الفرق بين الغيبة والنميمة وكيفية التوبة منهما

الفرق بين الغيبة والنميمة

الفرق بين الغيبة والنميمة اللتان تعتبران من أعظم الذنوب التي قد يرتكبها المسلم في حق أخيه، وتعني الغيبة ذكر العيوب الموجودة بالفعل في شخص ما وقد اجتمع القرآن الكريم والسنة النبوية على تحريم الغيبة وتم اعتبارها من الكبائر، أما النميمة تعني السعي بين الناس بالفتنة وسيء الكلام بهدف نشر الوقيعة بينهم.

مفهوم الغيبة والنميمة

تم تفسير الفرق بين الغيبة والنميمة من خلال مفهوم كل منهما كالآتي:

الغيبة

تم تعريفها على أنها ذكر الصفات الغير مستحبة في شخص ما أثناء غيابه، اشتقت كلمة الغيبة من الفعل اغتاب و المصدر اغتياب، قد تكون الغيبة ذات علاقة ببعض العيوب البدنية أو الدينية أو الأخلاقية، أو ذات صلة بزوجة أو ولد وكل ما يخص ذلك الشخص.

قد يغتاب الشخص غيره بالعديد من الطرق مثل اللسان أو بالكتابة أو عن طريق الإشارة باليد أو الإيماء بالرأس، وبهذا فقد تكون الغيبة إما بالتلميح أو التصريح كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف« قيل ما الغيبة يا رسول الله؟ فقال: ذكرك أخاك بما يكره، قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته»، ولابد من الإشارة إلى الفرق بين الغيبة والبهتان كما ذكره الحديث الشريف، فكانت الغيبة هي ذكر العيوب الموجودة بالشخص في غيابه، أما البهتان فهو ذكر العيوب الغير موجودة بالشخص ووصفه بما ليس فيه.

النميمة

تعني إيقاع الفتنة بين الناس ونشر الكلام الذي يهدف إلى حدوث الضرر وشيوع البغضاء والضغينة بين الناس، ومن أهم أمثلة النميمة نقل الأحاديث بين زوجين أو صديقين سواء كانت صادقة أو باطلة، من أشد أنواع النميمة النميمة عند الحاكم أو السلطان لما تحمله من خطورة على الأرواح وتعزز فرص تعرض الآخرين للبطش والأذى وربما الهلاك.

تنتشر الغيبة والنميمة بين الناس نظراً للعديد من الأسباب ومنها:

  • الحقد والحسد والشعور بالغيرة.
  • السخرية والاستهزاء وإهانة الكرامة.
  • ادعاء الكمال من خلال تقليل قيمة وقدر الآخرين.
  • إحداث الضرر والوقيعة بين الناس.
  • ادعاء الدعابة والفكاهة من خلال السخرية من عيوب الغير.

شاهد أيضاً: ما العلاقة بين الخوف والرجاء

الفرق بين الغيبة والنميمة

حمل مفهوم كلا من الغيبة والنميمة توضيح الفرق بين الغيبة والنميمة والذي تم التوصل إليه من خلال النقاط التالية:

  • الغيبة تصدر عن المغتاب ذاته، أما النميمة فهي كلمات صدرت عن شخص ما وتكون مسئولية النمام هي نقل هذه الكلمات إلى شخص آخر بهدف الوقيعة والضرر. 
  • قد تكون الغيبة مباحة في بعض الأمور، أما النميمة فلم يجيزها أي عالم من العلماء. 
  • قد تحدث الغيبة أحيانا بالقلب مثل سوء الظن،  أما النميمة فلا تتم سوى باللسان أو ما ينوب عنه مثل الرموز والإيماءات أو الإشارات والكتابة.  
  • من أهم شروط النميمة هو شرط الإفساد والذي قد لا يتوفر في الغيبة.

الفرق بين النميمة والفتنة

تحمل الفتنة نفس الهدف المقصود من النميمة، حيث تهدف إلى إشاعة الوقيعة بين الآخرين من خلال نقل الأحاديث فيما بينهم، تم تحريم الفتنة مثل النميمة و يعتبران من الكبائر ويزيد حجم العقاب مع زيادة حجم الضرر الناتج عنها. 

وقد ذكر الإمام الذهبي في كتاب الكبائر مدى عظم الفتنة ووصوله إلى مرتبة النميمة لما له من عظيم الضرر على الناس حيث قال «فكلّ من حرّش بين اثنين من بني آدم ونقل بينهما ما يؤذي أحدهما فهو نمّام من حزب الشيطان من أشر الناس».

