اين تقع ام الجماجم وأصل تسميتها وأهم المعلومات عنها

اين تقع ام الجماجم

اين تقع ام الجماجم ؟ هذه القرية التي تكاد المعلومات عنها قليلة جدّاً، وحتّى مجهولة بالنسبة لكلِّ غريبٍ عن المملكة العربيّة السعوديّة، بالرّغم من أنّ لها موقع متميّز ومفصليّ للقوافل المتّجهة برّاً من بلاد الشّام إلى الحج، حيث تُعتبر الممر الأهدأ والأجمل، واستراحة لكلّ مسافر، لينعم في كرم الضيافة وحسن الاستقبال.

ما هي أم الجماجم

أمّ الجماجم هي عبارة عن قرية يوجد فيها آبار طويلة تعود إلى عهود قديمة، وتتميّز بكثرة مائها، ولذلك كان يقطن فيها الكثير من البدو الرحل مع مواشيهم، وخاصّة وقت الصيف، حيث يقيمون 80 بيت شعر، ويرحلون عنها شتاءً. [1]

اين تقع ام الجماجم

تقع ام الجماجم في المملكة العربيّة السعوديّة، في الجهة الشماليّة من المملكة، وتحديداً في الجهة الشماليّة الشرقيّة من نجد، في قرية بين كلٍّ من حفر الباطن والإرطاويّة، في محافظة المجمعة التي تبعد عنها مسافة تقدّر بحوالي 120 كيلو متراً، ومركزها تابع لإمارة الرياض، وهي عبارة عن قريةٍ صحراويّة، وتبعد عن مدينة الرياض حوالي 317.08 كيلو متراً، وعن مدينة القصيم مسافة تقدّر بحوالي 363.54 كيلو متر مربّع، أمّا عن حفر الباطن فتبعد مسافة 210.12 كيلو متر مربّع. [3]

الطريق إلى أم الجماجم

إنّ كلّ قادم إلى المملكة العربيّة السعوديّة – بالبرّ عبر حدودها الشماليّة – بالتأكيد سيعبر الطريق المؤدّية إلى أمّ الجماجم، وكلّ مَن يذهب لأداء مناسك الحجّ أو العمرة بالتأكيد سيعبر من أمامها لكونها واقعة على طريق دولي في أحضان رمال صحراء الدهناء الذهبيّة، إذ تُعرف أمّ الجماجم بأنّها بوابة المنطقة الوسطى الشماليّة. [1]

أصل تسمية أم الجماجم

تعود تسمية أمّ الجماجم إلى بئر ماء موجودة في هذه القرية، يرتادها سكّان البادية وكلّ مَن يمر بها، وقد حصلت معركة كبيرة بين القوّات العثمانيّة وبين قبيلة مطير، ومع أنّ الكفّة والقوّة بالأسلحة وعدد المتحاربين تميل إلى العثمانيّين، كانت نتيجة الحرب التي انتهت بالانتصار على الأعداء، وحسم الانتصار لصالح قبيلة مطير، وتمّ رمي جميع جماجم الأعداء في هذه البئر، وسُميت باسم معركة أمّ الجماجم لكثرة جماجم الأتراك فيها، ومن يومها أصبح اسمها قرية (أمّ الجماجم). [2]

تأسيس أم الجماجم

تمّ تأسيس قرية أمّ الجماجم من قِبَل الشيخ بندر عبد العزيز الماجد الدرويش، وذلك عام 1386 هجري، وكان هذا بأمرٍ من ملك البلاد، الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود. وأمير أم الجماجم هو الشيخ عبد العزيز بن بندر الدويش، ويترأس مركزها حاليّاً نائب الأمير وأخيه الشيخ خالد بن بندر الدرويش. [2]

معركة أم الجماجم

عُرفت بـ(واقعة المعظمه)، وقد ذكر الرحّالة السويسري بوركهارت، والضّابط الإنكليزي سادلير هذه المعركة في مذكّراتهم، حيث وقعت معركة أمّ الجماجم في عام 1240هـ الموافق عام 1820م، في موقع آبار أمّ الجماجم، وكانت بين العثمانيّين الأتراك في عهد محمد علي باشا الوالي التركي في مصر، بقيادة خورشيد باشا، وقبيلة مطير بقيادة فيصل بن وطبان الدويش، وكانت الغلبة لقبيلة المطير، ويذكر عن هذه الحرب: [2]

  • القِوى المتقاتلة كانت من 2.500 إلى 4.000 مقاتل من الجانب السعودي، ومن 10.500 إلى 12.500 مقاتل من الجانب التركي.
  • الخسائر كانت 500 قتيل من الجانب السعودي، و8000 قتيل من الجانب التركي.
  • أبرز الفرسان الذين استشهدوا فيها وهم يدافعون عن مقدّساتهم وأوطانهم: (برغش بن هادي، هادي بن قرمله، عايض بن كدم رئيس عبيده، ابن شبعان الهاجري، وابن وحير العجمي، وتويم بن بصيص، بن دغيثر…) وغيرهم.

معلومات عن قرية أم الجماجم

لا بدّ من ذكر بعض المعلومات عن قرية أمّ الجماجم، وأبرزها:

  • يوجد في أمّ الجماجم آبار ماء عميقة، كان أهلها قديماً يستخرجون الماء بواسطة السواني التي مازال أثرها منحوتاً في صخورها، حيث تحتاج إلى شخصين، الأول يقوم باستخراجه والثّاني يقوم بسكبه، وعندما ينخفض منسوب الماء؛ فإنّه يتمّ نزول أحد الأشخاص إلى داخل البئر لتعبئة الإناء ومناولته للشخص الخارجي.
  • معظم الآبار الصخريّة في أمّ الجماجم اليوم مُهملة، وأغلبها تقع في الجهة الغربيّة منها.
  • الطريق الدولي الذي تقع عليه أم الجماجم اليوم كان يُعرف قديماً بـ(جادة الهبابية)، حيث عُرف في الماضي بطريق قوافل الإبل القادمة إلى الحج. [1]
  • حتّى اليوم مازالت موجودة المنازل الطينيّة القديمة التي نحتتها أيدي الأجداد بأشكالها الهندسيّة الجذّابة، وبرغم زحف الصحراء عليها والتي أحاطتها بكميات كبيرة، ما جعلها تُعطيها منظراً جميلاً وساحراً. [1]
  • تتميّز قرية أمّ الجماجم – وبالرّغم من وجود صحراء الدهناء في شمالها وشرقها – بقُربها من البراري، والتي جعلتها ذات مقصداً للمتنزهين، إضافة لقربها من الجندليّة ومنطقة الصمان التي تتحوّل لبساطٍ أخضر وقت الربيع. [1]
  • تُعاني أمّ الجماجم من زحف الصحراء، فبالرغم من أنّها كانت في الماضي أرض صخريّة، أصبحت اليوم تحت خطر محاصرة الصحراء لها، حيث تحوّلت إلى منطقة رمليّة، إذ تزداد بسبب هبوب الرياح فيها.
  • يوجد في قرية أمّ الجماجم مركز صحيّ يتبع لمستشفى الأرطاويّة، ويُعرف باسم (مركز صحي أم الجماجم)، ويوجد فيها فريق الهلال الأحمر السعودي.
  • يوجد في هذه القرية (جمعية أم الجماجم للخدمات الاجتماعيّة).
  • تشتهر أم الجمام بكثرة أشجار النخيل فيها، والتي تمتدّ على مساحاتٍ شاسعة.
  • ينبت في أم الجماجم شجر العاذر، وهو نبات رملي.
  • يوجد في أم الجماجم نادي سباقات الخيل، يُقام فيه بشكل دوريّ سباقات الفروسيّة، ورئيس النادي الأستاذ ماجد السبهان.

إنّ كلّ مَن يسأل اين تقع ام الجماجم نجيبه بأنّها إحدى القُرى الجميلة والمُدهشة الموجودة في المملكة العربيّة السعوديّة، التي كانت صخريّة وتتحوّل مع مرور الزمن إلى رمليّة، والتي ربّما لو تَلقى القليل من العناية والاهتمام وتسهيل بعض الخدمات فيها، لأصبحت واحدة من أجمل القُرى السّاحرة في البلاد.