التعلم المدمج : تعريفه، أهدافه ومميزاته وعيوبه وأنواعه
جدول المحتويات
التعليم المدمج، عبارةٌ استفهاميّة تجول في خاطر كلّ طالب علمٍ، وضرورة ملحّة لمعرفة هذا النوع الحديث من التعليم، الذي أصبح أكثر سهولةً وانتشاراً في القرن الواحد والعشرين، وأكثر طُرق التعليم فاعليّة من الأساليب القديمة، ونطرح لكم في سطور المقال ما هو التعليم المدمج وما هي أهدافه وأنواعه ومميزاته وعيوبه بشكل تفصيلي.
ما هو التعليم المدمج
التعليم المدمج هو عبارة متّفق عليها، أو بمعنى أصحّ هو مصطلح يدلّ على نوع من التعليم، الذي يمزج بين الطريقة التقليديّة والطريقة الإلكترونيّة في التعليم، فتنشأ منهجيّة جديدة تُعرف بالتعليم المدمج أو التعليم المختلط Blended learning، وهي تجمع بين التعليم الماديّ والتعليم الرقميّ الذي عماده الإنترنيت، وبذلك يطرأ التغيير على أسلوب تعاطي المعلّم مع الطالب، من أجل رفع سويّة التعليم وتحسينه وإكماله. وقد تعدّدت مسميات التعليم المدمج، ونذكر منها: [1]
- التعليم المزيج.
- التعليم الخليط أو المُختلط.
- التعليم المتمازج.
- التعليم المؤلف.
بداية ظهور التعليم المدمج
مع ظهور الإنترنيت، ونظراً لسيطرة التكنولوجيا على روح العصر الحاليّ، وما تقدّمه من فوائدَ وتسهيلاتٍ في شتّى المجالات، ومنها التعليم، أخذت المؤسّسات التعليميّة تتنافس فيما بينها مستخدمةً تكنولوجيا المعلومات والاتصال، سعياً لمواكبة تطوّرات عصرنا الحاليّ، ونظراً لسهولة تخزين المعلومات وإمكانيّة استرجاعها السريع في أيّ وقتٍ عبر الإنترنيت، ظهر التعليم عن بعد، أو ما يُعرف بالتعليم الإلكترونيّ E-learning، أو التعليم الافتراضيّ، الذي ألغى الطريقة التقليديّة في الدراسة ضمن الفصول المدرسيّة، وبين مؤيد لهذه الفكرة الجديدة من التعلّم الكلّي الإلكترونيّ ورافض لها، والتُّهم التي وجّهت إليها، ظهر التعليم المدمج الذي دمج بين الطريقة التقليديّة والطريقة الحديثة الإلكترونيّة. [1]
أنواع التعليم المدمج
قدّمت المؤسّسات التعليميّة ستّة أنواع أو أنماط من التعّليم المُدمج، وهي:
نمط التعليم المباشر وجهاً لوجه
ويُعرف هذا النوع بعبارة Face to face driver ، حيث تتمّ مهمة إيصال المناهج، من المدرّس إلى الطالب مباشرةً، مع إضافة بعض المواد عن طريق الإنترنيت، سعياً لإكمال المواد، مما يُفسح المجال للطالب بأنّ يدرس في منزله أو في الفصل أو حتّى في مختبر التكنولوجيا. [2]
التعليم بالتناوب
ويُعرف هذا النوع بلفظة Rotation، حيث يمكن للطالب بأنّ يتناوب في دراسته، بين الدراسة حسب الطريقة التقليديّة، أي مع معلّمه داخل الفصل، أو ما يُعرف بالدوران في الصف، وبين طريقة التعليم الذاتيّ والتي تكون عن طريق الإنترنيت، ويكون ذلك ضمن جدولٍ زمنّي معيّن. [2]
التعليم المرن
ويُعرف هذا النوع بلفظة Flex، وما يُميّز هذا النوع هو وجود منصّة تعليميّة تعتمد على الإنترنيت، تعرض أغلب المناهج التدريسيّة، ويُمكن أن يقوم المعلّم بجلسات دعم تدريسيّة شخصيّة أي وجهاً لوجه، أو ضمن مجموعاتٍ صغيرة أيضاً. [2]
مختبر على الإنترنيت
ويُعرف هذا النوع بلفظة Online lab، وتعتمد هذه الطريقة في التعليم على إيصال المناهج الدراسيّة المعتمدة على الإنترنيت إلى مختبرات داخل حرم المدرسة، بطريقةٍ تفاعليّة، وذلك عن طريق عرض فيديوهات محضّرة ومسجّلة مسبقاً، ومنتديات المناقشة، والمؤتمرات والمؤثّرات الصوتيّة، بالإضافة إلى البريد الإلكترونيّ. [2]
التعليم بالدمج الذاتي
ويُعرف هذا النوع بلفظة Self blend، ويتمّ بشكلّ فرديّ كامل، حيث يأخذ الطالب دورات عبر الإنترنيت، سعياً لإكمال المناهج التي تعلّمها بشكلٍ تقليديّ في الفصل المدرسيّ، فبالرغم من حضور الطالب المستمرّ في المدرسة – وجهاً لوجه – إلّا أنه يحصل على جزءٍ كبيرٍ من التعلّم من خلال شبكة الإنترنيت. [2]
برامج التشغيل عن طريق الإنترنيت
ويُعرف هذا النوع بلفظة Online driver، وتعني التعلّم عن طريق منصّة الإنترنيت، إضافةً لحضور الطّالب إلى المدرسة وتلقّيه التعليم وجهاً لوجه مع المدرّس، إلاّ أنّه يكون بحضور دروس لمواد من اختيار الطالب، أو للمواد التي تحتاج بالضرورة لحضوره إلى المدرسة. [2]
أهداف التعليم المدمج
يوجد هدفين أساسيين للتعليم المدمج، وهما:
- هدف رئيسي عامّ: كتحسين جودة التعليم، وزيادة فاعليّة التعلّم، وزيادة المشاركة الطلاّبيّة. [1]
- هدف تفصيل إجرائي: كدعم الأداء الطلاّبي، وذلك بتوظيف مستحدثات التكنولوجيا، وزيادة التفاعل أكان المباشر أم غير المباشر بين المعلّمين والمُحتوى التعليميّ، وتقليل النفقات، وتحقيق الديموقراطيّة في التعليم والتعليم الذاتيّ، إضافة إلى نموّ الجانب المعرفيّ للطالب ولأدائه. [1]
ميزات التعليم المدمج
لاشكّ أنّ للتعليم المدمج أهميّة كبيرة، وخاصّة من حيث أسلوب التفكير، لما يتمتّع من ميّزات، وهي:
- أنّه التعليم الأكثر كفاءة، باعتباره يُكمل العمليّة التعليميّة ويزيد من فاعليّتها، فدمج الطريقة التقليديّة مع الإلكترونيّة هي عمليّة تكامليّة تفاعليّة، ينتج عنها أسلوب تعليميّ جديد محسّن.
- أنّه التعليم الأكثر سهولة، ممّا يزيد من فرص تحقيق النجاح بشكلٍ أكبر.
- يُساعد التعليم المدمج الطّالب على تطوير نفسه وتنمية قدراته ومهاراته التعليميّة. [1]
- يتّصف بالمرونة، إذ يوفّر على المتعلّم وقته وجهده ونفقاته. [2]
- يعمل على زيادة التواصل بين الطالب ومعلّمه.
- تُعتبر طريقة التعليم المُدمج طريقة ممتعة بالنسبة للطالب والمعلّم.
- اتساع رقعة التعلّم، وعدم اقتصارها على الفصل فقط.
- يُتيح التعليم المُدمج للطّالب أن يكون هو المتحكّم بالوقت والمكان ومسار تعلّمه.
- لم تعد البيداغوجيا المُستخدمة من قِبَل المعلّم هي المقتصرة على التعلّم، بل أصبح للطالب القدرة على أن يتماشى مع احتياجاته التعليميّة. [2]
- البحث عن المعلومات من مصادر مطبوعة وغير مطبوعة. [2]
عيوب التعليم المدمج
كما أنّ لكلّ شيء عيوبه، نجد أنّ للتعليم المٌدمج عدّة عيوب ومشكلات تعترضه، وهي
- أنّ التقنيات المُعتمدة في التعليم المدمج مازالت غير فعّالة في بعض البلدان والأماكن من العالم، مما يجعلها تشكّل عائقاً أمام المتعلّم. [1]
- ضرورة معرفة الطّالب الجيّدة لطرق استخدام التكنولوجيا، ليكون التعلّم بشكلٍ أكثر فاعليّة.
- نظراً لاعتماد التعليم المدمج على الحواسب الإلكترونيّة، ما يعني أن التكلفة ستكون مرتفعة بالنسبة للطالب لشراء الحاسب، ناهيك عن احتياجه لأعمال الصيانة الدوريّة.
- يركّز التعليم المُدمج على المعرفة والمهارة لدى الطالب، أكثر مما يركّز على النواحي الوجدانيّة. [2]
- إهمال نظام الرقابة والتصحيح والتقويم والحضور والغياب بالنسبة للطلاّب.
- عدم توافر البيئة التحتيّة لاحتياجات المتعلّم كمصادر التعلّم بكافّة أشكالها. [2]
وفي نهاية المقال نكون قد قدمنا لكم التعلم المدمج وتعريفه وأهدافه ومميزاته وعيوبه وأنواعه، حيث لكلّ عملٍ جديدٍ صعوباته وتحدّياته، ولعلّ المعوقات التي تواجه نظام التعليم المُدمج هي التغلّب على كلّ ما يُعيق سيره وانتشاره وفاعليّته، من أجل النهوض بالمستوى التعليميّ لما فيه خير الإنسان ومستقبله.