الفرق بين الفضفضة والغيبة

قد يمر الإنسان ببعض المشكلات والعقبات سواء على نطاق الأسرة أو العمل مما يضطره إلى الفضفضة لأحد المقربين له، وقد يتضمن الحديث الغيبة لبعض الأشخاص، ومن المعروف مدى تحريم الغيبة ولا يجوز اللجوء إليها كأحد أنواع الفضفضة.

أما إذا كان الهدف من الحديث هو الحصول على النصيحة والاستشارة التي تعزز حسن التصرف، يمكن الاقتصار على وصف الموضوع بشكل مجمل دون الاستمرار في رواية التفاصيل التي تؤدي إلى الوقوع في الغيبة.

شاهد أيضاً: كيف نتعامل مع الجار ذي الخلق السيئ

الفرق بين الغيبة والنميمة والبهتان والإفك

يحمل كل منهم معنى يختلف عن الآخر، حيث تعني الغيبة هي ذكر العيوب الموجودة في شخص ما أثناء غيابه،  أما النميمة فهي نقل الكلام بين الأشخاص بهدف نشر الوقيعة بين الناس،  وتم تعريف الإفك هو نقل الكلام الذي تم سماعه عن شخص آخر ويتشابه إلى حد كبير مع الفتنة،  في حين أن البهتان يعني الحديث عن الشخص بما ليس فيه، وتجتمع كل هذه الكبائر في إحداث الضرر على الإنسان فضلاً  عن عظم العقاب الناتج عن مثل هذه الأمراض الاجتماعية.

الغيبة والنميمة في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة

ذكر القرآن الكريم والسنة النبوية الفرق بين الغيبة والنميمة في عدة مواضع وهي كالتالي:

  • ذكر الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم بصريح اللفظ في سورة الحجرات حيث قال سبحانه وتعالى« أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ»
  • كما حذر الله سبحانه وتعالى فاعلها وتوعده بالعذاب الشديد عند القيام بها بالهمز واللمز أو الإشارة، وذكر الله ذلك التحذير في مستهل سورة الهمزة حيث قال تعالى« وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ»
  • أما النميمة فقد تم التحذير منها باللفظ الصريح في سورة القلم حين قال سبحانه وتعالى «وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ*هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ*مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ»
  • وقد حذر الله من النميمة بمعناها في سورة التوبة، قال تعالى« يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ»
  • أما السنة النبوية فقد تناولت أيضاً الغيبة والنميمة في بعض الأحاديث التي تمت روايتها عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، فقد قال الرسول الكريم في النميمة« ألا أنبئكم ما العضة؟ هي النَّميمة القالة بين الناس)).
  • كما تحدث النبي الكريم عن الغيبة حين قال «من يضمن لي ما بين لحييه، وما بين رجليه أضمن له الجنة‏»

شاهد أيضاً: الإقرار بالنعمة ، والاعتراف بها في القلب يعد من

التوبة من الغيبة والنميمة

يفتح الله دائماً أبواب التوبة لعباده المخطئين، وعلى الرغم من عظم ذنب الغيبة والنميمة إلا أنه يمكن التوبة منها وذلك كالآتي: 

  • الاعتراف بالخطأ والذنب والشعور بالندم وذلك هو نصف طريق التوبة. 
  • تجنب اقتراف معصية الغيبة والنميمة فلا توبة مع الاستمرار في فعل الذنب. 
  • النية الخالصة لعدم العودة لمثل هذه التصرفات. 
  • طلب العفو والاستغفار ممن أخطأت في حقه، مع الحرص على الاستمرار في الاستغفار حال وفاة من أخطأت في حقه.
  • ذكر الله والدعاء والتوسل له بغية الغفران.
  • الاقتناع بمدى كراهة هذه الصفات والحرص على التخلص منها.
  • التغلب على هوى النفس وتذكيرها دائما بعقوبة الغيبة والنميمة التي تصل للحرمان من الجنة.
  • حسن اختيار الرفقة التي تجنب الوقوع في معصية الغيبة والنميمة.
  • الذكر الدائم لله لتطهير اللسان والقلب من هذه المعاصي.
  • عدم إتاحة الفرصة لمجالسة النمام والمغتاب وإغلاق باب مثل هذه المناقشات.

وبهذا فقد تم مناقشة الفرق بين الغيبة والنميمة من حيث المفهوم والأسباب ومدى الضرر الواقع على فاعلها من خلال الاستشهاد بالقرآن والسنة، كما تم توضيح أهم طرق التوبة والتخلص من هذه المعصية. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *