حكم الاذان في اذن المولود .. صيغة الأذان في أذن المولود
جدول المحتويات
حكم الاذان في اذن المولود هو من الأسئلة المُتعلّقة بسُنَن المولود الجديد التي سنَّها رسول الله-صلى الله عليه وسلم-في سنّته النّبوية التي تُعدُّ المصدر التّشريعي الثّاني من بعد القرآن الكريم، فالرّسول-عليه الصّلاة والسّلام- لا ينطق عن الهوى، فما جاء به هو وحيٌّ يُوحى من الله-تعالى- لتكون المصدر الموضّح للقرآن الكريم بما حوت من أحكام تفصيلية، وعباداتٍ تشريعية.
أحكام المولود الجديد
حرصت الشّريعة الإسلامية على الإهتمام بالمولود قبل مجيئه، بِدءًا من حُسن اختيار الزّوجين لبعضهما البعض وانتهاءً بوضع المولود، وما يتخلّل هذه الفترات من حُسن بناء البيت على المودّة والرّحمة، ومعرفة كلًّا من الزّوجين حقوق وواجبات أحدهما على الآخر، وما يترتّب عليه من حُسن التّعامل، وتلبية حاجات كلّ طرفٍ على الآخر،؛ حتى ينشأ المولود في حضن والدين تشّع المحبة بينهم، وقد سن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- سُنَنًا وأحكامًا كثيرة لقدوم المولود، ومنها:[1]
- التأذين في أذن المولود اليمنى، والإقامة في أذنه اليسرى.
- تحنيك المولود بتمرةٍ تُمضغ له.
- حلق رأس المولود والتصدق بوزن الشّعر من الفضة.
- العقيقة وهي ذبح شاتين عن الغلام الذّكر، وشاة عن الأنثى.
- حُسن التّسمية
- ختان المولود
حكم الاذان في اذن المولود
حكم الاذان في اذن المولود هو من السُنن النّبوية التي سنّها النّبي-عليه السّلام- وهذا ما ذهب إليه أكثر أهل العلم من الشّافعيّة والحنابلة والحنفية، حيث قال الإمام النّووي: (السّنة أن يؤذّن في أذن المولود عند ولادته ذكرًا كان أو أنثى، ويكون الأذان بلفظ أذان الصَّلاة) وقال ابن قدامة -رحمه الله في- كتابه المغني (قال بعض أهل العلم: يستحب للوالد أن يؤذن في أذن ابنه حين يولد، لما روى عبد الله بن رافع عن أمه أن النّبي صلى الله عليه وسلم أذن في أذن الحسن حين ولدته فاطمة)[3] وأمّا الإمام الشّافعي فقال بكراهة بذلك، حيث جاء في مواهب الجليل للحطاب المالكي رحمه الله: (كره مالك أن يؤذن في أذن الصّبي المولود)[2]
الحكمة من الأذان في أذن المولود
إنّ حكم الاذان في اذن المولود مستحبٌ؛ لأنّه من السُّنن النّبوية التي سنّها رسول الله-صلى الله عليه وسلم- وفعلها الصّحابة من بعده-رضوان الله عليهم- حتى الخلفاء الرّاشدين، وأمّا الحكمة من ذلك، فهي:
- حتّى يكون أوّل ما يسمعه الإنسان الأذان الذي يُقرِع القلوب بعظمة الله-تعالى- وأن ترتكز الشّهادة التي تُعدّ شعارًا الإسلام عند بدء حياته الدنيوية، وأن يُلقّن كلمة التّوحيد التي هي أصل الدّين الإسلامي.
- فِرار الشّيطان من كلمات الأذان، فالشّيطان يكون مُترصّدًا لهذا الإنسان الذي وُلِد، فعندما يسمع الأذان يضعف ويهرب.
- أن تُزرع في قلب المولود فطرة الله-تعالى- التي فطر النّاس عليها وهو التّوحيد، وأن يتصبّغ بصِبغة الإسلام، فيستلم الأمانة في حمل همّ الدّين الإسلامي والدّعوة إليه.[4]
صيغة الأذان في أذن المولود
جاء إجماع أهل العلم على أنّ حكم الاذان في اذن المولود اليُمنى هو سنّة مُستحبة عن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- لما رواه الحاكم عن أبي رافع قال: “(رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن في أذن الحسن بن علي حين ولدته فاطمة)” أمّا الإقامة في أذن المولود اليسرى؛ فلم ترد أحاديث صحيحة في ذلك، وأغلب الأحاديث الواردة في ذِكر الإقامة بالأذن اليسرى للمولود فهي موضوعةٌ أو ضعيفةٌ، و الصّحيح الثابت من الأحاديث هو فقط الأذان في الأذن اليمنى.[5]
وأمّا صيغة الأذان في أذن المولود اليُمنى فهي صيغة الأذان المعهودة منذ عهد الرّسول الكريم وهي قول المسلم: (الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، حي على الصّلاة، حي على الصّلاة، حيّ على الفلاح، حيّ على الفلاح، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله)
وفي ختام المقال، فإنّ حكم الاذان في اذن المولود اليُمنى سنّة مُستحبة عن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- وأغلب الأحاديث الواردة في الإقامة في الأذن اليُسرى فهي إمّا ضعيفةٌ أو موضوعة.