فالتواصي هو أن يأمر أو يوصي الإنسان أخاه بالمعروف وينهاه عن المنكر.
  • التواصي بالصَّبر: إنَّ عطف التواصي بالصبر على التواصي بالحق كان بحكمة عظيمة، فقول الحق يحتاج إلى الصبر، لأن الآمر بالمعروف سيلحقه من الناس ما يلحقه من الأذى والتجريح، فعلى الإنسان أن يكون صبورًا في دعوته إلى الله الواحد وفي أمره الناس بالمعروف ونهيه الناس عن المنكر.

شاهد أيضًا: لماذا سميت صلاة العصر بالصلاة الوسطى

سبب نزول سورة العصر

بعد معرفة الإجابة على ماذا نستنتج من سورة العصر، سنتحدث عن أسباب نزولها، لم يرد عن أهل العلم والتفسير والحديث سبب لنزول سورة العصر، وإن البحث في كتب التفاسير وأسباب النزول وفي كتاب السيوطي الذي جاء بعنوان لباب النقول في أسباب النزول، يؤكد على أنه لم يرد ذكر أيّ سبب لهذا، وأما فيما يتعلق بتاريخ نزول سورة العصر، فقد نزلت سورة العصر، بالفترة التي نزلت فيها سورة الشرح وهي الفترة ما بين ابتداء الوحي والهجرة إلى الحبشة، والغرض من سورة العصر هو تذكير الإنسان بالعمل الصالح، ودفعه إلى أن يكون من عباد الله الصالحين الذين لم تغرهم كثرة المال والأولاد، فجنة المأوى لا تكون إلا للذين يعملون الأعمال الصالحة.[4]

شاهد أيضًا: من الاوقات المنهي عن الصلاة فيها

فضل سورة العصر

إنَّ تلاوة كتاب الله الحكيم كلُّها خير والله تعالى أوجب الأجر والثواب على كلِّ من يتلو كتاب الله بغض النظر عن الآية أو السورة التي يتلوها، وقد جاء في فضل بعض السور القرآنية أيضًا ذكر صحيح عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- ولم يجئ في سور أخرى، وسورة العصر على وجه الخصوص فلم يذكر في فضلها حديث صحيح عن رسول الله عليه الصَّلاة والسَّلام، ولكن ما وردَ حديث رجاله رجال صحيح، عن أبي مدينة الدّارميّ وكانت له صحبةٌ أنّه قال: “كان الرجلانِ من أصحابِ النبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- إذا التقيا لم يتفرَّقا حتَّى يقرأَ أحدُهما على الآخرِ: “وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ”[1]، وجاء قول الإمام الشافعي رحمه الله الذي قال في فضل هذه السورة: “لو تدبر الناس هذه السورة لوسعتهم”، والله أعلم.[5]

وهكذا نكون قد أجبنا على السؤال ماذا نستنتج من سورة العصر، ثم تحدثنا عن أسباب نزول سورة العصر وأخيرًا ذكرنا فضلها، ويعود سبب تسمية سورة العصر بهذا الاسم لورود هذه الكلمة في مطلعها وقد أقسم الله تعالى بها، والعصر هو الدهر، وذهب بعض العلماء إلى أنَّ العصر هو آخر ساعة من ساعات النهار، ورأى مجاهد وابن عباس أنَّ العصر الذي سُمَّيت به السورة هو الوقت الذي يلي المغرب.

المراجع

  1. ^ سورة العصر , الآية 1-3
  2. ^ صحيح البخاري , عبد الله بن عمر،البخاري،2679، صحيح.
  3. ^ alukah.net , تأملات في سورة العصر , 08-06-2021
  4. ^ islamweb.net , لم يُذكَر سبب لنزول سورة العصر , 08-06-2021
  5. ^ islamweb.net , فضل سورة العصر , 08-06-2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *