من عيوب كتب الادب العربي القديم

من عيوب كتب الادب العربي القديم

سنذكر فيما يأتي بعضًا من عيوب كتب الادب العربي القديم ، فنحن في عصرنا الحالي نهتم بدراسة الأدب العربي القديم والمعاصر، ونبحث عن أهم السمات المميزة لكل منهما ونجري بينهما المقارنات، فنجد في الأدب العربي القديم غزارة في اللفظ والمعنى أكثر من الذي نجده في الأدب المعاصر، لكن في ذات الوقت في الأدب القديم بعض العيوب التي قد تجعل منه غير مرغوب في كثير من الأحيان.

من عيوب كتب الادب العربي القديم

فيما يأتي سأذكر عيوب الأدب القديم بمقارنته مع الأدب الحديث، وأهم هذه العيوب: [1]

عدم ذكر المرأة في الأدب القديم

ولأن الأدب الكلاسيكي كان يتوجه للرجل بشكل أساسي، وعادة ما يكون الرجل هو الشخصية الأساسية، والمرأة تقريبًا لا المرأة تظهر إلا في دور التابع الذي يعتمد على الرجل. والقراء في الوقت الحاليل أغلبهم من النساء، فإن الروايات الحديثة بالنسبة للكثير أكثر رواجا ومبيعا.

لغة صعبة وعبارات غير مفهومة

فقد يبلغ طول الجملة الواحدة في كتب الأدب القديم كلمات كثيرة، وتعجّ الروايات القديمة بعبارات يصعب فهمها لقراء العصر الحالي، كما قد يجهل القارئ العصري عبارات قديمة كانت شائعة زمن كتابة الأعمال، وهي الآن في حكم المنقرضة.

صعوبة نشر الكتابات

في الماضي كانت وسائل النشر صعبة ومكلفة، أما في الوقت الحالي، فقد لا تحتاج إلى ناشر حتى تروّج كتابك أو روايتك، لكن في الوقت ذاته انتشار الكتابة واتباع بعض الكتاب المعاصرين قاعدة الكتابة من خلال تجاربهم الخاصة، ولكن عندما تستند الكتب إلى التجربة الخاصّة، من غير إضافة عناصر إبداعية مثل الخيال والرومانسية، قد تجعل الكتب متشابهة فتفقد كل قيمة أدبية.

ضعف الإنتاج

على الرغم من أن عدد الكتب التي كانت تصدر في الماضي أقل بكثير من وقتنا الحالي، إلا أن بعض الروايات والقصص كانت سيئة وقد لفّها النسيان بسرعة، لكن في ذات الوقت يبقى الأدب القديم أفضل جودة وأكثر عمقا من الأدب الحديث.

افتقادها لفن الرواية كإصطلاح

في الحقيقة يكشف التتبع للأعمال القديمة التي لم تحظَ بلقب “رواية” رغم أنها كانت سردًا نثريًا طويلًا فيه شخصيات خيالية أو واقعية  العديد من إسهامات الأدب العربي في العالم، خاصة في فن الرواية جنبا إلى جنب الآداب اللاتينية أو اليونانية القديمة واليابانية وحتى الصينية القديمة.

بعيدة عن واقعنا المعاصر

هناك موضوعات حديثة لم يكن بإمكان الأدب القديم أن يتناولها،حيث أن الأجيال المختلفة بقيت تدرس الأعمال الأدبية نفسها في المدارس مع استثناءات نادرة، من دون مراعاة لتغير الزمن، لكن اختلفت اهتمامات الناس عنها قبل عدة عقود، فأضحى الأدب القديم بالنسبة للأجيال الجديدة مملًا ويصف واقعا غير واقعي تماما للحياة العصرية. عوعلى الرغم من أن الكثير من المواضيع تصح  في كل زمان ومكان، مثل العلاقات الرومانسية وحب الوطن والطبيعة والحيوانات، وحب الوالدين، فإن  العلاقات بين الناس نفسها تغيّرت، وهذا يعني أن طرح هذه المواضيع في قالب حديث يجذب القارئ أكثر.

مقارنة بين الادب العربي القديم والادب المعاصر

الأدب يكتب للأحياء القادرين على استخراج الحد الأقصى من المعنى، ويعتبر النشاط الأدبي جانب حيوي وفعال من جوانب الحياة، واللإنسان لا ايستطيع أن يحيا حياة ممتلئة من غير أن يهتم بكل أنواع النشاط المعاصر. وبما أن العلم المعاصر يهم الناس في العالم أكثر من علم العصور السابقة،  والسياسة المعاصرة تهم السياسي أكثر من سياسة، فمثلها الأدب المعاصر، يجب أن يكون له الأهمية الكبيرة عند رجل الأدب في مكانه.[2]

ومعنى ذلك أن الأدب الحديث أكثر قيمة من الأدب القديم؛ لأنه أكثر صلة بالحياة التي نعيشها، فقد نشأ فيها، ونبع منها. وكان نقاد العرب الأوائل يتورطون في جعل القديم له كل القيمة ويرفضون أي قيمةللعمل الأدبي الحديث، لا ريب أن في الأدب القديم نماذج رائعة لم تفقد على مدى الأيام قيمتها، في حين يفتقد كثير من الأدب المعاصر القيمة الحقيقية، ولكن الكثير من الناس يحكمون على الأعمال المعاصرة بأنها عديمة القيمة. ومن البحث عن ادراج قيمة الإبتكار في الأدب العربي تطورت الصور الأدبية؛ فالأفكار نفسها تطورت، وفي المرحلة التي يتم فيها الانتقال من طور أدبي إلى آخر، لا يجد الكثير في أنفسهم شجاعة كافية تمكنهم تقبل الصور الأدبية الجديدة ومحاولة فهمها وتذوقها، بل يقفون موقف التنكر، ويسلبونها قيمتها، ثم يلوذون بالأدب القديم.[2]

مراحل تطور الادب العربي

يرى كتّاب الأدب أنّ الفترات الأدبية هي طبقًا لتطوّر التاريخ، فقد قسّموا العهود الأدبية إلى خمسة أقسام، فالأدب العربي أدب قديم،  وصلت نصوصه إلى عمر لا يزيد على ألف وستمائة سنة، وهذه السنوات قسّمت إلى ثلاثة حُقب، وهذه الحقب هي: الأدب القديم، والأدب الُمحْدَث، والأدب الحديث. كما هناك فئة من الاُدباء قسّموا عصور الأدب طبقًا للعصور السياسية في التاريخ.[3]

وبناءً على ذلك بالإمكان تقسيم مراحل الأدب العربي إلى ستّة فترات كما يأتي:[3]

  •  فترة العهد الجاهلي والمخضرمين.
  • فترة صدر الإسلام.
  • فترة العهد الاُموي.
  • فترة العهد العباسي.
  • فترة العهد التركي.
  • فترة العهد الحديث.

الادب العربي في العصر الاسلامي

لم يكد الإسلام يتجاوز الجزيرة أيام أبي بكر وعمر إلى أن انتقلت اللغة العربية وما فيها من أدب مع انتشار الإسلام، وانتقل معها القرآن الكريم. ولم يكد القرآن الكريم يستقر خارج الجزيرة في الأمصار حتى بدأت الشعوب تتأثر به، كما لم يكد ينتهي القرن الأول ويبتدئ الثاني حتى أخذت الشعوب التي فتح المسلمون  بلادهم -في الشام ومصر والعراق وإفريقيا الشمالية وفي إسبانيا- تتطور بشكل سريع؛ كلها يسلم، وكلها يحاول تعلم لغة الإسلام، والكثير منهم لا يكتفي بتعلم اللغة، بل يريد أن يتقنها ويتقن آدابها، ويكون له حظ كبير من هذه الآداب.[4]

وفي منتصف القرن الثاني نجد أن كثير من الشعراء ليسوا من العرب، بل من الشعوب الأجنبية التي أخضعها العرب، فقد كان كثير منهم إما من الفرس، وإما من الموالي من أصل سامي أجادوا اللغة العربية وبرعوا فيها، وأصبحوا شعراء ينافسون العرب، كل هذا في زمن قليل تحولت فيه الأمم المختلفة إلى أمة واحدة متجانسة في الشعور، وفي التفكير، لها حضارة واحدة، لا يظهر فيها اختلاف. مع أن الآداب التي كانت سائدة قبل العربية لم تكن بسيطة، ويكفي أن نلاحظ أن البلاد المفتوحة كانت خاضعة للأدب اليوناني، وهو أقوى أدب عرفه الإنسان، وقد أثّر منذ الإسكندر في عقلية العالم بشكل كبير. [4]

فيما سبق تحثنا عن عدد من عيوب كتب الادب العربي ، وذكرنا من ذلك عدم مناسبتها للواقع المعاصر، وصعوبة ألفاظها، مما يجعل منها غير مرغوب فيها عند الكثيرين، كما بينّا الانتشار الواسع للأدب العربي في العالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *