حكم تمني الموت .. هل يجوز تمني الموت للمريض وللغير؟

حكم تمني الموت

حكم تمني الموت هو حكم من الأحكام الشرعية التي لا بد للمرء أن يعرفها، فكلّ إنسان في هذه الحياة يمر بفترات من الضيق والهم يتمنى أنَّه لم يولد، وتصل به الشدة إلى أنّ يتمنى الموت، لذا لابد من التعرف على حكم تمنّي الموت ورأي دين الإسلام في ذلك، وفي هذا المقال سنتعرّف على حكم تمني الموت، وحكم تمني الموت للمريض، وحكم تمني الموت للغير.

حكم تمني الموت

مهما ضاقت حال الانسان، وتكاثرت على قلبه الهموم، فلا بد من وجود مخرج من هذا الضيق، وحلاً لهذه الهموم، فلابد للإنسان في هذه الأحوال أن يلجأ لوجه الله الكريم بالدعاء بالفرج وإزالة الكرب، أمّا أنّ يتمنى الإنسان الموت بسبب الكرب واعتقاده أنّ مشكلته لا حل لها سوى الموت فهو شيء نهى عنه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وأمرنا بالابتعاد عنه أو عن الدعاء على النفس بالموت أو الفناء، ودليل ذلك في قول رسول الله-صلّى الله عليه وسلّم-في حديثه الشريف: “لا يَتَمَنَّيَنَّ أحَدُكُمُ المَوْتَ مِن ضُرٍّ أصابَهُ، فإنْ كانَ لا بُدَّ فاعِلًا، فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ أحْيِنِي ما كانَتِ الحَياةُ خَيْرًا لِي، وتَوَفَّنِي إذا كانَتِ الوَفاةُ خَيْرًا لِي”[1]، فالحل عند الضيق هو اللجوء إلى الله-سبحانه تعالى-بالدعاء فإن كان فقيرًا يغنيه، وإن كان تعيسًا أو كئيبًا يطرح الراحة والسكينة في قلبه، ويطرح البركة والخير في حياته، والله تعالى أعلم[2].

حكم تمني الموت للمريض

إنَّ الحياة دار اختبار، وهي دار الفناء لا البقاء، فهنيئًا لمن عاش فيها صابرًا محتبسًا شاكرًا الله على السراء والضراء، فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: “وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعون”[3]، فإن حكمُ تَمني الموتِ للمريض هو أيضًا من الأمور التي نهى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحتى لو كان سبب الدعاء بالموت هو المرض فلابد للإنسان أنّ يصبر على ما أصابه ويحمد الله على كل أحواله، فإن في ذلك أجر وثواب، فإنّ من سمات المؤمنين الصبر الدائم وشكر الله وحمده في السرّاء والضراء، ودليل ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “عَجَبًا لأَمْرِ المُؤْمِنِ، إنَّ أمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وليسَ ذاكَ لأَحَدٍ إلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إنْ أصابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكانَ خَيْرًا له، وإنْ أصابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكانَ خَيْرًا له”[4]، لذا فإن حكمُ تَمني الموتِ للمريض هو أيضًا من الأمور المنهي عنا، والله أعلم[5].

حكم تمني الموت للغير

إنّ تمني الموت للغير لا يعد من الدعاء، كما أنّه من الأمور التي لا يمكن للمرء أن يظلم غيره فيها، بل هي مجرّد أمنية يتمناها الإنسان ويفكر بها من شدة الغضب أو الاستياء من أحد الأشخاص، ولكن دين الإسلام يأمرنا دائمًا ويحثنا على تمني الخير للآخر، وإنَّ هذا يظهر جليًا في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” لَا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ، حتَّى يُحِبَّ لأخِيهِ ما يُحِبُّ لِنَفْسِهِ”[6]، وإن الإنسان بالغالب لا يحب الموت لنفسه، لذلك لا يستحب أن يتمنى الموت لغيره، والله ورسوله أعلم[7].

شاهد أيضًا: حكم التبرع بالاعضاء بعد الموت

إنَّ خير الناس من طال عمره، وحسن عمله، فلابد للإنسان دائمًا أن يدعو الله-سبحانه وتعالى-ويسأله أن يُحسن عمله ويصلحه، فمهما ضاق به الحال وزاد الكرب لا يجوز للمرء تمني الموت أو الدعاء بذلك، وفي مقالنا هذا تعرفنا على حكم تمني الموت، وحكمُ تَمني الموتِ للمريض، وحكمُ تمنّي الموتِ للغير.

المراجع

  1. ^ صحيح البخاري , أنس بن مالك، البخاري، 5671، صحيح.
  2. ^ binbaz.org.sa , حكم تمني الموت , 17-1-2021
  3. ^ سورة البقرة , الآية 155، 156.
  4. ^ صحيح مسلم , صهيب بن سنان الرومي، مسلم، 2999، صحيح.
  5. ^ islamqa.info , استعجال موت المريض طلباً لراحته , 17-1-2021
  6. ^ صحيح البخاري , أنس بن مالك، البخاري، 13، صحيح.
  7. ^ binbaz.org.sa , حكم تمني الموت للغير , 17-1-2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *