ما الفرق بين الحوار والجدال

ما الفرق بين الحوار والجدال

ما الفرق بين الحوار والجدال، هو سؤالٌ لا يمكن تجاوزه من دون معرفة أسس التّواصل اللفظي الصّحيح، والمبني على أنّ كلّ فردٍ يطرح ما لديه من أفكارٍ، ويعرضها على من يُقابله، لبتمّ تبدال الأفكار في وسطٍ يقوم على الإحترام وحرّية الكلام من غير مُقاطعةٍ أو استهزاءٍ بالطّرف الآخر، عندها يُصبح الكلام مدروسًا ولبقًا ويدلّ على ثقافة الشّخص وأدبياته في التّعامل، ويكون شخصيّة راقية، صاحب فكرة، يزرع في القلوب محبته.

مفهوم الحوار والجدال

الحوار  هي كلمة تدّل على الاسم، والجمع منه حوارات، وهو في اللّغو النّقاش وقيل الجِدال، وهو حديثٌ يجري بين شخصين أو أكثر، وعندما يُقال تحاور القوم أي تبادلوا الحديث بينهم، وحاور فلانًا أي جاوبه وبادله الكلام،[1] لذلك قال الله  تعالى في مُحكم  كتابه : ” قالَ لَهُ صاحِبُهُ وَهُوَ يُحاوِرُهُ” [2] أي جاوبه، وأمّ الجِدال فهو من جَدَلَ وهو المناقشة  والحِوار والخِصام، حيث قال سبحانه: “وَلاَ تُجَادِلُوا أَهْلَ الكِتَابِ إِلاًّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ”[3]فالله -تعالى- طَلَبَ من المسلمين تبادل الكلام والمناقشة مع أهل الكتاب  بالأسلوب الحسن مدعاة لإسلامهم، فالجِدال شدّة الخصوم بالباطل،[4]وفيما يأتي سيتكلّم المقال عن الإجابة عن سؤال ما الفرق بين الحوار والجدال اصطلاحًا.

ما الفرق بين الحوار والجدال

ما الفرق بين الحوار والجدال ، ما هو إلّا فرقٌ ما بين طبيعة الشّخص المتكلم، وأدبيّاتة في الكلام، لذلك سيستعرض المقال الفرق بينهما، من حيث المفهوم، وغيرها من الدلائل الدّالة على كلّ منهما، حتى يسمّى حوارًا أو جدالًا، فيما يأتي: [5]

الحوار

هو المراجعة في الكلام، وتداوله  بين شخصين أو أكثر، لكلٍّ منهما أفكاره وآراؤه الخاصّة، حيث يتمّ  الحديث بينهم بطريقة مُتكافئة تتّصف بالهدوء والبعد عن الغضب، بهدف الوصول إلى لغة مُشتركةٍ ومفاهيم متقاربةٍ، ليس الهدف منها إلّا إقناع أحد الطّرفين للآخر، وقد ينتهِ الكلام بينهم بالمُحافظة على  فكرةٍ كلّ واحدٍ مُقتنعًا بها.

عناصر الحوار

ما الفرق بين الحوار والجدال ، هو سؤالٌ يُطرح في المُناظرات الكلامية، لمعرفة ماهيّة كلّ كلمة، فكلا الطّرفين يَعرض ما لديه من أفكار ويسترسلها في كلامه، وإذا احتاج الموقف لمراجعة أحد الأقوال فيمكنه ذلك، إلّا أنّ الحوار يكون الهدف منه إظهار الحقّ، وأمّا الجدال فلا، فالمُجادل يسعى لإثبات كلامه، وهدم قولِ الآخر، سواءً أكان على حقٍّ أم باطلًٍ، لذا لا يُمكن أن يقوم الحوار إلّا بوجود عناصره الأساسية، فإذا فُقدت تحوّل الحوار إلى جِدالٍ عقيمٍ، ومنها:

  • وجود هدفٍ مُحددٍ، يُحافظ عليه كلا الطّرفين حتى يكون النّقاش سليمًا، وبعيدًا عن العصبيّة
  • اختيار الوقت والمكان المناسبيْن للحِوار.
  • المحافظة على أساسيات الحِوار وهي المناقشة المُهذبة، باستخدام ألفاظٍ مُناسبة، بعيدة عن الشتائم والعُنف.
  • احترام  كلا الطرفين للآخر في أثناء الحِوار.

الجِدال

من خلال تعريف الحوار يتضح جواب ما الفرق بين الحوار والجدال ، وأمّا الجدال فقد عرّفه أحد العلماء بأنّه “هو دفع المرء خَصْمه عن إفساد قوله بحجّة أو شبهة، أو يقصد به تصحيح كلامه، وهو الخصومة في الحقيقة”، وقيل هو المُدافعة لإسكات الخصم، وقد بيّن الإسلام في منهجه أنّ للجِدال نوعان، منه ما هو محمودٌ، والآخر مذمومٌ.

فإذا كان الهدف منه تحقيق الحقِّ، وإظهاره باستخدام  أدلّة وبراهين على صدق الحديث، فهذا جِدالٌ محمود، أمر الله-تعالى- به نبيّه محمّد-صلى الله عليه وسلم حينما أوصاه بدعوة النّاس في الحكمة والجِدال الحسن، حيث قال سبحانه: “وقد أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بهذا الجدال في قوله تعالى: ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ”.[6]وأمّا الجدال المذموم فهو الجِدال الذي يكون الهدف منه تقرير الباطل بعد أن يكون الحقّ قد كان ظاهرًا، وقد حذّر الله-تعالى- من هذا النّوع، ونهى عنه، حيث قال سبحانه: “وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ”[7][8]

ما الفرق بين الحوار والجدال ، هو سؤالٌ مكنونه في خطاب المُتكلّمين، وكيف يكون الحديثُ بينهم، فإن التزموا بالحقّ كان الحوار والجِدال سليمًا، وإن كان غير ذلك فهذا الجِدال المذموم المنهيّ عنه.

المراجع

  1. ^ almaany , الحوار في المعجم , 27-9-2020
  2. ^ سورة الكهف , آية رقم 37 , 27-9-2020
  3. ^ سورة العنكبوت , آية رقم 46 , 27-9-2020
  4. ^ almaany , تعريف الجدال , 27-9-2020
  5. ^ alukah , تعريف الحوار , 27-9-2020
  6. ^ سورة النحل , آية رقم (125) , 27-9-2020
  7. ^ سورة الحج , آية رقم (3) , 27-9-2020
  8. ^ dorar , أقسام الجدال , 27-9-2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *