جدول المحتويات
يُعد الشاعر أبو الطيب المتنبي، من أشهر الشعراء العرب في عصره، وأكثرهم براعة، فهو من علامات الأدب العربي الراسخة، حيث قام بكتابة وتأليف العديد والعديد من الديوانات الشعرية، والأمثال العربية والحكم الأدبية الرائعة الخالدة إلى اليوم، إليكم في هذا المقال نبذة عن المتنبي، و كيف مات المتنبي .
من هو ابو الطيب المتنبي و لماذا سمي بهذا الاسم
قد بَرع المتنبي في كتابة الشعر وتأليفه وهو صبياً، وتعددت الأقاويل والحكايات حول أسباب تسمية المتنبي بهذا الأسم. فالبعض يقول أنه لُقب بالمتنبي، حيث أنه قام بإدعاء النبوة أثناء فترة ريعان شبابه، ولكنها لا تمت للحقيقة بصلة، و تُعد رواية كاذبة.
والبعض الآخر قام بتفسير تلقيب المتنبي بهذا اللقب، حيث إنه كان ذو أخلاق كريمة، ومحبوب وذو شأن ومكانة كبيرة لدى العلماء في اللغة والنحو والأدب، وكان دائم الإكثار من ذكر أسماء الأنبياء في أشعاره، وكان كثيراً ما يُشبه نفسه بالأنبياء.
وآخر الأقاويل، تذهب إلى سبب تسمية المتنبي بهذا الأسم، هو أنه جاء من كلمة النبوة، التي تعني المكان أو المنطقة المرتفعة، نِسبة لرفعة منزلته وعلو شعره ومكانته، لا نسبة لإدعاءه النبوة كما قيل. وُعد هذا هو السبب الأصح في تلقيب الشاعر أبو طيب المتنبي بهذا اللقب. وقبل التحدث هن كيف مات المتنبي ، دعونا نستعرض اولاً نبذة عن ابو الطيب المتنبي…
نبذة عن المتنبي
ويتميز شعر المتنبي بمصداقيته، لأنه كان بمثابة وصفاً حقيقياً لحياته، وما تخللها من أحداث مضطربة في عصره، الذي عاش فيه. فتحدث عنه بعقله وفكره، وما أعجبه وما أغضبه بكل قوة و شجاعة وبلاغة. فالمتنبي نموذجاً مثالياً للشاعر الحقيقي.
عاصر المتنبي “سيف الدولة الحمداني” الذي عُرف بكثرة أفضاله، فذهب إليه المتنبي طالباً منه أن يمدحه بشعراً له، فسمح له “سيف الدولة الحمداني” وأُعجب بما قاله المتنبي، من قصائد وأشعار. فأكرم المتنبي وقام بتقريبه منه، خاصة أنهما متقاربان في العمر.
وإنتشر بينهما الحب والإحترام، إلا أن المتنبي تميز بكثرة تأليفه القصائد الشعرية، التي يمدح فيها نفسه، ويقدم مدحه لنفسه عن ممدوحه، الأمر الذي أزعج و أغضب “سيف الدولة الحمداني” منه بشده، وساد بينهما الجفاء، الذي ساعد في إنتشاره أكثر كارهي المتنبي الموجودين داخل البلاط وأستمر الجفاء بينهما طويلاً، فقام المتنبي بكتابة شعر جافاه فيه، وقام بمغادرة البلاد حزينا ورحل إلى مصر.
شعر المتنبي
ومن هذا الهجاء لسيف الدولة الحمداني :
“ما لي أُكَتِّمُ حُبّاً قد بَرَى جَسَدي
وتَدَّعِي حُبَّ سَيفِ الدَولةِ الأُمَمُ”
فقد طال الجفاء من “سيف الدولة الحمداني” للمتنبي لذلك السبب، الذي لم يقدر على تحمله المتنبي، حزنا منه على صداقتهما والحب والإحترام الذي كان بينهما، فهجاه وترك البلاد وسافر إلى مصر وأنهاها بعتابه فقال :
“هذا عِتابكَ إِلاَّ أَنَّهُ مِقَةٌ
قد ضُمِّنَ الدُرَّ إِلّا أَنَّهُ كَلِمُ”
حينما سافر المتنبي إلى مصر، كان طامعاً في أن يتولى حكم ولاية يهديها له “كافور الأخشيدي” ، فقام بكتابة قصيدة شعرية يمدح فيها “كافور الأخشيدي”، ولكن كانت قصيدة يملأها جفاءه و إشتياقه لسيف الدولة الحمداني، مما أغضب “كافور الأخشيدي” وفهم غرض المتنبي، ولم يعطيه ما أراد. لذلك إنزعج المتنبي من “كافور الأخشيدي” فهجاه في قصيدة شعرية، أظهرت هجاءه هو ومصر وحاشيته، ثم هاجر من مصر بعدها في ليلة عيد.
كيف مات المتنبي
أثناء عودته إلى بغداد مع ابنه وغلامه، إعترض طريقه أحد قُطاع الطُرق من اللصوص يُدعى “فاتك بن أبي جهل الأسدي” ، ومعه مجموعة من الرجال، وكان منهم الرجال الذي قام المتنبي بهجاءهم من قبل، فعلم المتنبي وقتها إنه ميتاً لا محال، فحاول أن يلذ بالفرار ولكن قال له غلامه :
“أنت الشجاع الذي تعرفه الناس ولا يتحدثون عنه بالهروب”
وقال له غلامه أيضصا :
أنت من قلت :
“الخَيْلُ وَاللّيْلُ وَالبَيْداءُ تَعرِفُني وَالسّيفُ وَالرّمحُ والقرْطاسُ وَالقَلَمُ”
بعدها قال له المتنبي :
“قتلتني قتلك الله”
فلم يهرب المتنبي وعاد إلى القتال إلى أن تم قتله.
فعرف موت المتنبي بأنه قـتل بشعره .
وقيل بعد موته :
بيت الشعر الذي قتل صاحبه.
وذلك نكون استعرضنا معكم نبذة عن المتنبي، وكيف مات المتنبي ، ومن قتله. رحم الله المتنبي، أبرز شعراء العرب.