من هو مؤلف كتاب رسالة الغفران

من هو مؤلف كتاب رسالة الغفران

من هو مؤلف كتاب رسالة الغفران وما سبب الضجّة الإعلامية التي تثار حول الكتاب، وهو سؤال مهم لأهل الثقافة والأدب، ولطلابنا الأعزاء في صفوف الدراسة، من يبحثون عن الإجابات عن تساؤلات امتحانية في مناهجهم، فكتاب رسالة الغفران يعد من أبرز وأهم الكتب العربية التي ساقتها الحضارة والتاريخ لتكون شاهدة على عقول وأفكار كانت حاضرة في أزمان سابقة، وفي ذلك يحرص موقع محتويات على تبيان صاحب كتاب رسالة الغفران مع سرد مختصر بين سطور المقال.

من هو مؤلف كتاب رسالة الغفران

إنّ مؤلف كتاب رسالة الغفران هو الشاعر والفيلسوف العربي أبو العلاء المعري، ويعد كتاب رسالة الغفران من أشهر الأعمال الأدبية التي كتبها المعرّي في النثر، ومن الجدير بالذكر أيضًا أن كثير من النقاد والأدباء حول اعالم يصنفها على أنّها  أعظم كتب التراث العربي النقدي، ورسالة الغفران هي عبارة عن رسالة تدور فكرتها حول توصيف المعري لأحوال الخلائق في الجنة وفي الجحيم، كما يقوم على وصف الشخصيات هناك، ويقال إنّ الكاتب والشاعر الإيطالي دانتي أليغييري قد أخذ فكرة الملحمة الشهيرة التي ألّفها وهي -كوميديا الجحيم- قد أخذها من رسالة الغفران.[1]

شاهد أيضًا: من هو مؤلف ديوان انين وحنين

من هو أبو العلاء المعري

وهو فيلسوف وشاعر عربي مشهور، وقد ولد عام 973 للميلاد في مدينة معرّة النعمان الواقعة في محافظة ادلب شمال سوريا، فهو ينسب إليها في كنيته، ومن الجدير بالذكر أيضًا أنّه أصيب بمرض الجدري عندما كان في الرابعة من عمره، ما أدى إلى فقدانه لحاسة البصر، وقد تابع دراسة العلوم الأدبية واللغة والتفسير والحديث والفقه.

سافر إلى أنطاكيا وحلب من أجل الدراسة، وكان عالمًا بالمذاهب والأديان والعقائد المختلفة والتاريخ والجغرافيا والأخبار، ويستدل على ذلك من خلال الأشعار والقصائد التي تركها لمحبيه، وبالنسبة للشعر فقد بدأ بكتابته في سن مبكرة، سمّي رهين المحبسين ويقصد بهما البيت والعمى بعد أن سافر إلى بغداد واعتزل الناس هناك لمدة هناك، ليعود بعد ذلك إلى معرة النعمان في سوريا رافضا الزواج طوال حياته، توفي عن عمر ناهز 86 عامًا وكان ذلك في عام 1057 للميلاد.

قراءة في كتاب رسالة الغفران

حيث وكما أسلفنا سابقًا يعد الكتاب من أمهات الكتب العربية في النثر، كما يعد الكتاب من وجهه نظرة عالمية من أعظم ما كتب في الأدب النقدي، وفي ذلك سوف نقوم بطرح ملخص مختصر لفكرة واحداث الرسالة:

  • بداية الرسالة: حيث يبدأ المعري بالرد على رسالة ابن القارح، التي كانت السبب الرئيس في أحداث الرسالة، حيث وصف المعري في البداية رسالة ابن القارح وما احدثته من أثر جميل وطيّب في نفسه، وبملكته الشعرية والنثرية يدفع المعري ابن القارح إلى السماء العليا بفضل كلماته الطيبة.
  • ابن القارح يصف النعيم في الجنة: وصفًا مستمدًا من القرآن الكريم ومبينًا على أحداث قصة الإسراء والمعراج.
  • ابن القارح يلتقي بالشعراء في الجنة: بعد أن تنّقل في الجنة، يلتقي ابن القارح بالشعراء وقد غفر الله لهم بسبب أبيات شعر قد ألقوها على الناس، ومن الشعراء الذين ذكرهم، زهير بن أبي سلمى، عبيد بن الأبرص، الأعشى، النابغة الذبياني، النابغة الجعدي، لبيد بن ربيعة، ولينتقل بعد ذلك إلى تفاصيل لقاء ابن القارح مع الملاك رضوان خازن الجنة.
  • مسامرات شعرية مع الشعراء في الجنة: يتحدث المعري في وصفه للمشهد عن مسامرات ونقاشات شعرية تدور بين ابن القارح والشعراء المذكورين.
  • مأدبة شعرية في الجنة: عمل على تحضيرها الشعراء هناك، فيحضرها ابن القارح وهم في نعيم الجنة.
  • المرور على النار: بعد ذلك يمر ابن القارح على النار ويحدّث عدد من شعراء الجن أمثال، أبو هدرش، ويلتقي هناك مع عدد من الشعراء الذين يعدّهم في النار.
  • شعراء في نار جهنم: حسب ادعاء المعري ومنهم، امرؤ القيس، بشار بن برد، عنترة بن شداد، الزير سالم المهلهل، عمرو بن كلثوم، الشنفري، وغيرهم كثير.
  • العودة إلى الجنة: يعود بعد ذلك ابن القارح إلى نعيم الجنة من جديد.

وتعد تلك الرسالة بما فيها من احداث وحوارات ومسامرات بين الشعراء حسب المشهد الذي تخيّله المعري في كتابه من أهم مصادر دراسات النقد الأدبي القديم، فقد شملت تلك الرسالة على أبحاث كثيرة في مجال النقد الادبي، حيث ركز فيها المعري على النص المحوري للرسالة على حد تعبيره، وركّز فيها أيضًا على الجانب العقائدي من خلال ربطها بعقيدته التي عُرفت عنه.

شاهد أيضًا : من هو مؤلف ملحمة الغدير

مؤلفات أخرى لصاحب كتاب رسالة الغفران

بعد ان مررنا على جواب سؤالكم من هو مؤلف كتاب رسالة الغفران، ننتقل بكم إلى مؤلفات أخرى للشاعر والفيلسوف أبو العلاء المعري، الذي اثار الجدل حول مذهبه وأفكاره، وآراءه التي غالبًا ما كانت لا تتفق مع الجمع، وفي لك نسرد أهم اعماله:

  • ديوان سقط الزند: الذي يعد اول الدواوين الشعرية لأبي العلاء المعري، وقد لاقي استحسان كبير وحاز على شعبية كبيرة، ومن خلال قصائد ديوان سقط الزند قام أبو اعلاء المعري بفرض نفسه كشاعر لا يشق له غبار في ذلك العصر.
  • ديوان لزوم ما لا يلزم: الذي يعد ثاني دواوين المعري، وقد أظهر فيه الإبداع والقدرة على التحكم بنسيج البيت الشعري، والمستودع الكبير للكلمات والمفردات والتعابير والتشابيه، وقد ناقش فيه كثير من النظريات التي تتناول الحياة من مختلف مناحيها ووجهات نظرها.
  • رسالة الغفران: التي تعد أشهر كتاب أبي العلاء المعري على الإطلاق، لما كان لتلك الرسالة من تأثير على الأجيال التي عاصرته والتي تلته أيضًا، فقد صارت الرسالة مرجعًا عالميا من اهم المراجع في دراسة الادب النقدي.
  • كتاب فقرات وفترات: وله اسم آخر ويدعى فصول وغايات، وهو كتاب مثير للجدل وقد لاقى ضجة إعلامية حول أفكاره ووجهات النظر التي طرحت فيه، فقد جعله الكاتب في مجموعة شعرية يشابه أسلوبها الأسلوب البلاغي في القرآن الكريم، ورأى بعض الباحثين أنّ المعري كتب هذا الكتاب ليثبت أنَّ لغة القرآن الكريم غير معجزة، بيد أنّ البعض الآخر من الباحثين نفى ذلك القول.

شاهد أيضًا: من هو مؤلف كتاب تاريخ دمشق

رسالة الغفران والأديان السماوية

فقد راح كثير من الباحثين والفقهاء والشيوخ في عصره إلى اعتباره زنديقًا كافرًا، فقد روي عنه التشكيك بالمعتقدات جميعها التي سبق وآمن فيها وهو في صباه، كما وندد ابي العلاء المعري بكثير مما دعاه خرافات الأديان، وظهر ذلك واضحًا في الكثير من أشعاره، لذلك كان يعرّف بأنّه من المفكرين المتشائمين، وقد قيل فيه بأنّه من أنصار الربوبية أي يؤمن بالربوبية ولكنّه لا يؤمن بالأديان، وراح إلى اعتبار الدين مجرّد خرافة من ابتداع القدماء، فرفض ادعاءات الإسلام وغيره من الأديان السابقة، فيقول في بعض أشعاره:[2]

فلا تحسَبْ مقالَ الرسلِ حقًّا
ولكنْ قولُ زورٍ سطَّرُوهُ

وكانَ النَّاسُ في يمنٍ رغيدٍ
فجاءُوا بالمُحال فكدَّروهُ

وراح المعري أيضًا في نقده إلى كثير من الفرائض والمعتقدات الموجودة في الدين الإسلامي وكان على رأسها: الحج حيث وصفه بأنّه رحلة وثنية، كما عدّ تقبيل الحجر الأسود من الخرافات المتوارثة، وقام أيضًا برفض حقيقة الوحي الإلهي وعدّها مزاعم أيضًا “والعياذ بالله” فكانت عقيدتُه عقيدةَ فيلسوفٍ زاهد في الحياة، يرى في العقل وحدَه دليلًا إلى محاسنِ الأخلاق وقنديلًا يضيءُ ظلمات الجهل، حسب إيمانه، عافانا وعافاكم الله.

شاهد أيضًا: من هو مؤلف كتاب الجامع المسند الصحيح المختصر

اقتباسات من كتاب رسالة الغفران

بعد أن مررنا على جواب سؤالكم من هو مؤلف كتاب رسالة الغفران، لننتقل بعد ذلك إلى ربوع الرسالة ومافيها وعليها من إيجابيات وسلبيات، لا بدّ لنا من سرد باقة من اقتباسات قد وردت ضمن سطور الرسالة، وفي ذلك نسرد لكم ما يلي:[3]

  • وأدل رتب الحلاج أن يكون شَعوذيا لا ثاقب الفهم ولا أحوذيا، على أنَّ الصوفية تعظّمه منهم طائفة ،ما هي لأمره شائفة.
  • خرجنا من الدنيا ونحن من أهلها، فما نحن بالأحياء فيها ولا الموتى.
  • قيل له يومًا : أريد أن أجمع أوصاف الشمعة السبعة في بيت واحد، وليس يسمح لي ما أرضاه، فقال أبو العلاء المعري: أنا أفعل من هذه الساعة، فأخذ القلم، وكتب بحضرته: لقد أشبهتني شمعة في صبابتي وفي هول ما ألقى وما أتوقع نُحولٌ وحرقٌ في فناء ووحدةٌ وتَسْهيدُ عين واصفرارٌ وأدمع.
  • ولقد علمت بأنَّ قصري حفرةٌ، ما بعدها خوفٌ عليَّ ولا عدم.

شاهد أيضًا: من هو مؤلف كتاب كليلة ودمنة

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال الذي تحدّث عن جواب سؤالكم من هو مؤلف كتاب رسالة الغفران، لنسرد لكم بين سطور المقال نبذة عن الكاتب وعن مؤلفاته الأخرى، ولننتقل بعد ذلك إلى ملخص وقراءة بسيطة في الكتاب، ولنختم أخيرًا مع رأي أبي العلاء المعري في رسالته وفي كتبه الأخرى بالأديان.

المراجع

  1. ^ wikiwand.com , رسالة الغفران , 24/4/2021
  2. ^ wikiwand.com , أبو العلاء المعري , 24/4/2021
  3. ^ goodreads.com , اقتباسات من رسالة الغفران , 24/4/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *