قصص الانبياء للاطفال مكتوبة
جدول المحتويات
قصص الانبياء للاطفال مكتوبة، فلا يوجد شيء أفضل للطفل من أن ينشأ على قصص الأنبياء والصحابة والسلف الصالح، فيأخذ العلم النافع منها، وينمّي ذاكرته، ويطلق الخيال لبصيرته في رسم الأحداث التي ترويها هذه القصص الجميلة، كما يجب على الأهل أن يحثّوا أولادهم على قراءة هذه القصص، وفي هذا المقال سنروي لكم بعض من قصص الانبياء للاطفال مكتوبة.
قصص الانبياء للاطفال مكتوبة
سنبدأ بأول قصة من قصص الانياء للاطفال أول الأنبياء سيدنا آدم عليه السلام السلام، وسجود الملائكة له ما عدا إبليس الذي استكبر ذلك، وتفاصيل القصة فيما يأتي: [1]
- في قديم الزمان، وقبل سنوات كثيرة لا يعلم عددها إلا الله عز وجل، لم يكن هناك بشرٌ على هذه الأرض، ولم يكن هناك مخلوقاتٌ إلا الجنَّ والملائكة، أراد الله عز وجل أن يخلق البشر؛ ليعيشوا على الأرض، فيَعمُروها ويُصلحوها ويعبدوا الله عز وجل، ويكون منهم الرسل والنبيون والشهداء، وقوم صالحون يدخلون الجنة؛ ليتنعموا فيها.
- فبعث الله عز وجل سيدنا جبريلَ إلى الأرض؛ ليأتيه بطين منها، فلما أراد سيدنا جبريل أن يأخذ من الأرض استعاذت منه، وقالت: أعوذ بالله منك أن تَنقُص مني أو تشينني، فرجَع ولم يأخذ، وقال: رب إنها عاذت بك فأعذتُها.
- فبعث ميكائيل، فعاذت منه فأعاذها، فرجع، فقال كما قال جبريل، فبعث ملَك الموت، فعاذت منه، فقال: وأنا أعوذ بالله أن أرجع، ولم أنفِّذ أمره!
- فأخذ من وجه الأرض وخلطَه، ولم يأخذ من مكانٍ واحد، وأخذ من تربةٍ بيضاءَ، وحمراءَ، وسوداء؛ فلذلك خرج بنو آدم مختلِفين، فهناك الأبيض والأسمر، وهناك الطيب والخبيث، وهناك السهل في طباعه والصعب، فصعد به، فبلَّ التراب حتى عاد طينًا يلزق بعضه ببعض، فشَكّله الله على صورة إنسان، وترك هذا الطين مدَّة حتى جفَّ، فصار صلصالاً أسودَ مصوَّرًا كالفخَّار.
- خلق الله عز وجل سيدنا آدمَ بيده، وقال للملائكة: إذا أنا نفختُ فيه من روحي فاسجُدوا له، حيث كان سجودًا لشرف سيدنا آدم، وطاعةً وعبودية لله عز وجل، فما دام الله أمرَهم بالسجود فيجب أن يسمَعوا لله ويطيعوا.
- وبالفعل بمجرَّد أن نفخ الله عز وجل في آدم من روحه تحرَّك جسده، ودبَّت فيه الحياة، فتح سيدنا آدمُ عينَه فرأى الملائكة كلَّهم ساجدين له! منظر عجيب ومهيب؛ كل الملائكة سجَدوا لسيدنا آدم إلاَّ واحدًا، مخلوق غريب حقير، عصى أمر الله عز وجل، إنه إبليس ذلك الشيطان الرجيم الذي خلقه الله عز وجل من نار، تكبَّر ورفض أن يسجد لآدم، وظل ينظر للملائكة وهم سجود بتكبر وحقد وحسد.
- ولما سأله الله عز وجل عن امتناعه عن السجود كما أمره، ردَّ بكل وقاحة وكِبر: أنا خيرٌ من هذا الآدم؛ خلقتني من نار وخلقتَه من طين! فكيف أسجد له وأنا أفضل منه؟!
- وهنا كان الأمر الإلهيُّ من الله عز وجل بطردِ هذا المخلوق المتمرِّد العاصي، طرده الله عز وجل من رحمته، ومن تلك المكانة العالية التي كان فيها، وأنزل الله عز وجل لعنته عليه، فقد كان إبليس مخلوقًا حَقودًا، امتلأ قلبه بالكِبر، وبدلاً من أن يَطلب الغفران من الله على معصيته استمرَّ في عناده.
- وطلب من الله عز وجل طلبًا عجيبًا؛ حِقده وحسَده لآدم وذريته تحوَّل إلى رغبة كبيرة في الانتقام منه! فهو يظنُّ أنَّ آدم هو السبب في طرده من رحمة الله، ونسى أنَّه هو السبب في ذلك لَمَّا عصى أمر الله عز وجل.
- فأراد أن ينتقم منه ومن ذريته، وأصرَّ على أن يُدخلهم النار معه، فقال إبليس لله عز وجل بتحدٍّ: “وَعِزَّتِكَ يَا رَبِّ لَا أَبْرَحُ أُغْوِي عِبَادَكَ مَا دَامَتْ أَرْوَاحُهُمْ فِي أَجْسَادِهِمْ، فَقَالَ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: وَعِزَّتِي وَجَلَالِي لَا أَزَالُ أَغْفِرُ لَهُمْ مَا اسْتَغْفَرُونِي”.
شاهد أيضًا: قصة النبي لوط
قصة سيدنا نوح للاطفال مكتوبة
بعد رواية أول قصة من قصص الانبياء للاطفال مكتوبة، وهي قصة آدم عليه السلام، سنروي الآن لكم قصة سيدنا نةح عليه السلام، وفيما يأتي تفاصيل القصة: [2]
- كان نوحٌ رجلاً صالحًا، وكان على الفِطرة، مؤمنًا لم يَعبد الأصنامَ كما فعل قومُه، وهكذا كلُّ الأنبياء الذين أرسلَهم الله عزَّ وجل، اصطَفاه الله عزَّ وجل واختاره لِيَكون رسولَه في الأرض، يَدعو الناس إلى عبادة الله وحده دون سِواه، سمع نوحٌ لربِّه وأطاعه، وخرج على قومه، وبدأ رحلةَ دعوته لهم كما أمره الله تعالى، فجاء لقومه وقال: يا قوم، اعبدوا الله عزَّ وجل وحده، ما لكم من إلهٍ غيره.
- وكان يحبُّ الخير لقومه، يدعوهم ليلاً ونهارًا، سرًّا وجهارًا، ينوِّع في دعوته، فمرَّة يخاطب عقولَهم فيُنادي فيهم: يا قوم، لا يستحق العبادةَ إلا الله عزَّ وجل؛ فهو الذي خلقَكم ورزقَكم، كيف تعبدون آلهةً لا تنفع ولا تضرُّ، لا تسمع ولا تبصر؟! ألم ترَوا هذه السماءَ الواسعة، وهذا القمر المُنير والشمس الساطعة، وتلك الجبال الشاهقة؟! مَن الذي خلَقها؟ أليس الله عزَّ وجل؟!
- لما علم سيدنا نوحٌ وأيقن أنه لن يؤمن أحدٌ منهم دعا الله عزَّ وجل وسأله أن لا يترك على هذه الأرض أحدًا من الكافرين؛ فإنك يا رب إن أبقيتَ منهم أحدًا أضلُّوا عبادك الذين تَخلُقهم بعدهم، ولا يَلِدون إلا فاجرًا في الأعمال كافرَ القلب؛ وذلك لخبرته بهم ومُكثِه بين أظهرهم ألفَ سنة إلا خمسين عامًا، فاستجاب الله عزَّ وجل له، ووعَده أنه سيُنجيه وأهله إلا امرأتَه؛ لأنها كانت كافرة، وأوحى الله إليه بأمرٍ عجيب.
- لَمَّا أراد الله أن يطهِّر الأرض من الظلم والكفر أوحى لسيدنا نوحٍ، أن يقوم ببناء سفينةٍ عظيمة؛ من أجل إنقاذ الذين آمَنوا بالله واستجابوا لدعوة النبيِّ نوحٍ، وبالفعل أقبل سيدنا نوحٌ على عمل السفينة، وتوقَّف عن دعوة قومه، وجعل يقطع الخشب، ويَضرب الحديد، ويهيِّئ عدة الفُلك من القَار وغيره مما لا يُصلحه إلا هو، وبَدأ المؤمنون الذين معه يساعدونه، فالأمر لم يكن سهلاً، فهذه سفينة كبيرة جدًّا، سفينةٌ لإنقاذ البشرية ومختلِف أنواع الحيوانات، فكان الأمر متعبًا شاقًّا، ويحتاج لصبر شديد؛ لتكتمل السفينة، وتصبح جاهزة.
- وخلال بنائهم للسفينة جعل قومُه يمرُّون به وهو في ذلك من عمله، ولما رأَوه يبني السفينة -ولم يُشاهدوا قبلها سفينةً بُنِيَت- قالوا: يا نوح، ما تصنع؟ قال: أبني بيتًا يمشي على الماء! فعَجِبوا من قوله وسَخِروا منه، وكانوا يضحَكون يقولون باستهزاء: يا نوح، قد صرتَ نجَّارًا بعد النبوَّة! فكان يرد عليهم بهدوء: إذا كنتم تسخَرون منَّا الآن ومِن سفينتنا فإنا سنسخَر منكم غدًا عند الغرق، وإن كنتم تهزؤَون منا اليوم فإنا نهزأ منكم في الآخرة؛ كما تهزَؤون منا في الدنيا!
- وبعد سنوات طويلة من العمل والجهد والصبر، اكتملَت السفينة العظيمة، أصبحَت جاهزةً تمامًا لمهمَّتها العظيمة، وأوحى الله عزَّ وجل لنبيِّه نوح: إذا فار التنُّور ورأيتَ الماء على وجه الأرض، فاركَب أنت ومَن معك في السفينة، وأمر الله عزَّ وجل سيدنا نوحًا أن يَحمل في السفينة المؤمنين الذين آمَنوا به، وأن يأخذ من كلِّ نوع من النباتاتِ والثمار، والطيور والدوابِّ والحيوانات زوجَين ذكَرًا وأنثى؛ حتى يُحافظ على هذه الأجناسِ ولا تَنقرِض.
- كان سيدنا نوح قد بَنى السفينة، وجعل فيها ثلاثَ طبقات؛ الطبقة السُّفلى للدوابِّ والوحوش، والطبقة الوسطى فيها الإنس، والطبقة العُليا فيها الطَّير، وأخيرًا حانَت اللحظة الحاسمة.
- جاء اليوم الرهيب، وفار التنُّور، وبدأ الماء يَظهر على وجه الأرض، علم نوحٌ أنَّ وعد ربه قد جاء، فأسرع نوحٌ يَفتح سفينته فأدخَل الحيواناتِ والطيورَ كما أمره الله، وبدأ يدعو المؤمنين به للدخول فيها، صَعد أهلُ سيدنا نوح جميعُهم إلا زوجتَه الكافرة، فلَم تصعَد إلى السفينة، وبحَث نوحٌ عن ابنه فلم يجده!
- وفجأةً بدأَت السماء تمطر مطرًا شديدًا، وينهَمِر منها الماء بكميَّات لم تَحدث من قبل، وخرجَت المياه من كل مكان في الأرض، والتقَت أمطارُ السماء بماء الأرض، وبدأت المياه ترتفع، وترتفع، وترتفع، اشتدَّت الرياح، وارتفعت الأمواج، وفجأة رأى سيدنا نوحٌ ابنَه، خاف عليه من الغرق، فنادى عليه وقال: “يا بنيَّ اركَب معنا في السفينة، آمِن بالله ولا تكن مع الكافرين فتَغرَق”! ولكن الابن الكافر رفَض وأصرَّ على كفره، وصاح قائلاً: كلاَّ، سوف ألجَأ إلى ذلك الجبل الشاهق؛ ليَحمِيَني من الغرق.
- نظر إليه سيدنا نوحٌ نظرة أسًى وإشفاق وقال: لا معصوم اليوم من عذاب الله يا بنيَّ إلا من رَحِمه الله بلطفه وإحسانه، لا جبال ولا مخابئ، ولا حامٍ ولا واقٍ، إلا مَن رحم الله، وفي لحظة أتت موجة هائلة قويَّة باعدَت بين الأب وابنه، فلم يَعُد سيدنا نوحٌ يراه، وابتلعت هذه الموجةٌ العالية الابنَ في داخلها وكان مصيره الغرقَ مع الغارقين!
- حزن سيدنا نوحٌ على ابنه، وأشفق عليه، فرفع يده إلى السماء، وتضرَّع إلى الله عزَّ وجل وقال: يا رب، لقد وعدتَني أن تنجي أهلي جميعهم إلا امرأتي، وإن ابني مِن أهلي! فكان الردُّ من الله العظيم أنه ليس من أهلِك الذين وعدتُك بنجاتهم؛ لأنه كان كافرًا.
- أدرك نوحٌ أن ابنه لم يكن مؤمًا، ولم يصدِّق رسالته، فاستسلم لأمر الله ورَضي به، واستغفَر ربَّه على سؤاله نجاةَ ابنه الكافر.
ما زالت السماء تهطل بالأمطار الغزيرة، والأرض تتفجَّر بالمياه الكثيرة؛ الأمواج عالية، والرياح هائجة، والسفينة تشقُّ طريقها وسط تلك الأمواج التي تشبه الجبال، وتمرُّ الأيام والأيام، ويستمر الطوفان مدةً لا يعلمُها إلا اللهُ عزَّ وجل، وقد هلَك كلُّ حي على وجه الأرض، ولم يعُد باقيًا من الأحياء إلا النَّاجون في السفينة. - ولما أراد الله أن تستقرَّ السفينة على اليابسة أمَر الأرض أن تبلَع الماء، والسماءَ أن تتوقَّف عن المطر، ومع الوقت ظهرَتِ الهضابُ والتلال والأودية، ورسَتِ السفينةُ على سطح جبل الجوديِّ، ثم أوحى الله عزَّ وجل لسيدنا نوحٍ أنِ اهبط من السفينة بسلام وبركاتٍ من الله عزَّ وجل، أنت ومن معك من المؤمنين، وغيرهم من الأزواج التي حمَلها معه.
- فنزل المؤمنون من السفينة، وانطلقَتِ الحيوانات والطيور تستأنف حياتها من جديد، وابتدأَت العمارة في الأرض، وأخذ الناس يتوالَدون ويتناسَلون، ويعبدون الله عزَّ وجل وحده لا شريك له، بدون ظُلم، بدون شرور، بدون شِرك، بعد أن أدَّى سيدنا نوح رسالته التي أرسله الله بها فأُهلك الكافرون، ونُجِّي المؤمنون، وعاشوا جميعًا في سلام.
شاهد أيضًا: قصة سيدنا سليمان
قصة ناقة النبي صالح عليه السلام للاطفال
ومن قصص الانبياء التي تجسد العبرة للذين كفروا بالله ولم يستمعوا لهدي أنبياء الله سبحانه وتعالى،نجد قصة ناقة النبي صالح عليه السلام معبرةً عن ذلك، وأحداث هذه القصة فيما يأتي: [3]
- لقد أرسل الله عز وجل نبيه صالحاً عليه السلام إلى قبيلة ثمود؛ ليدعو أهلها إلى عبادة الله وحده سبحانه وتعالى، فطلبوا من صالح عليه السلام أن يأتيهم بآية تدل على صدقه.
- اقترحوا عليه أن يخرج لهم ناقة عُشَراء، من صخرة صماء عينوها بأنفسهم، فأخذ عليهم صالح عليه السلام العهود والمواثيق لئن أجابهم الله إلى سؤالهم، وأجابهم إلى طلبتهم ليؤمِنن به وليتبعُنه.
- فلما أعطوه على ذلك عهودهم ومواثيقهم، قام صالح عليه السلام، ودعا الله عز وجل، فتحركت تلك الصخرة، ثم خرجت منها ناقة عُشَراء كما سألوا.
- فأقامت الناقة وفصيلها بعد ما وضعته بين أظهرهم مدة، تشرب ماء بئرها يوماً، وتدعه لهم يوماً، وكانوا يشربون لبنها يوم شربها، يحتلبونها، فيملؤون ما شاؤوا من أوعيتهم وأوانيهم، فلما رأوا ذلك اشتد تكذيبهم لصالح عليه السلام، وعزموا على قتلها، ليستأثروا بالماء كل يوم، فقتلوها.
- فقال صالح عليه السلام: احذروا عقر ناقة الله، التي جعلها لكم آية عظيمة، ولا تقابلوا نعمة الله عليكم بسقي لبنها أن تعقروها، فكذبوا نبيهم صالحًا وعقروها.
- فجاء عقاب الله ودمرهم، وأرسل عليهم الصيحة من فوقهم، والرجفة من تحتهم، فأصبحوا جاثمين على ركبهم، لا تجد منهم داعيًا ولا مجيبًا.
شاهد أيضًا: قصة سيدنا ايوب
وفي ختام هذا المقال نكون قد قدمنا لكم قصص الانبياء للاطفال مكتوبة، بما تحمله من تفاصيل دقيقة وحيّة، نقلتنا إلى تلك الحقبة الزمنية التي عاشوا فيها.