قصة رشاش الشيباني العتيبي كاملة

قصة رشاش الشيباني العتيبي كاملة

قصة رشاش الشيباني العتيبي كاملة تحمل في طياتها الكثير من التفاصيل الحزينة التي قد يكون أبطالها أيضًا قد تعرضوا للظلم وهو سبب خروجهم عن القانون  الذي في ذات الوقت لا يُبرر أبدًا ممارساتهم المُشينة وإلقاء الرعب في قلوب الأبرياء والمواطنين، قصة رشاش أنذرت باقتراب الموت من أفرادها في ريعان شبابهم وقضاء سنوات حياتهم بالفرار والهرب كنتيجة لتصرفاتهم وأعمالهم المخالفة للقوانين والتي كان لا بُدّ لها من الانتهاء بسيادة القانون وهي الحقيقة الغير مدركة من قبلهم لعدم تحليهم بالحنكة الكافية للاعتراف بذلك.

من هو رشاش الشيباني العتيبي

ولد سعودي الجنسية رشاش بن سيف بن مبارك الشيباني البرقاوي العتيبي في العشرين من سبتمبر لعام ألف وتسعمائة وستين في القصيم تحديدًا حلبان، عُرف عنه مزاولة اللصوصية وعمله كقاطع طرق متمرس فسلب ونهب وانتهك العديد من الحرمات لعابري السُبل بين مدن المملكة العربية السعودية، كما كان يحصل على المساعدة والعوّن من قبل ابن خالته المدعو قحص الشيباني وإخوته مهل وسلطان وشخص اسمه قعيد النفيعي مُشكلين عصابة هابها مواطنو ووافدو المملكة لأعوام  في فترة الثمانين والتي انتهت نهاية مأساوية على يد السلطات والقوى الأمنية في الدولة السعودية.

قصة رشاش الشيباني العتيبي

بدأت قصة رشاش الشيباني العتيبي الكاملة منذ مراهقته التي أنذرت بمستقبله وعمله في قطع الطرق؛ إذّ عُرف عنه كثرة المشاكل منذ الصغر وعند بلوغه العشرينات من العمر والتي يُفترض بأن تكون أوج وازدهار وعطاء الفرد شكل رشاش في هذه المرحلة العمرية عصابة مكونة من أصدقائه وبعض أقاربه وإخوته سلطان العتيبي ومهل العتيبي واللذان يُعدا من أبطال القصة وبدأت ممارساتهم المُشينة على المسافرين والمواطنينن السالكين لطريق الحجاز،  فسرقوا ونهبوا وآذوا وتمادوا إلى أن قررت السُلطات السعودية وضع حد لهم من خلال مُطارتهم بكل ما لديها من سُبل، واستمرت هذه المطاردات لعدة أشهر أسفرت عن مقتل بعض أعضاء العصابة وفرار رشاش واخوته و أقاربه. وصل رشاش إلى اليمن ليتحالف مع إحدى قبائلهم وأعطاهم العهد بشراء حمايتهم؛ ولكن المخابرات اليمنية كانت له بالمرصاد فأغرت القبيلة نفسها بمبالغ مالية طائلة لتقوم بتسليمه ليغدروا به فعلًا ويسلموه للقوى الأمنية اليمنية والتي بدورها سلمته للسلطات السعودية.

بعد القبض على رأس العصابة وأهم أعضائها تم نشر تعميم على كل من الأخوين سلطان ومهل وطلبهم للعدالة، وفي أحد المرات كان الأخوين متجهان لغسل ملابسهم في أحد المغاسل المتواجدة في مدينة ساجر، فقاموا بتسليمها للعامل مؤكدين على عودتهم في الغد لإسترجاعها، ولم يخطر على بالهم بأن العامل قد تعرف عليهما وهنا قام الأخير بإبلاغ القوى الأمنية التي قامت بإرسال بعض العناصر المُتنكرين بزي العمال، ولكن لسوء الحظ لم يدخل المكان سوى مهل فيما كان سُلطان بانتظاره في الخارج بسيارته الجيمس، فما كان من الأمن سوى أن يُلقي القبض على مهل وما أن راؤه أخاه حتى أخرج سلاحه وحاول مقاومة الشرطة بضرب العيارات النارية التي لم يمتلك الجرأة لإطلاقها خوفًا على أخيه الذي كان يحثه على ذلك حتى وإن أصابته قائلًا: “إذبحني وإذبحهم يا ولد فلانة” وبهذا تمّ القاء القبض على الأخوين.

بعدما تمّ القبض على رشاش مهل وسلطان توجه قحص ابن خالتهم لأحد الجبال الموجودة في الدوامي وتمت محاصرته من قبل القوات الأمنية في احد المداهمات؛ ولكن قحص لم يُقرر الاستسلام فبدأ بإطلاق العيارات النارية على العناصر من رشاشه حتى نفذ منه المخزون ولم يتبقى سوى طلقة واحدة انتحر بها من خلال تصويب سلاحه نحو رأسه وإطلاق الرصاصة، أما أخوهم الكبير مصلح الشيباني فقد امتلك من الجرأة ما يكفي لاقتحام الديوان الملكي السعودي من الباب الخلفي الخاص بالخروج ليتفاجأ بوجود رقيب قتله وقطع عليه مسيره نحو الملك فهد بن عبد العزيز والذي فصله عنه باب واحد فقط.

وفي الرايع عشر من ربيع الأول عام ألف واربعمائة وعشرة هجريًا الموافق ألف وتسعمائة وتسع وثمانين ميلاديًا، تمّ تنفيذ حكم الإعدام في رشاش العتيبي في مدينة الرياض أمام ساحة المحكمة وبعد أن لاقى كل من مهل العتيبي وسلطان العتيبي نفس المصير قُبيّله في عدة أشهر فقط، وقد قامت السلطات بصلب الرشاش وتعليق رأسه لمدة اسبوع في الصفاة لأخذ العبرة والاتعاظ. [1]

شاهد أيضًا: قصة عبد الرحيم الحويطي كاملة

قصيدة رشاش الشيباني

كان رشاش فصيح اللسان واشتهر بقصيدة له تدولها العديد من الناس بعد وفاته وهي كما يأتي:

راكب الــــي وأن ســـرا باللـــــــيل ضلي

يبــعــد المنحـــــــاش ويخـــــــــيط فتوقــه

فوقه اللـــــــــي لايصــــوم ولا يصلـــــــــي

جمس شكــمـــانين والكــــــــــــافر يسوقه

انحـــر عتــــيبه ربوعــــــــــي مــــــاتذلي

والبــــــــــلا بالمــــــــعترض لاطب سوقــــه

لاسقا الله عــــبلة في نجــــــــد هـــــــــلي

محــــزمي برنون والـــــرشــــاش فـــــــوقه

فيرد عليه  قحص

راكــــــب اللي يوم سواقـــــه يتــــــــــله

يختشـــــــي لايضــــــــــــــــربن التايراتي

وارد امريكــــاء جديد (ن) في مضـــــــــله

جمس شكمانيين مـــــــازون المــــراتي

والخطر يعـــــــــــــــطيه مايبغا المـــــذله

مامشي بالخـــــوف مع طـــــول الحياتي

من هم اولاد رشاش العتيبي

لم تتسنى لرشاش فرصة الزواج وتكوين الأسرة وإنجاب الأطفال فما أن بدأت قصة رشاش الشيباني العتيبي الكاملة حتى انتهت بسرعة؛ وذلك لإنشغاله في قطع الطرق وقضاء سنين حياته في الهروب والفرار من السلطات ويُقال بأن عصابته كانت عصابة لا تنتهك الأعراض ولا تغتصب ولا تقتل وكان المطمع الوحيد هو كسب المال وربما فرض السلطة والتمرد على القانون، وقد تعددت الأقاويل حول سبب بدء نشاط هذه العصابة فمنها ما يُبرر ذلك بطردهم من الحرس الوطني بسبب حيازتهم حبوب كبتاجون، وفي رواية أخرى يُقال بأنهم خرجوا احتجاجًا على قصاص ابن عمهم كداد لقتله أحد الأفراد خلال تشابك في مواقف التاكسي وأخيرًا بسبب اعتداء أحد الأشخاص من ذوي السلطة على فتاة من قبيلتهم وعدم الاقتصاص منه لكونه نافذ.

قصة رشاش الشيباني العتيبي كاملة تجعل لدى القارئ الكتير من التساؤلات حول السبب الحقيقي وراء خروجهم عن القانون وفيما لو فعلا لم تُمارس أيّ من الانتهاكات في حقوق المدنيين من مختلف البقاع من قبل هذه العصابة التي لاقت أسوء وأصعب النهايات المسجلة في التاريخ.

المراجع

  1. ^ libral.org , رشاش الشيباني العتيبي , 4-1-2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *