ما حكم عمليات التجميل في الاسلام

حكم عمليات التجميل

ما حكم عمليات التجميل في الاسلام هو الموضوع الذي سيتناوله هذا المقال، حيث أن المصادر التي ترجع إليها الأحكام والتّشريعات هي المصدرين الرّئيسيين القرآن والسّنّة النّبويّة الشريفة، فلم يترك الإسلام أيّ حكمٍ من الأحكام التي من الممكن أن تواجه الإنسان في حياته إلا وفصّله وشرحه، أمّا بالنّسبة للأمور الجديدة التي ظهرت حديثاً فإنها تعتم في حكمها على اجتهاد العلماء وقياسهم في الأمور الشّرعيّة.[1]

خلق الإنسان في أحسن تقويم

إنّ آيات الله سبحانه وتعالى كثيرة في خلقه لا يمكن إحصاؤها أو عدّها، ومن تلك الآيات التي أبدخ الخالق عز وجلّ في خلقها الإنسان ففي الإنسان عجائب قدرة الله في خلقه الكثير من الآيات الدّالة على عظمة الله سبحانه وتعالى، ومن تلك الآيات الخلقية ما هو ظاهرٌ للعيان وما هو باطن لا يمكن رؤيته أبداً بالعين المجرّدة لكن يمكن التّعرف عليه عبر الإختصاصيّين، وممّا لاشكّ فيه أنّ أكثر مافي الإنسان إعجازاً ودلالةً على عظمة الخالق من الأشياء المدركة هي الحواس الخمسة، فالحواس الخمسة هي المسؤولة عن التأمّل عند الإنسان فما أعظم أن يستخدمها الإنسان في معرفة الله سبحانه، إنّ الإنسان من أكثر الكائنات إعجازاً ودلالةً على قدرة الله سبحانه فقد خلقه الله تعالى في أحسن تقويم فما حكم عمليات التجميل في الإسلام.[2]

شاهد أيضًا: حكم توريد الشفاه

ما حكم عمليات التجميل في الاسلام

يعتبر الإنسان الكائن الأكثر إعجازاً بين مخلوقات الله سبحانه وتعالى فقد حباه الله سبحانه وتعالى بكلّ ما يحتاجه ليكون خليفة الله في الأرض، وقد خُلق الإنسان في أحسن تقويم وأتمّ خلق من الله سبحانه وتعالى وأعطته أجمل صورةٍ وقوام، فقد يتسائل البعض ما حكم عمليات التجميل في الإسلام فقد اختلف العلماء في عمليات تجميلٍ للضّرورة وعمليات تجميلٍ لغير ضرورة، بحيث تعتبر عمليات التّجميل من الأمور الحديثة التي ظهرت مع تطوّر العلم وتحديثه وهي عمليات جراحيّة يجريها الإنسان لتغيير شكل أشياءٍ وتجميلها في جسده، كمثل من تعرّض لحادثٍ يؤدّي لتشوّهٍ في أحد أعضاءه فإنّه يلجأ لعمليّة تجميل لإعادة تحسين مظهره وهذه تعتبر عمليّة تجميلٍ ضروريّة، فالحكم في عمليات التجميل في الإسلام يعود لسبب القيام بهذه العمليّة والمنفعة العائدة على من قام بها وذلك على الشّكل الآتي:[3]

  • عمليات التجميل للضّرورة: وهي مباحة، وهي الجراحة التي يكون سببها إزالة العيوب وإصلاح التّشوهات في عضوٍ أو أكثر من الجسد والتي يكون سببها مرضٌ أو حادث أو حريق أو غير ذلك من مسبّبات التّشوه الخلقيّ، فقد اتّفق العلماء على أنّه لا حرج في القيام بمثل هذه العمليات  وهي جائزةٌ للضّرورة بشرط أن لا يكون فيها ضررٌ مترتّبٌ وعائدٌ على الإنسان والله أعلم.
  • عمليات التجميل الغير ضروريّة: غير مباحة، وهي العلميات التّحسينيّة بحيث أنّها تحسن المظهر في نظر فاعلها كتصغير الأنف وغيره وشدّ الوجه وما سواه، وفي مثل تلك العمليات لا يوجد دوافع ضروريّة أو احتياجٌ ملزم بحيث أنّها تغييرٍ لخلق الله سبحانه وتعالى وهذا النّوع محرّمٌ وغير جائزٍ أبداً وقد ورد عن النّبيّ صلى الله عليه وسلّم أنه قال: “لعنَ اللهُ الواشماتِ ، والمسْتَوْشِماتِ ، والنامِصاتِ ، و الْمُتَنَمِّصاتِ ، والْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ ، الْمُغَيِّراتِ خلْقَ اللهِ”،[4] وبذلك لا يجوز القيام بعمليات التجميل الغير ضروريّة فهي محرّمةٌ شرعاً والله ورسوله أعلم.شاهد أيضًا: حكم تشقير الحواجب بالليزر

أحكام متعلقة بعمليات التجميل

يعرّف المختصّون عمليّات التجميل بأنّها جراحةٌ تجرى لتحسين منظر جزءٍ من أجزاء الجسم الظّاهرة وتكون تحسينيّة أو ضروريّة، فما حكم عمليات التجميل في الإسلام حيث أجاب العلماء عن هذا السؤال حيث صنّفوا عمليات التجميل لضروريّة و تحسينيّة ، فالضروريّة أو مافي حكمها هي ما كانت لها حاجةٌ داعيةٌ لها كعيبٍ أو ضررٍ حسيّ يوجب رخصتها لأنّها تصبح حاجة ضروريّة ومن المشرّع إجراؤها، أمّا التحسينيّة كفعل الواشمة والنّامصة والمتنمّصة ففعلهنّ حرامٌ ولا يجوز شرعاٌ لما في ذلك من تزويرٍ وتدليسٍ لخلق الله ، ومما يجب الإشارة إليه أنّه يجب على الجرّاحين أن يميّزوا بين الحاجة والتّحسين فإن كان المقصود من إجراء العمليّة التجميلية سوءاً فإجراء العمليّة حرامٌ عليه لأنّه بذلك يساعد فعل الحرام، فهنالك عمليات تجميلية محرّمة لا تحوي داعٍ معتبراً شرعاً لتكون مرخّصة كتكبير الثّدي وحشوه دون وجود تشوّهٍ وغير ذلك، كما أنّه يوجد الكثير من العمليّات التجميلية المشروعة كالختان وثقب الأذن وهما مباحتان بل وصّى الشرع بهما والله ورسوله أعلم.[5]

ما حكم عمليات التجميل في الاسلام هو الموضوع الذي تناوله هذا المقال حيث تحدّث عن خلق الله للإنسان في أحسن تقويم، وأجاب عن التساؤل ما حكم عمليات التجميل في الإسلام حيث أنّه قسّمها لضروريّةٍ مباحة وتحسينيّةٍ محرّمة، وذكر المقال أحكاماً متعلقة بعمليّات التجميل.

المراجع

  1. ^ islamqa.info , مصادر التشريع الإسلامي , 22/01/2021
  2. ^ islamweb.net , قوله تعالى لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم , 22/01/2021
  3. ^ islamqa.info , حكم عمليات التجميل , 22/01/2021
  4. ^ صحيح الجامع , الألباني/عبد الله بن مسعود/5104/صحيح
  5. ^ islamqa.info , حكم إجراء العمليات التجميلية , 22/01/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *