الفرق بين الحمد والشكر

الفرق بين الحمد والشكر

الفرق بين الحمد والشكر أمر قد يتسائل عنه العديد، فهل الحمد هو الشكر ؟ حيث أنه كثيرًا ما ترد في الأدعية كلمة الحمد والشكر وإن كانت في الواقع كلمتين قصيرتين إلا أن معناهما كبير وواسع، والذي يهمنا في هذا المقال هو إيضاح معناهما، وبيان الفرق بينهما، وبيان فضلهما.

تعريف الحمد والشكر

لا بدّ من معرفة الفرق بين الحمد والشكر، ولهذا يجب تعريفهما أولًا، وفيما يأتي بيان معنى الحمد والشكر لغة واصطلاحًا.

  • تعريف الحمد: الحمد لغة هي نقيض الذم، ومن الجدير بالذكر أن التحميد أبلغ من الحمد، والمحمد: هو الذى كثرت خصاله المحمودةَ،[1] وأما اصطلاحًا: فهو وصف المحمود بالكمال مع محبته وتعظيمه.[2]
  • تعريف الشكر: الشُكر لغة هو عرفان الإحسان ونشره،[3] وأما اصطلاحًا: فظهور أثر نعمة الله على لسان عبده: ثناءً واعترافًا، وعلى قلبه شهودًا ومحبة، وعلى جوارحه انقيادًا وطاعة.[4]

الفرق بين الحمد والشكر

اختلف الفقهاء في الفرق بين الحمد والشكر على قولين:

  • القول الأول: بأن المعنيان مترادفان وهذا قول مجموعة من العلماء منهم الطبري فقال: معنى الحمد لله: الشكر خالصًا لله جل ثناؤه دون سائر ما يعبد من دونه.[5]
  • القول الثاني: بأن هناك اختلاف بين الحمد والشكر وهو قول مجموعة من العلماء منهم ابن القيم، وابن كثير، وهناك مجموعة من الاختلافات وفيما يأتي بيانها:[6][7]
  • إنّ الحمد يصح على النعمة وغير النعمة، وأما الشكر فلا يصح إلا على النعمة.
  • يجوز أن يحمد الإنسان نفسه في أمور جميلة يأتيها ولا يجوز أن يشكرها؛ لأن الشكر يجري مجرى قضاء الدين ولا يجوز أن يكون للإنسان على نفسه دين.
  • الحمد أعم من حيث ما يقع عليه، فهو يقع على الصفات اللازمة والمتعدية، أما الشكر أخص من حيث ما يقع عليه فهو لا يقع إلا على الصفات المتعدية.
  • من حيث الأداة التي يقع بها فإن الحمد يقع باللسان والقلب، وأما الشكر فهو يقع في القلب واللسان والجوارح.
  • الحمد نقيضه الذم، وأما الشكر فنقيضه الكفران.

فضل الحمد والشكر

يحتاج المسلم لمعرفة  الفرق بين الحمد والشكر؛ لاستخدام هاتين الكلمتين استخدام صحيح لما لهما من فضل عظيم، وفيما يأتي بيان أبرز الفضائل للحمد والشكر من الكتاب والسنة:

  • قول الله سبحانه وتعالى: (وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ)،[8] فأهل الشكر هم المخصوصون بمنة الله عليهم من بين عباده.
  • قول الله تعالى: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ)[9] فهي سبب للزيادة في النعم.
  • قال تعالى: (مَّا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ)[10]فهي سبب للأمان من عذاب الله عز وجل.
  • قال تعالى في القرآن الكريم: (وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ)[11] فهي سبب لنيل رضى الله عز وجل.
  • قول رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: (الطُّهُورُ شطرُ الإيمانِ، والحمدُ للهِ تملأُ الميزانَ).[12]
  • وقوله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: (كُلُّ أمْر ذِي بالٍ لا يُبْدأُ فِيه بالحَمْد لِلَّهِ فَهُوَ أقطع).[13]

وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام هذا المقال الذي تحدَّثنا فيه عن الفرق بين الحمد والشكر، وأوضحنا المعنى اللغوي والاصطلاحي للحمد والشكر، ومن ثمَّ بيَّنا أبرز الفضائل للحمد والشكر من الكتاب والسنة.

المراجع

  1. ^ الفارابي (393هـ)، الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية، بيروت: دار العلم للملايين، صفحة 466، جزء 2. , الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية
  2. ^ ابن قيم الجوزية (751هـ)، تفسير القرآن الكريم، بيروت: دار ومكتبة الهلال، صفحة 29. , تفسير القرآن الكريم
  3. ^ الفارابي (393هـ)، الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية، بيروت: دار العلم للملايين، صفحة 702، جزء 2. , الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية
  4. ^ ابن قيم الجوزية (751هـ)، مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين، بيروت: دار الكتاب العربي، صفحة 234، جزء2. , مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين
  5. ^ ابن جرير الطبري (310هـ)، جامع البيان عن تأويل آي القرآن، مكة المكرمة: دار التربية والتراث، صفحة135، الجزء 1. , جامع البيان عن تأويل آي القرآن
  6. ^ ابن مهران العسكري (395هـ)، معجم الفروق اللغوية، مؤسسة النشر الإسلامي، صفحة 301. , معجم الفروق اللغوية
  7. ^ سليمان بن إبراهيم اللاحم (1999)، اللباب في تفسير الاستعاذة والبسملة وفاتحة الكتاب (الطبعة الأولى)، السعودية: دار المسلم للنشر والتوزيع، صفحة 214. , اللباب في تفسير الاستعاذة والبسملة وفاتحة الكتاب
  8. ^ سورة، آل عمران: آية 145. , القرآن الكريم
  9. ^ سورة، إبراهيم: آية 7. , القرآن الكريم
  10. ^ سورة، النساء: آية 147. , القرآن الكريم
  11. ^ سورة، الزمر: آية 7. , القرآن الكريم
  12. ^ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي مالك الأشعري، الرقم: 223، صحيح , صحيح مسلم
  13. ^ رواه النووي، في الأذكار، عن أبي هريرة، الصفحة : 113، حسن روي موصولاً ومرسلاً، ورواية الموصول إسنادها جيد. , الأذكار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *