جدول المحتويات
كيفية تطوير الذات وتنميتها وبناء شخصية تمكن صحابه من الافتخار بها بمرور الوقت؟، منذ بداية الخليقة وعلى مر الأزمان دائماً ما يسعى الإنسان إلى تحقيق مكاسب على جميع الأصعدة (المادية، الاجتماعية، الاخلاقية) بصورة فطرية، ومع الوقت تبين أن تحقيق الطموحات والأهداف هو السبيل الوحيد لذلك، لكن خلال هذه الرحلة تبدأ الذات في التغير بتغير المراحل العمرية للشخص، واختلافات حاجاته الفطرية، والفكرية، والاجتماعية ومن هنا تبدأ ذاتنا في تطورها.
كيفية تطوير الذات
غالباً ما يبني الإنسان الواقعي أهدافه تبعاً لما يملكه من مهاراتٍ، وأفكار، وسلوكيات، ومواهب، ومعلومات، ومعارف، لكن في بعض الأوقات يحلم المرء بما لا يملكه وهذا ليس خطاءً بل هذا عين الصواب، لكن هنا تظهر معضلة جديدة فقد يكون حلمه لا يتناسب مع محدِّداته الذاتيَّةِ أو قد لا يتلاءم معها فماذا يفعل إذن، يتحتم على المرء في تلك الحالةِ أن يسعى لتنفيذ أحد الاحتمالين:
- أولاً إمَّا أن يتراجع عن حلمه، وهدفه ثم ينسحب في هدوء ليعود إلى منطقة الراحة الخاصة به ومن هناك يعلن هزيمته وفشله في تحقيق حلمه ويتخلى عن شكل مستقبله الذي رسمه لنفسه بناءً على ما يريده، وما يريد أن يحقق على المدى الطويل.
- ثانياً أن يشمر عن ساعديه، ويشحذ همته، ويستجمع كامل طاقته في سبيل تحقيق أحلامه والوصول إلى نجاحاته التي لطالما كنت جزء من سبب استيقاظه من النوم والبدء في خوض تحديات متكررة على مدار السنين التي حياها.
- هذه الحالة من التخبط تعين على المرء التعرّف على جميع جوانب حياته وشخصيته وتأملها، وتحديد مقدار طاقاته، والمهارات المختلفة التي يتمتع بها، ومن هنا يبدأ في تطوير كل ما سبق بما يتلاءم مع الحلم الذي يطمح أن يصل إليه.
- باختصار إن اجتهاد الفرد في حياته، واستعداده الدائم لمواجهة الصعوبات، ورغبته المستمرة في تغيير نفسه إلى الأفضل على جميع الأصعدة، وتعزيز قدراته الظاهرة والكامنة، وتلبية متطلبات الحياة اليومية الاجتماعية، والعملية هو ما يطلق عليه تطوير الذات.
شاهد أيضاً: كلمات تحفيزية لتطوير الذات والتشجيع على الدراسة جديدة بالعبارات وبالصور 2021
مفهوم تطوير الذات
قد يخيل إلى البعض أن مفهوم تطوير الذات متعلق فقط بالجانب العملي منها مثل تطوير الذات في العمل، في الجامعة، في الحياة الاجتماعية لكن هذا غير صحيح البتة، ففي الأصل يجب أن يسعى الإنسان لتطوير ذاته لذاته، ما هو مفهوم وكيفية تطوير الذات فيما يلي:
- بدايةً تشير كلمة تطوير في معناها اللغوي إلى عملية التعديل، أو التحسين، أو التجويد إلى ما هو أفضل، وهذا يعني نقل شيء أو منتج من طور (شكل أو هيئة) إلى طور آخر، أما بالنسبة إلى كلمة الذات فهي تعني النفس (الشخص نفسه).
- لذا فإن مفهوم تطوير الذات هو عبارة عن نظامٍ تنمويّ تم تشكيله حتى يرتقي بنفس الإنسان من حال إلى حال أفضل، وفيه يرتكز المرء على تحسين مهاراته الذاتية وسلوكياته اليومية من خلال مجموعة من العمليات، والأفعال التي يتم ممارستها بشكل يومي ومستمر.
- تتضمَّن هذه الأفعال للمرء عدة مكتسبات أهمها اكتساب معلومات ومعارف جديدة وتحسين المهارات القديم والتمتع بمهارات حديثة يستطيع من خلالها أن يبدع الإنسان.
- تطوير الذات كذلك يتيح للشخص منظور جديد للرؤية الأمور، فالأشياء والأحداث تبدأ تغيب عنها البديهة وقانون الأبيض والأسود، ويأخذ الفرد منحى جديد يعتمد على التعامل المرن مع المعيقات والعقبات التي قد تواجهه وتعرقل مسيرته أثناء سعيه في تحقيق ذاته من خلال تحقيق هدفه وحلمه.
- اتفق المفكرين، وعلماء الاجتماع والنفس على أن تطوير الذات ينطوي تحت مظلة السعي، فالإنسان السوي دائما ما يسخر نشاطه ونقاط قوته لتحقيق ذاته، وتحصيل نجاحات على مختلف الأصعدة، وذلك ليس لشيء إلا بغية الوصول إلى راحته النفسية واستشعاره السعادة في حياته.
- أكبر خطأ يقع فيه أغلب الأشخاص هو اقتصار تنفيذ تطوير الذات على منحى واحد من مناحي الحياة، فمثلا نجد بعض الأشخاص يهتمون بتطوير ذاتهم من خلال العناية بشكلهم الخارجي وجسمهم ورشاقتهم، وهذا بالتأكيد ليس بالشيء السيئ لكنه به قصور.
- الذات ليست مكونة من عنصر واحد فهي وليدة مجموعة من العناصر والشكل الخارجي ليس إلا عامل من ضمن مجموعة من العوامل المشكلة للنفس والذات.
خطوات تطوير الذات
تطوير الذات يحتاج إلى اتخاذ خطوات محددة، بناءً على الأهداف التي يسعى الإنسان لتحقيقه وبموجبها سوف يشرع في تطوير ذاته، يمكن أن نلخص أهم الخطوات لـ كيفية تطوير الذات فيما يلي:
تأصيل المبادئ والقيم
يجب أن تعزز المبادئ والقيم التي تتمتع بها كشخص مستقل، فالحياة دون وضع ضوابط يمكن أن تجرف بالإنسان إلى منحى لا تحمد عقباه، ينبغي على المرء أن يضبط نفسه من خلال القيم والمبادئ التي فطره الله تعالى عليها.
التزوّد بالإيمان
نحن في عصر مادي بطبيعة الحال يستحيل أن يتمكن الإنسان أن يحيا فيه دون تعزيز الجانب الروحي في شخصيته وإلا فقد معاني كثيرة من حياته على المدى الطويل، إن اتصال المرء بربه وخالقه ينعكس عليهِ بشحذٍ دائمٍ للهمة، وقادرة على المثابرة، وتهذيبٍ للنفس، وإعانة على الصبر، والتخلق بأطيب الأخلاق وأكرمها، يمكننا قول إن الإيمان هو مفتاح النجاح و بوصلته.
شاهد أيضاً: شعار وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية الجديد 2021
تحديد الأهداف
يجب على الشخص أن يحدد أهدافه قبل البدء بعمل أي شيء، لأن أي فعل بدون هدي ينتج عنه نتيجة غير مرغوبة أو مشبعة، فالأصل أن يعرف المرء غايته ويحدِد وجهته ثم ينطلق حتى لو كنت هذه الغاية هي معرفة الذات واكتشافها، وإذا عرف المرء هدفه وغايته ونقطة الوصول التي يسعى من أجلها، أتقن فن التخطيط، والتنظيم، وحققَ نجاح منقطع النظير.
ترتيب الأولويات
ترتيب الأولويات وتحديدها لا يقل أهمية عما ذكر أعلاه، الأولويات أمر في غاية الأهمية وهي تعتبر جدولِ أعمالٍ زمنيٍّ تتم إضافة المهام التي يجب إنجازها إليها تبعاً لأهميتها، فإذا أعتمد الشخص على الترتيب بناءً على الأولوية حصد إنجازات عظيمة ومجزية، وذلك لأن العشوائية في إنجاز المهام وإهمالِ مفهوم المهم والأهم تؤدي في نهاية المطاف إلى حدوث خلل في النتيجة النهائية.
اكتساب العلوم والمعارف
العلم هو السلاح الوحيد لدفع الإنسان بعيداً الجهل، ويعد من أهم الركائز لإنجاز أي عملِ وتطويره، العلم والمعرفة يعدان المادة الخام القابلة لإعادة التشكيل الشخصية وبناء الذات وتطويرها، فالتطوير القائم على العلم من المؤكد أنه سيعود بالنفع على صاحبه في جميع الأحوال ليس ذلك فحسب بل سوف يؤدي تحسين كافة جوانب شخصيته، ومهاراته، وسلوكه.
التفكير الإيجابي
- الطريق لتطوير الذات قد يكون صعب نوعاً ما، وطويل لذا يحتاج المرء تزود نفسه بالمهارات الأساسية خاصةً تلك المهارات المتعلقة بعمليات التفكير.
- يعد التفكير الإيجابي مهارة أساسية يجب أن تلازم عملية التطوير والتحسين، لأن بموجبها يكتسب الإنسان سمات تساعده على المضي قدماً في كافة دروب التطوير.
- ذلك لأن النظرة الإيجابية كفيلة عبر بإن تغير المستحيل، لأنها تساهم بشكل كبير في حل المشكلات اعتماداً على التفكير الإبداعي، وتساعد كذلك على الابتكار في فيما يخص الخطوات السابقة خاصةً وضع الخطط والأهداف.
- الشخص الذي يفكر بإيجابية يعطي لنفسه بدلاً من الفرصة الوحيدة الف فرص، لأنه لا يعتمد على طريق واحد إذا كان مسدوداً استسلام، فالعكس صحيح فجميع الخيارات مفتوحة ومتاحة.
شاهد أيضاً: طرق تعزيز الثقة بالنفس
التفاؤل
- التفاؤل ما هو إلا ترجمة التفكير الإيجابي، التفاؤل يساعد الإنسان على تنمية دوافعه، ويحفزه على إتمامِ سيره وسعيه في طريق تطوير الذات، وعدم الاستسلام والتخلي عن حلمه، هدفه وطموحه.
- يمكن أن نرى انعكاس التفاؤل في الشعور بالسعادة أثناء القيام بالعمليات والمهام المعتادة خلال رحلة تطوير الذات، تنميته.
الثقة بالنفس
المقصود هنا ليس الغرور بالنفس بل الثقة في قدرة الله على مساعدتك لتحقيق نجاحك، فكل شيء يبدأ من احترام الذات وتقدير مجهوداتها، والثقة بإمكانياتها، وقدراتها، حيث يمكن رؤية أهمية الثقة بالنفس عند رؤية المرء تقدمه على أرض الواقع، واعتزازه بنفسه وبقدراته ومهاراته وأدائه في طريقه لتطوير ذاته.
عادةً ما ينفرد الشخص الذي يثق بقدراته ومجهوداته باكتساب معارف جديدة، ونضجاً مميزاً في جميع جوانب حياته خاصةً الاجتماعية، ينعكس هذا الأثر كذلك على جودة الأداء الذي يقوم به، وإتقانِه لأعماله بصورةٍ ملحوظة، الثقة بالنفس قادرة على إيقاظ عزيمة المرء من جديد، وتوقد همته، وتعزز حيويته، وتزيد من حبَّه لنفسه ولعمله واختصاصه وشخصيته.
التدرج والتوازن
يقصد بالتدرج هنا ترتيب المهام وتنظيم الأداء، وذلك حتى يحقق الإنسان أهدافه، وطموحاته تدريجاً داخل بناءٍ متناغمٍ ومنظَّمٍ، والتدرج هو ترتيب الأولويات التي بناءً عليها يتم ترتيب الأعمال والأفعال باتزانٍ يؤدي في نهاية المطاف إلى تحقيق متطلبات التطوير، وذلك بدوره يصل الإنسان إلى غاياته العليا، ويمنحانِه والاستقرار والتوازن بعيداً عن الإرهاقُ والإحباط والتوتر.
شاهد أيضاً: من فوائد التنمية الذاتية .. أساليب التنمية الذاتية
المثابرة والتركيز
أكثر ما يحيل الإنسان دون تطوير ذاته ويحرمه من لذة النجاح وسعادة الإنجاز هي سمة وبالأحرى آفة التسويف، لذا يجب على من أراد الوصول إلى ما يتمناه أن يسعى، ويعمل، ويركز مجهوداته نحو أهدافه دون تخبط أو تشتت.
خلال رحلة الشخص في معرفة النفس وكيفية تطوير الذات سوف يحقق عدة مكاسب أهمها على الإطلاق هو استثمر حياته وعمره الذي أنعم الله به عليه في شيء ذو نفع وضروري، ثانياً خلال الرحلة سوف يحصد المرء عدد من المعارف والمعلومات التي لن يتمكن من الحصول عليه دون السير في هذا الطريق، وأخيراً الحصول على السكينة والراحة النفسية نتيجة السعي بغض النظر عن النتائج النهائية.