سبب الحرب العالمية الثانية

سبب الحرب العالمية الثانية

سبب الحرب العالمية الثانية ؟ لا يختلف اثنان على أن الحرب العالمية الثانية هي أكبر وأعنف وأشرس وأكثر حرب هدّامة في تاريخ البشرية، حيث سقط فيها أكثر من 55 مليون من القتلى بين المدنيين والعسكريين، ما عدى الجرحى من حول العالم. أما السبب المباشر لاندلاع هذه الحرب، والظروف التي أدت إلى إشعال فتيلها، فهو ما سنتناوله في تقريرنا التالي.

سبب الحرب العالمية الثانية

سبب الحرب العالمية الثانية المباشر هو قيام ألمانيا بغزو بولندا وذلك بتاريخ 1 سبتمبر/ أيلول عام 1939 م، حيث هدفت بذلك إلى قيام إمبراطورية جديدة، تبدأ في أوروبا الشرقية. كما وقد أجمع زعماء ألمانيا، أن تحقيق هذا الهدف يتطلب حربًا شاملة، وإعلان كل من بريطانيا وفرنسا الحرب على ألمانيا، بعد ثلاثة أيام فقط، من اجتياح القوات الألمانية للأراضي البولندية، بالإضافة لتصاعد موجات الانتقام للتيارات الألمانية، بعد معاهدة فرساي المجحفة في بنودها بحق ألمانيا، بعد هزيمتها في الحرب العالمية الأولى، وذلك في عام 1918 م، كأحداث فايمار في ألمانيا. كذلك وغزو اليابان للصين.[1]

شاهد أيضًا: ملخص الحرب العالمية الأولى والثانية

ملخص الحرب العالمية الثانية

بعد التعريف بسبب الحرب العالمية الثانية، قامت ألمانيا بواسطة الميثاق الألماني السوفيتي، الذي نصّ على تأمين موقف الاتحاد السوفيتي، مقابل حياديته في قضية غزو بولندا عالميًا، والمشاركة بالغزو. فسرعان ما ردت بريطانيا وفرنسا بإعلانهما الحرب على ألمانيا بتاريخ 3 سبتمبر/ أيلول لعام 1939 م. بعد أن تمت هزيمة بولندا على يد القوات الألمانية النازية والسوفيتية، وتقسيمها بين الدولتين. حتى تاريخ 9 أبريل/ نيسان عام 1940 م، حيث قامت ألمانيا باجتياح النرويج والدانمارك. بينما وفي 10 مايو/ أيار عام 1940 م. باشرت ألمانيا باجتياحها لدول أوروبا الغربية، بدايةً من هولندا وبلجيكا ولكسمبورج، كونها دول منخفضة، وتسهل السيطرة عليها. كذلك الأمر بالنسبة لبعض الدول التي التزمت الحياد كفرنسا، التي وقّعت هدنة مع ألمانيا، بتاريخ 22 يونيو/ حزيران عام 1940 م. كما واحتلت ألمانيا بموجبها، النصف الشمالي من الأراضي الفرنسية، وأقامت نظام قوات عسكرية مشتركة مقرها (فيشي). كما وأنه، وبتحريض من الاتحاد السوفيتي، عمدت ألمانيا إلى غزو دول البلطيق في شهر يونيو/ حزيران من عام 1940 م. وضمتها إلى الأراضي السوفيتية بعدها بشهرين. في حين انضمت إيطاليا إلى دول المحور. وشاركت في الحرب في 10 يونيو/حزيران من عام 1940 م. بعدها شنت ألمانيا هجومًا جويًا، على بريطانيا دام ثلاثة أشهر، وقصفت مطاراتها وبعض مدنها، حتى تاريخ 31 أكتوبر/ تشرين الأول عام 1940 م. فيما عرف بمعركة بريطانيا.[1] [2]

تجاوزات ألمانيا وخرق الميثاق الألماني السوفيتي

في سياق سردنا لسبب الحرب العالمية الثانية، وملخص الأحداث، فقد قامت القوات الألمانية النازية، باحتلال كل من يوغوسلافيا واليونان، بتاريخ 6 أبريل/ نسان عام 1941 م، ضمن خطتها في تأمين منطقة دول البلقان. كما وغزت أراضي الاتحاد السوفيتي في 22 يونيو/ حزيران من عام 1941 م، في خرق سافر للميثاق الألماني السوفيتي. بينما واحتلت ألمانيا كامل دول البلطيق، بين شهري يونيو/ حزيران، ويوليو/ تموز من عام 1941 م. كما وجرى تعيين الزعيم السوفيتي جوزيف ستالين، ليكون من القادة الرئيسيين من الحلفاء في هذه الحرب. بينما زاد التوغل الألماني عام 1941 م في أراضي الاتحاد السوفيتي، الذي واجهته مقاومة عنيفة من الجيش الأحمر، والتي منعت النازيين من السيطرة على العاصمة، والمدن الرئيسة كموسكو ولينينغراد. كما وشنت القوات السوفيتية في 6 ديسمبر/ كانون الأول من عام 1941 م، هجومًا كبيرًا على القوات الألمانية أدى إلى طردهم نهائيًا من الضواحي في موسكو. كذلك وفي اليوم التالي، هاجمت القوات اليابانية ميناء (ببرل هاربر) في جزيرة هاواي، فأعلنت الولايات المتحدة الأمريكية بدخولها الحرب، ردًا على اليابان. في حين أعلنت بالنتيجة، كل من ألمانيا وإيطاليا، الحرب على الولايات المتحدة الأمريكية.[1]

أحداث الحرب العالمية الثانية

من تبعات سبب الحرب العالمية الثانية، أن قامت القوات الجوية الملكية البريطانية بقصف مدينة كولونيا الألمانية. كما واستهدفتها بنحو ألف قنبلة. بذلك نقلت الاقتتال إلى ألمانيا للمرة الأولى في الحرب. وفي شهر مايو/ أيار من عام 1942 م، تابعت قوات الحلفاء غاراتها الجوية على ألمانيا، لثلاث سنوات متتالية. استهدفت مقرات حيوية فيها، كالمدن الصناعية في الرايخ. مما جعل الكثير من المناطق المأهولة في ألمانيا تتحول إلى حطام. بينما وحققت الضربات الجوية للحلفاء، عدة انتصارات عسكرية في دول شمال إفريقيا أيضًا. كذلك وفشلت فرنسا بردع الحلفاء من احتلال الجزائر والمغرب والجزائر. كما واحتلت ألمانيا مدينة فيشي في فرنسا. وفي شهر مايو/ أيار من عام 1943 م ، أعلنت حوالي 150.000 ألف كتيبة عسكرية، تابعة لدول المحور استسلامها لقوى الحلفاء. وكانت ألمانيا قد استولت حينها على مدينة ستالين غراد الروسية. في حين اشتعلت كافة دول أوروبا لتكون ساحة لمعارك الحرب.[1][2][3]

الحملة السوفيتية واستسلام ألمانيا

في 12 يناير/ كانون الثاني عام 1945 م، قادت القوات السوفيتية حملة في بولندا، واستسلمت المجر من دول المحور، وقصف الحلفاء مدينة دريسدن الألمانية بالقنابل قتل على إثرها أكثر من 35.000 ألماني غالبيتهم من المدنيين. في حين عبرت القوات الأمريكية نهر الراين. وفي 16 أبريل/ نيسان عام 1945 م، شنّ السوفييت الحملة العسكرية الأخيرة التي انتهت بمحاصرة العاصمة الألمانية برلين. في الواقع ومع تقدمهم إلى مقر الرايخ، بتاريخ 30 أبريل/ نيسان عام 1945 م، انتحر زعيم النازية هتلر. فأعلنت ألمانيا استسلامها بدون شروط إلى القوات السوفيتية في برلين. على صعيد آخر، استسلمت اليابان رسميًا في 2 سبتمبر/ أيلول عام 1945 م. بعد أن ألقت الولايات المتحدة الأمريكية القنبلتين الذريتين، على مدينتي هيروشيما وناغازاكي، فقتل على أثرهما نحو 120.000 ألف نسمة من المدنيين، ما عدا الجرحى والمشوهين. لتكون نهاية الحرب في المحيط الهادي.[1]

شاهد أيضًا: طبيعة العلاقات الدولية بعد الحرب العالمية الثانية

أسباب الحرب العالمية الثانية

مما لا شك فيه أن لكل حرب مسوّغات، وأسباب الحرب العالمية المباشرة والغير مباشرة، مجالاتها عديدة وزواياها أيضًا، وسنتعرف عليها بعد توضيح سبب الحرب العالمية الثانية الجوهري، والتي هي:[2] [3]

  • الأزمة الاقتصاديّة العالمية، التي أدّت انعكاساتها السلبية إلى توتّر العلاقات الدوليّة.
  • معاهدات الصلح التي فرضتها الدول المنتصرة، على الدول المهزومة في الحرب العالمية الأولى، والتي وضعت عليها قيودًا عسكرية ومالية واقتصادية أرهقتها كمؤتمر باريس للسلام، ومعاهدة فيرساي.
  • انقسام الدول المشاركة في الحرب العالمية الثانية، إلى طرفي النزاع المسلح بين جبهتين هما: فرنسا، بريطانيا، الولايات المتحدة الأمريكية، وهي (الدول الحلفاء). وبين ألمانيا، وإيطاليا، اليابان، وهي (دول المحور).
  • احتدام الحرب الباردة الاقتصادية والسياسية، بين دول الحلفاء من جهة. ودول المحور من الجهة الأخرى.
  • المطامع اليابانية، وتوسعها الاستعماري في الصين، وتحديدًا في منطقة منشوريا.
  • امتداد رقعة ألمانيا، عبر احتلالها لأراضي من الدول المجاورة في أوروبا، كالنمسا وبولونيا وتشكوسلوفاكيا، وضمّها إلى أراضيها.
  • التدخلات الألمانية والإيطالية في الحرب الأهلية في إسبانيا. التي أدت لنشوء نظام فاشي جديد في أوروبا.
  • عقد تحالف (المحور) الذي وقعته كل من ألمانيا وإيطاليا واليابان، وعرف باسم تحالف (برلين – روما – طوكيو). كما وأجاز لإيطاليا غزو إثيوبيا في قارة إفريقيا.

نتائج الحرب العالمية الثانية

بالعودة إلى سبب الحرب العالمية الثانية، وتضافر العوامل والظروف، التي جعلت خيار الحرب أمرًا لا مفرّ منه، فقد خلّفت مجريات الحرب مجموعةً من النتائج التي لا يمكن إغفالها ومنها:[2] [3]

  • بالإضافة إلى أن الحرب كبدّت العالم خسائر فادحة، بالأرواح، تقدّر بعشرات الملايين، إلا أنها بالمقابل خلّفت أعدادًا هائلة من الجرحى والمفقودين والأيتام والأرامل. كما وساهمت بتشريد ونزوح الملايين من الأسر.
  • دفع الاتحاد السوفييتي، والصين، واليابان، وبولونيا، وألمانيا، النصيب الأكبر من ضحايا الحرب العالمية الثانية.
  • تدمير البنى التحتية، وقصف المدن الصناعية، أدى إلى تراجع الناتج الاقتصادي، والنفط الخام في الدول المتحاربة.
  • بعد الحرب العالمية الثانية تغيّرت الخارطة السياسيّة لدول أوروبا.
  • تجزئة ألمانيا إلى دولتين هما: ألمانيا الغربية بنظامها الرأسمالي، وألمانيا الشرقية بنظامها الاشتراكي.
  • ظهرت في دول أوروبا الشرقية، كيانات وتكتلات موالية للاتحاد السوفييتي ونظامه الاشتراكي، مقابل دول أوروبا الغربية الرأسمالية، وبداية الحرب الباردة بين الكتلتين.
  • ظهور منظمة الأمم المتحدة، التي تأسسّت في عام 1945 م، عوضًا عن عصبة الأمم. كما وكانت أبرز أهدافها: احترام مبادئ حقوق الإنسان، وتعزيز أطر التعاون الدولي. ناهيك عن تأسيس هيئات ومنظمات داخلية تتبع لمنظمة الأمم المتحدة، والتي نذكر منها: مجلس الأمن الدولي، والجمعية العمومية، ومحكمة العدل الدولية، ومنظمة الغذاء العالمية (اليونيسيف)، وقوات حفظ النظام الدولية (UN) ، ومنظمة العمل الدولية، ومنظمة الصحة العالمية، وصندوق النقد الدولي، ومنظمة العفو الدولية.
  • استقلال بعض الدول العربية، التي لم تكن بمنأى عن أحداث الحرب العالمية الثانية، عن الاستعمار البريطاني والفرنسي والإيطالي. كذلك وظهور القضية الفلسطينية، على واجهة الأحداث الدولية والإقليمية.

علاقة القضية الفلسطينية بالحرب العالمية الثانية

كما أسلفنا حول السبب الرئيس في الحرب العالمية الثانية، فإن من أبرز ما أفرزته هذه الحرب، هو ظهور قضية العرب المحورية، التي هي القضية الفلسطينية، بعد الامتيازات التي منحتها بريطانيا، في زمن الانتداب لليهود في فلسطين، من خلال وعد بلفور المشؤوم. بينما وكان ينصّ على منحهم وطنًا قوميًا في فلسطين. حيث رفعت بريطانيا قضية النزاع بين العرب أصحاب الأرض واليهود، إلى هيئة الأمم المتحدة، التي أقرّت بدورها في عام 1947 م، تقسيم فلسطين إلى دولتين واحدة للعرب والثانية لليهود. وبعدها بعام تمّ الإعلان عن قيام دولة إسرائيل. كما وقوبل الإعلان بالرفض من العرب، الذين قاوموه بكافة الأشكال. بينما فرض مجلس الأمن، الهدنة المجحفة بحق العرب. مما أعطى الكيان الصهيوني المسوّغ الرسمي لوجوده، وزرعه كجسمٍ غريبٍ في قلب الوطن العربي، يمعن في تهجير وقتل الشعب الفلسطيني. ويهدد الوجود العربي ككل.

بهذا نكون قد وضّحنا متى بدأت الحرب العالمية الثانية، وما هو سبب الحرب العالمية الثانية المباشر، والذي أدى لنشوب هذه الحرب، التي غيّرت ميزان القوى العالمي. في حين مازالت دول العالم وشعوبها، إلى وقتنا الحالي، تحت تأثير متغيرات الحرب العالمية الثانية أسبابها ومراحلها ونتائجها. سواءً من الدول التي أراضيها كانت مسرحًا لمجريات للأحداث.

المراجع

  1. ^ encyclopedia.ushmm.org , الحرب العالمية الثانية في أوروبا , 13/02/2022
  2. ^ history.com , Leading up to World War II , 13/02/2022
  3. ^ historyonthenet.com , World War Two – Causes , 13/02/2022