حكم الحاق الاذى بالجار وحق الجار في الإسلام

حكم الحاق الاذى بالجار

حكم الحاق الاذى بالجار من الأحكام المهمة التي يبحث عنها الكثير من الناس، حيث يعد الجيران من أكثر الناس الذين نراهم بشكل دائم، كما أنه يوجد العديد من الأشخاص الذين يجلسون مع جيرانهم أكثر مِن ذويهم؛ وذلك لأن الجار سكنه أقرب مِن الأهل على الغالب ويراه كل يوم، وللجيران حقوق حث عليها الشرع ولهم واجبات أيضًا، فيجب أن لا يستهين أحد بحقوق الجيران وواجباتهم، وقد اهتمت الشريعة الإسلامية بحقوق الجار بصورة جلية، ودلالة ذلك أنّ الرسول محمد -صلّى الله عليه وسلّم- كان يُوصي أصحابه بالحفاظ على حقوق الجار لِما في ذلك مِن الطمأنينة والسعادة وانتشار الألفة والمحبة بينهم.

حكم الحاق الاذى بالجار

من الجدير بالذّكر أنّ للجار حقوق سيتمّ بيانها بعد بيان حكم الحاق الأذى بالجار، حيث يعدّ إيذاء الجار من الكبائر، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره”،[1] ولقوله -صلى الله عليه وسلم-: “والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، قيل: من يا رسول لله؟ قال: الذي لا يأمن جاره بوائقه”.[2][3]

حق الجار في الإسلام

وبعد أن تم التعرف على حكم الحاق الاذى بالجار لا بُدّ من التعرف على حُقوق الجار في الشريعة الإسلامية؛ فقد تَناول الدين الإسلامي حقوق الجار وفصّلها، فالجار له حقٌ عظيمٌ في الإسلام، وفيما يأتي بيان حقوق الجار في الإسلام:[4]

  • الإحسان إلى الجار في القول والعمل.
  • مشاركة الجيران أحزانهم وأفراحهم.
  • الوقوف مع الجار في مواقفهم الصّعبة.
  • ستر عورته إذا كُشفت.
  • المحافظة على أسرار بيته وعدم إفشائها.
  • مواساته عند وقوعه في مصيبة معيّنة.
  • تلبية دعوته؛ سواء كانت كبيرة أم صغيرة.
  • تفقّده على الدوام، ومعرفة احتياجاته وتلبيتها على الفور وبقدر الإمكان.
  • منع الأذى إذا تعرضوا إليه.
  • عدم إساءة الظن به.
  • تعليمه العلم الشرعي الصحيح.
  • التعاون معه والمبادرة بالسلام عليه.

مفهوم الجار لغة واصطلاحا

لا بُدّ من التعرف على مفهوم الجار في اللغة والاصطلاح ليكون حكم الحاق الاذى بالجار واضح وجلي، وفيما ياتي بيان ذلك:

مفهوم الجار في اللغة

الجار هو المُجاور في السكن، وجمعه جيران، ويُقال: جاوره مجاورةً وجواراً، والاسم منه الجوار بالضمّ، ومعناه الملاصقة في السكن، ونَقَل ثعلب عن ابن الأعرابي قوله: الجار هو الذي يُجاورك مُجاورةً بيتٍ لبيت، والجار هو الشريك في البيت، والجار هو الذي يجير غيره أي: يخاف عليه ويؤمنه ويحميه من كل اذى، والجار المُستجير أيضًا هو الذي يَطلب الأمانَ والحماية.[5]

مفهوم الجار في الاصطلاح

مِن مَعاني الجار الحليف لملاصقه، والناصر له، وقد يأتي بمعنى الزوج والزوجة، ويُقال أيضًا جارة؛ وتعريف الجار في الاصطلاح، هو الإنسان الذي يسكن ملاصقة لغيره، ويكون حسن التصرف والمعاملة وهذا هو المعنى العام للجار، حيث قال الأزهري: ولمّا كان الجار في اللغة محتملاً لمعانٍ مختلفة وجب طلب دليل؛ لقوله عليه الصلاة والسلام: “الجار أحق بصقبه”[6]؛ ممّا يدل على أنّ المقصود بالجار الملاصق، واستجاره طلب منه أن يأمنه ويحميه فأجاره.[7]

فضل الإحسان إلى الجار

إنّ فضل الإحسان إلى الجار مرتبط بعنوان: حكم الحاق الاذى بالجار ، فللإحسان إلى الجار فضلٌ عظيمٌ في الشّريعة الإسلامية، حيث أمر الإسلام بمُراعاة هذه الحقوق بحمايته والوقوف معه في السراء والضراء وعدم إيذائه، ودلالة ذلك، أنّ الإحسان إلى الجار وارد في القرآن الكريم ومقرون بالأمر بعِبادة الله سبحانه وتعالى، وبالإحسان إلى الوالدين، قال تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا}.[8][9]

بيّنا في هذا المقال حكم الحاق الاذى بالجار ، كما بينا فضل الإحسان إلى الجار مع بيان حقوقه وواجباته، وقد تبيّن أنّ أذى الجار من الكبائر، ولهذا أوصى الرّسول -عليه السّلام- بسابع جار.

المراجع

  1. ^ الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 6136 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
  2. ^ الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترغيب الصفحة أو الرقم: 2550 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
  3. ^ www.islamweb.net , أذى الجار من الكبائر , 26-11-2020
  4. ^ www.alukah.net , حقوق الجار , 26-11-2020
  5. ^ أحمد بن محمد بن علي الفيومي ثم الحموي، أبو العباس (المتوفى: نحو 770هـ)، المصباح المنير في غريب الشرح الكبير (الطبعة الأولى)، بيروت: المكتبة العلمية، صفحة 114، جزء 1 , 26-11-2020
  6. ^ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أسلم القبطي أبو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، الصفحة أو الرقم: 6980، صحيح
  7. ^ أحمد بن محمد بن علي الفيومي ثم الحموي، أبو العباس (المتوفى: نحو 770هـ)، المصباح المنير في غريب الشرح الكبير (الطبعة الأولى)، بيروت: المكتبة العلمية، صفحة 114، جزء 1 , 26-11-2020
  8. ^ سورة النساء , 36
  9. ^ أحمد عساف (1986م)، الحلال والحرام في الإسلام (الطبعة الخامسة)، بيروت: دار إحياء العلوم، صفحة 536 , 26-11-2020