تعريف الحوار وانواعه وشروطه

تعريف الحوار وانواعه وشروطه ، حيث يعتبر الحوار أحد الطرق الرئيسية لتبادل المعلومات والخبرات بين الأفراد والمؤسسات، ويجب على كل من يخوض في الحوار أن يكون مستعداً لتقبل نتائج الحوار، وأن يكون منفتحًا على أي رأي، بالإضافة إلى الالتزام بمجموعة من الشروط والقواعد، سيبين المقال تعريف الحوار وأهم انواعه، بالإضافة إلى الشروط الرئيسية لخوض حوارٍ ناجحٍ ومثمرٍ.

تعريف الحوار

هو النشاط الذي من خلاله يتحدث الناس مع بعضهم البعض عن موضوع معين ما، بهدف الإفصاح عن أفكارهم أو آرائهم، أو من أجل تبادل وجهات النظر، أو محاولة الوصول إلى حلٍّ لمشكلة أو لخلاف، أو لمجرد مناقشة فكرة أو موضوع متداول، كما يعرف الحوار بأنه نقاش صحي بين عدة أطراف حول مواضيع معينة، تكون وجهات النظر مختلفة بين المتحاورين وهدفهم من الحوار هو الوصول إلى الحقيقة.

شاهد أيضًا: كم ركن للحوار وما هي انواع الحوار وادابه واهميته ؟

أنواع الحوار

من الممكن تصنيف الحوار إلى أنواع مختلفة باستخدام عدة تصنيفات وهي: حسب أسلوب الحوار، وحسب طبيعة الموضوع.[1]

أنواع الحوار بناء على الأسلوب

بالاعتماد على أسلوب الحوار، يمكن تصنيف الحوار إلى ما يلي:

• حوار جماعي منظم: في هذا النوع من الحوارات الجماعية، يتم تحديد موضوع الحوار للمشاركين ويتم تخصيص إطار زمني لإنهاء الحوار.
• حوار جماعي غير منظم: في هذا النوع من الحوارات الجماعية، وعلى عكس الحوارات المنظمة، يقرر المشاركون في الحوار أنفسهم الموضوع بعد موافقة جميع المشاركين.
• تحديد الأدوار: يتم في هذا النوع من الحوارات الجماعية إعطاء المشاركين أدوارًا محددة للعبها في أثناء الحوار والنقاش.
• حوار جماعي مع قائد معين: يتم ترشيح شخص كقائد ومسيّر للحوار، ليقوم بتلخيص الأفكار أو الحلول التي تمت مناقشتها في نهاية الحوار، ومن الممكن ترشيح القائد من قبل أعضاء المجموعة أنفسهم.

أنواع الحوار بناء على طبيعة الموضوع

يمكن أيضًا تصنيف حوارات المجموعة بناءً على الموضوع المخصص للمناقشة، هناك ثلاثة أنواع من الحوارات بحسب الموضوع وهي:

• الحوارات المثيرة للجدل: هي الحوارات التي لديها القدرة على إثارة الجدل بين أطراف الحوار، من خلال طرح موضوعات تجعل المناقشة محتدمة، حيث يتم تقديم الحجج والحجج المضادة.
• الحوارات المجردة: يتم في هذه الحوارات طرح موضوعات غامضة أو غير واضحة.
• حوارات دراسة الحالة: في هذه الحوارات يتم طرح مشكلة على المشاركين في الحوار، ليقوموا بتحليل الموقف والتفكير في أشكال مختلفة لحل المشكلة.

شاهد أيضًا: من أهداف الحوار الوطني تصحيح المواقف السلبية

شروط الحوار الناجح

هناك العديد من الشروط المهمة والضرورية لكي يكون الحوار ناجحًا وذا مغزى، وهي:[1]

• الشخصية الإيجابية: تعد المناقشات الجماعية أداة فعالة لتقييم الشخصية العامة للفرد، ولا تشمل الشخصية المظهر الخارجي فحسب، بل تشمل أيضًا السمات التي يمتلكها المرء، وبالتالي، أثناء الحوارات الجماعية، يتم تقييم أسلوب التحدث والموقف تجاه الآخرين وأسلوب العرض، لذلك يحتاج المرء للتمتع بشخصية إيجابية أثناء الحوار من أجل خلق انطباع إيجابي لدى أطراف الحوار.
• مهارات التواصل: يكمن مفتاح الحوار الجماعي الناجح في القدرة على التواصل بشكل فعال من خلال المهارات اللفظية وغير اللفظية للفرد، فأثناء الحوار يحتاج المرء إلى التعبير عن الأفكار والآراء بشكل منطقي وواضح، فحتى الأفكار الرائعة والمعرفة السليمة ستكون عديمة الفائدة ما لم يتم التعبير عنها بشكل صحيح، لذلك يحتاج المرء لامتلاك مهارات الخطابة الجيدة مع مفردات سليمة، وإلى جانب كونه متحدثًا جيدًا، يحتاج المرء إلى أن يكون مستمعًا جيدًا لأنه في الحوارات الجماعية لا يحتاج المرء إلى التحدث فقط، ولكن يجب الأخذ بعين الاعتبار ما يقال من قبل الآخرين.

شاهد أيضًا: حوار عن امن الوطن قصير مع بيان عناصر الحوار وشروطه

فوائد الحوار

هناك العديد من الفوائد التي يعود بها الحوار على المشاركين فيه، وأهمها:[2]

• فهم أفضل للموضوع: يقدم الحوار فرصةً عظيمةً للمتحاورين كي يتعمقوا في موضوع الحوار من أجل فهمه بشكل أفضل،كما أنه يوسع أفق المعرفة والتعلم، بالإضافة إلى ذلك، فإنه يوفر فرصة للمشاركين لتحسين قدراتهم على التفكير النقدي وتطوير مهاراتهم التحليلية.
• حل المشكلات: نظرًا لأن الحوار يجمع بين مجموعة من الأشخاص الذين لديهم آراءً متنوعةً، فمن الممكن أن يكون أحد الطرق المناسبة للتوصل إلى حلول للمشكلات، ولأن الأشخاص يطرحون في الحوار مجموعةً واسعةً من الأفكار، فإن الحوار يساعد في تغيير طريقة التفكير من وجهة نظر ضيقة إلى رؤية أوسع، مما يمهد الطريق نحو الوصول إلى حلول.
• تحسين مهارات الاستماع وزيادة الثقة بالنفس: نظرًا لأن الحوارات تستلزم المساهمة وطرح الأفكار والآراء، يتعين على المشاركين الاستماع باهتمام إلى ملاحظات الآخرين، لذلك تعد الحوارات الجماعية طريقة رائعة لتعزيز مهارات الاستماع، وكذلك تعزيز ثقة المتحدثين من خلال إشراكهم وتشجيعهم على التعبير عن أفكارهم.
• تعزيز مهارات التواصل والتعامل مع الآخرين: في حين أن أحد جوانب الحوار هو أنه يشجع الناس على مشاركة معارفهم، فإن الجانب الآخر المهم هو أنه يتيح الفرصة للأشخاص لبناء مهارات التواصل الخاصة بهم، إذ يتعلم المشاركون في الحوار كيفية التعبير عن أفكارهم مع احترام وجهات نظر الآخرين، وهذا بدوره يساهم في تنمية المهارات الشخصية بين مجموعة الأقران.
• تعزيز روح الجماعة لدى الفريق: تساعد الحوارات في تطوير العمل الجماعي لدى أعضاء الفريق، وهو مهم للغاية من أجل نجاحهم في مهامهم، حيث يساعد العمل الجماعي على زيادة التسامح والاحترام تجاه الآخرين، وكذلك تطوير القدرة على التوصل إلى استنتاجات بالإجماع.

شاهد أيضًا: ما الفرق بين الحوار والجدال

آداب الحوار

هناك العديد من الآداب والقواعد التي من الجيد الالتزام بها عند التحاور مع الآخرين أهمها:[3]

• الحوار هو شارع ذو اتجاهين: فالقاعدة الأولى في الحوار هي التحدث والاستماع، فلا يجب على أحد الأطراف التحدث طوال الوقت دون إعطاء الفرصة للآخرين كي يطرحوا أفكارهم أو آراءهم.
• الالتزام بالتهذيب: فمن الجيد أثناء الحوار الالتزام بالمصطلحات الودودة، ومعاملة الآخرين بلطفٍ وتهذيب، مع الحرص على عدم قول أي شيء جارح لأحد أطراف الحديث.
• تجنب الموضوعات المثيرة للجدل: فإن طرح هذا النوع من المواضيع قد يقود إلى جدال، ومن دون القدرة على الوصول إلى نتيجة مفيدة، وقد تؤدي إلى تخاصم أطراف الحوار.
• التركيز على ما يقال: من أجل إيجاد الرد المناسب على ما قاله شخص ما، يتوجب الاستماع إليه بشكل جيد، وعدم التوقف عن متابعته، والتفكير بالرد المناسب.
• إنهاء الحوار بطريقة مهذبة: حتى لو كان الحوار مزعجًا أو مملاً بالنسبة للشخص، فمن الجيد وضع حدٍّ له بطريقة مهذبة ومن دون تجريح الأطراف الأخرى.

شاهد أيضًا: الحوار الذي يجري بين أبناء الوطن يعرف بالحوار

وفي الختام فقد قدم المقال تعريف الحوار وانواعه وشروطه ، كما بين أهمية الحوار وفوائده للفرد ولفريق العمل من أجل إيجاد الحلول للمشاكل، ومن أجل الوصول إلى الاستنتاجات الصحيحة.