خطبة الجمعة مكتوبة عن الالتزام بالاجراءات الاحترازية

خطبة الجمعة مكتوبة عن الالتزام بالاجراءات الاحترازية

خطبة الجمعة مكتوبة عن الالتزام بالاجراءات الاحترازية ، ففي هذا العصر الذي انتشر فيه الوباء، لا بدّ من توعية المسلمين كغيرهم من الناس إلى الإجراءات الوقائية من هذا المرض، فقد مرّ السلف الصالح بأزمنة انتشرت فيها الأوبئة كالطاعون، حتّى أنّه انتشر في زمن رسول الله، فنجد في أحاديث رسول الله ما يدلّ على ذلك، وخطبة الجمعة من المنبر لتوصيل هذه المعلومات للمسلمين.

خطبة الجمعة

قبل إدراج نصّ خطبة الجمعة مكتوبة عن الالتزام بالاجراءات الاحترازية، سنتحدّث عن أهميّة خطبة الجمعة، فيوم الجمعة من مواسم الخيرات عند المسلمين وله فضل عظيم، فقد قال عنه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “خَيرُ يَومٍ طلَعَتْ فيه الشَّمسُ يَومُ الجُمُعةِ، فيه خُلِقَ آدمُ، وفيه أُدخِلَ الجنَّةَ، وفيه أُهبِطَ منها، وفيه تَقومُ السَّاعةُ، وفيه ساعةٌ لا يُوافِقُها مُؤمِنٌ يُصَلِّي -وقبَضَ أصابِعَهُ يُقلِّلُها- يَسألُ اللهَ عزَّ وجلَّ خَيرًا، إلَّا أعطاه إيَّاهُ”[1]، ومن نعم هذا اليوم أنّ الله تعالى فرض فيه خطبة الجمعة، منها يتعلم الجاهل، ويتوب المسيء، بحضورها ينال المسلم الأجر العظيم، والثواب الكبير.[2]

خطبة الجمعة مكتوبة عن الالتزام بالاجراءات الاحترازية

فيما يأتي خطبة الجمعة مكتوبة عن الالتزام بالاجراءات الاحترازية:[3]

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وصفيه وخليله، بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين؛ أما بعد:

عباد الله، مرت بنا أيام وأحداث اتخذت فيها بلادنا حرسها الله إجراءاتٍ واحترازات لحفظ النفوس والأبدان من وباء استشرى في العالم خطره وبأنّ ضرره، فعُلقت العمرة والزيارة، وأُجلت الدراسة بشكل مؤقت، وبُذلت جهود، وتعاونت سواعد لمواجهة الوباء المسمى كورونا، ومحاصرته قبل تفشيه، وفي هذا الصدد عباد الله نقول: إن في شريعة الإسلام إرشاداتٍ وتوجيهاتٍ ودواءً ناجعًا في مواجهة الأوبئة والأمراض؛ فعن عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: “إذا سمعتُم به – يعني: الطاعون – بأرضٍ فلا تَقْدَموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارًا منه”[4]، فمن هدي الإسلام أن مَنَعَ من الذهاب إلى المناطق المصابة بالوباء، ومنع الخروج منها لِمَن كان فيها، وهذا ما يُسمَّى في عصرنا بالحجر والعزل الصحي.

وفي المقابل ينبغي أن يقوى في النفس جانب التوكل على الله، وتفويض الأمر إليه والثقة به سبحانه؛ قال تعالى: “قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ”[5]، والمعنى: أننا والخلق جميعًا تحت مشيئة الله وقدره، وهو سبحانه مولانا؛ أي: ملجؤنا ومتولي تصريف أمورنا، فعلينا الرضا بأقداره وتفويض الأمور إليه، وفي الحين نفسه ينبغي أن نأخذ بجملة الأسباب التي أُمر بها العبد لمدافعة المرض؛ من التداوي، والبعد عن مسببات المرض وتجنبه؛ فهناك نصوص شرعيّة كثيرة تدل على وجوب الأخذ بالأسباب، وأنّه من الشرع، ولا ينافي التوكل على الله، وعلى المسلم ألا يُفْرِط في الأخذ بالأسباب بحيث يعتقد أنها تدفع عنه المرض بنفسها، بل يعتقد أن الأمر كله لله، وأن ما قدره الله فلا راد له.

عباد الله، لقد جاءت الإجراءات والاحترازات التي اتخذتها حكومةُ بلادنا حرسها الله بتعليق العمرة والزيارة مؤقتًا وتعليق الدراسة، ومنع السفر إلى بعض الدول؛ للحدِّ من انتشار هذا الوباء – جاءت متوافقةً مع الشريعة المطهرة، فحفظُ الأرواح والأبدان من مسؤوليات الحاكم، وله تقديرُ ذلك بالرجوع إلى أهل العلم والاختصاص، كما على المسلم أن يحصن نفسه بالأذكار والأوراد والرقية الشرعية، فهي من الأسباب الواقية بإذن الله، والواجب على المسلمين كافةً التضرُّع والالتجاء إلى الله بالدعاء أن يرفع عن خلقه ما نزل بهم، فالدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل؛ قال تعالى: “قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ”[6]، فنسأل الله أن يديم لطفه وحفظه وعافيته على بلادنا وبلاد المسلمين، بمن فيها وما فيها، رعاة ورعية، وأن يرفع هذا البلاء عنا وعن المسلمين. انتهت الخطبة.

وهكذا نكون قد تحدثنا عن فضل يوم الجمعة، وأهمية خطبة الجمعة في الشرع الإسلاميّ، وأدرجنا كذلك نصّ خطبة الجمعة مكتوبة عن الالتزام بالاجراءات الاحترازية.

المراجع

  1. ^ خريج المسند , أبو هريرة،شعيب الأرناؤوط،10545،حديث صحيح
  2. ^ alukah.net , أهمية خطبة الجمعة وأهدافها , 06-02-2021
  3. ^ alukah.net , خطبة: كورونا نصائح وإرشادات , 06-02-2021
  4. ^ سنن أبي داود , عبدالرحمن بن عوف،أبو داود،3103،حديث صحيح
  5. ^ سورة التوبة , الآية 51
  6. ^ سورة الفرقان , الآية 77

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *