بحث عن الصيام
جدول المحتويات
بحث عن الصيام ، معلومٌ أنَّ الصيامَ عبادةً جليلةً، وهي عبارة عن عبادة، وسيتمُّ تخصيص هذا المقالِ لكتابةِ بحثٍ تامِّ الأركانِ والشروطِ ليتمَّ الحديثِ عن الصيامِ، حيث سيتمُّ بيان تعريفه والحكمة من مشروعيته، وشروط وجوبه وصحته، كما سيتمُّ بيان أنواعه، وفضائله بشيءٍ من التفصيلِ.
مقدمة بحث عن الصيام
لقد خلقَ الله -عزَّ وجلَّ- الإنسانَ، وجعلَ الحكمةَ الأساسيةَ من خلقهِ هي عبادةُ الله -عزَّ وجلَّ- وحده من غيرِ شريكٍ، ودليل ذلك قول الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}،[1] ومن العباداتِ الفاضلةِ التي شرعها الله للمسلمينَ هي الصيام، والذي سيدور فلكُ الحديث في هذا البحث المتواضعِ عنه، وفيما يأتي ذلك:
تعريف الصيام
إنَّ الصيامَ في اللغةِ يأتي بمعنى الامتناعِ عن الشيءِ، أمَّا بالصطلاحِ الشرعي فهو عبارة عن الإمساكِ عن الطعامِ والشرابِ وسائرِ المفطراتِ من طلوعِ الفجرِ الصادقِ، حتى غروبَ الشمسِ، وإنَّ هذا التعريف مستنبطٌ من قولِ الله تعالى: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ ۚ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ ۗ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ ۖ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ ۚ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ۖ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ}.[2]
الحكمة من مشروعية الصيام
إنَّ الحكمةَ الأساسية من مشروعيةِ الصيامِ هي تحقيق التقوى، ودليل ذلك قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}،[3] وهناكَ عددٌ من الحكمِ التي ذكرها بعضُ أهلِ العلمِ، وفيما يأتي ذكرها:[4]
- يعدُّ الصيامُ وسيلةً من وسائلِ شكرِ الله -عزَّ وجلَّ- على نعمه؛ إذ أنَّ الإنسانَ لا يعرفُ قيمةَ الشيءِ إلَّا بعد فقدانهِ.
- يعدُّ الصيامُ وسيلةٌ من وسائلِ الابتعادِ عن كلِّ ما حرَّمه الله -عزَّ وجلَّ- إذ أنَّ الإنسانَ الذي يترك المباحَ لأجلِ الله، فإنَّ الأولى أن تنقاد له نفسه بتركِ المحرماتِ.
- يعدُّ الصيامُ وسيلةً من الوسائل التي تساعد الإنسان على التغلبِ على شهواتهِ.
- يعدُّ الصيامُ سببًا من أسباب العطفِ على الفقراءِ والمساكينَ؛ إذ أنَّه بتركِ الطعامِ والشرابِ يشعرُ بمعاناتهم.
- يعدُّ الصيامُ وسيلةٌ من وسائلِ تدريبِ الإنسانِ على مراقبةِ الله -عزَّ وجلَّ- فيقومُ بتركِ ما يهوى من الحرامِ.
شاهد أيضًا: معرفه احكام الصيام مثال على معرفه العبد
شروط وجوب الصيام وصحته
تختلفُ شروطُ وجوبِ الصيامِ عن شروطِ صحته، وهناكَ كذلك شروطًا مشتركةً في الوجوبِ والصحةِ، وفيما يأتي بيان ذلك بشيءٍ من التفصيلِ:[5]
شروط وجوب الصيام
إنَّ لوجوبِ الصيامِ على المرءِ، ثلاث شروطٍ، وفيما يأتي بيانها:
- البلوغِ، ودليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “رُفِعَ القلمُ عن ثلاثةٍ: عنِ النائمِ حتى يستيقظَ, وعن الصبيِّ حتى يحتَلِمَ, وعن المجنونِ حتى يُفيقَ”.[6]
- القدرة على الصيامِ، ودليل ذلك قول الله تعالى: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ}.[7]
- الإقامة، فيجوزُ للمسافرِ أن يُفطر، شريطةَ أن يقضي بعد الإقامة، ودليل ذلك قول الله تعالى: {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}.[8]
شروط صحة الصيام
حتى يكونَ الصيامُ صحيحًا، لا بدَّ من مراعاةِ عددًا من الشروطِ، وفيما يأتي ذكرها:
- النيةَ قبل الفجرِ؛ إذ أنَّ الصيامَ عبادة، وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “مَن لم يُجمعِ الصِّيامَ قبلَ الفجرِ فلا صيامَ لَهُ”.[9]
- الزمانِ القابل للصومِ؛ إذ أنَّ هناكَ أسامًا يحرمُ فيها الصيامَ.
شاهد أيضًا: لخص ما يتعلق باحكام النيه في الصيام
شروط وجوب وصحة الصيام
وهناكَ عددًا من الشروطِ التي لا يصح ولا يجب الصيام على من راعاها، وفيما يأتي ذكرها:
- الإسلام؛ إذ أنَّ الكافر لا تجب عليه العبادات، ولا تصحُّ منه إن قامَ بها، ودليل ذلك قول الله تعالى: {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}.[10]
- العقل؛ ودليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “رُفِعَ القلمُ عن ثلاثةٍ: عنِ النائمِ حتى يستيقظَ, وعن الصبيِّ حتى يحتَلِمَ, وعن المجنونِ حتى يُفيقَ”.[11]
- الطهارة من دمِ الحيضِ والنفاسِ، ودليل ذلك قول السيدة عائشة: “كُنَّا نَحِيضُ مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فلا يَأْمُرُنا به أوْ قالَتْ: فلا نَفْعَلُهُ”.[12]
مبطلات الصيام ومفسداته
هناك عددٌ من مفسداتِ الصيامِ، وفيما يأتي ذكرها:[13]
- الأكل والشرب عمدًا.
- الجماع.
- الاستمناء.
- القيءِ عمدًا.
- خروجُ دمُ الحيضِ أو النفاسِ من المرأةِ.
مستحبات الصيام
هناكَ عددٌ من المستحباتِ والآدابِ التي يُندب للمسلمِ مراعاتها، وفيما يأتي ذكرها:
- تأخير السحور، ودليل ذلك الحديث الذي رواه سهيل بن سعد الساعدي، حيث قال: “كُنْتُ أتَسَحَّرُ في أهْلِي، ثُمَّ تَكُونُ سُرْعَتي أنْ أُدْرِكَ السُّجُودَ مع رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ”.[14]
- تعجيل الفطور، ودليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “لا يَزَالُ النَّاسُ بخَيْرٍ ما عَجَّلُوا الفِطْرَ”.[15]
- الإفطار على رطبٍ أو تمراتٍ، ودليل ذلك قول أنس بن مالك -رضي الله عنه-: “كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يُفطِرُ علَى رُطَباتٍ قبلَ أن يصلِّيَ فإن لم تكن رُطَباتٌ فعلى تَمراتٍ فإن لم تَكُن حَسا حَسَواتٍ مِن ماءٍ”.[16]
- الدعاء عند الإفطار.
شاهد أيضًا: المريض الذي يرجى شفاؤه ويتضرر من الصيام يباح له الفطر وعليه كفارة. صح أم خطأ
مكروهات الصيام
هناكَ عددٌ من الأمور التي يُكره على الصائم فعلها، وفيما يأتي ذكرها:[17]
- المبالغة في المضمضة والاستنشاقِ عند الوضوءِ، ودليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “بالَغ في الاستِنشاقِ إلَّا أن تَكونَ صائمًا”.[18]
- قبلة الزوجةِ أو لمسها بشهوةٍ، لمن لا يملكُ نفسه.
- مواصلة الصيامِ ليومينِ أو أكثر.
أنواع الصيام
يختلفُ نوعُ الصيامِ باختلافِ حكمِ التكليفي له، وفيما يأتي بيان ذلكَ بشيءٍ من التفصيلِ:
صيام الفريضة
وهو كلُّ صيامٍ يكونُ واجبًا على من تحقق به شروط وجوب الصيامِ، مثلَ:[19]
- صيامِ شهر رمضان الفضيل.
- صيامَ القضاءَ على من أفطرَ في شهرِ رمضانَ الفضيل.
- صيام الكفارات.
شاهد أيضا: متى فرض الصيام على المسلمين
صيام التطوع
وهو كلُّ صيامٍ غيرَ واجبٍ على المسلمينَ، بل يُستحبُّ لهم، ويكونُ إمَّا قد ورد نصٌ شرعيٌ باستحاب صيامه على وجهٍ مخصوص، أو لم يرد، وفيما يأتي بيانُ الأيامِ التي يُستحبُّ صيامها على وجهٍ مخصوصٍ:[20]
- صيام يومِ عرفة.
- صيام عاشوراء.
- صيام ستة أيام من شهر شوال.
- صيام أيام البيض من كلِّ شهر.
- صيام الاثنين والخميس.
متى يكون الصيام حرامًا
يكونُ الصيامُ حرامًا في في ثلاث حالاتٍ، وفيما يأتي ذكرهنَّ:[21]
- صيام المسلم يومي العيد، أي عيد الفطرِ وعيد الأضحى.
- صيام المسلم لأيام التشريق.
- صيام الحائض والنفساء.
فضل الصيام
هناكَ عددٌ من الفضائل التي رتبها الشرع الحنيف على الصيام، وفيما يأتي ذكرها:[22]
- لقد أضاف الله -عزَّ وجلَّ- الصيامَ فيما قاله في الحديث القدسي: “كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ له إلَّا الصَّوْمَ، فإنَّه لي وأنا أجْزِي به، ولَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِن رِيحِ المِسْكِ”،[23] لنفسه، مما يدلُّ على عظمِ فضلهِ.
- لقد بيَّن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- أنَّ الصيامَ سببٌ في نيل المسلمِ للشفاعةِ يومَ القيامةِ، ودليل ذلك قوله: “الصيامُ والقرآنُ يشفعانِ للعبدِ يومَ القيامَةِ”.[24]
- لقد بيَّن الله -عزَّ وجلَّ- أنَّ الصيامَ سببٌ في مغفرةِ ذنوبِ العبدِ، حيث قال: “وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا”.[25]
شاهد أيضًا: موضوع عن الصيام قصير
خاتمة بحث عن الصيام
إنَّ الصيامَ عبادةٌ عظيمةٌ شرعها الله -عزَّ وجلَّ- لكلِّ من تحققت فيه شروط وجوبُ وصحةَ الصيامِ، ولم يُطلق الله -عزَّ وجلَّ- هذه العبادة، بل جعلها مقيدةً بأركانٍ وشروطٍ ومستحباتٍ، وجعل واجبٌ في بعض الحالاتِ، ومحرمٌ في حالاتٍ أخرى، كما أنَّه جعله مستحبٌ في حالاتٍ أخرى، كما أنَّه قد رتَّب عليه أجرًا عظيمًا، وفضلًا كبيرًا بنصِّ القرآنِ الكريمِ والسنة النبوية المطهرة.
وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي يحمل عنوان بحث عن الصيام ، وقد تمَّ فيهِ عملَ بحثٍ تامِّ الأركانِ والشروطِ، حيث تمَّ اشتماله على مقدمةٍ ومحتوىً وخاتمة، وتمَّ تناول موضوعُ الصيامِ فيه وبيان أحكامه بشيءٍ من التفصيلِ.