كيف نخدم الوطن وما هي اهمية الدفاع عن الوطن
علينا أن نتعلم كيف نخدم الوطن بفاعلية لضمان رفعته وحفظ استقراره، فالوطن في حاجة ماسة لجهود كل أبنائه حتى ينهض ويتجاوز الأزمات والمحن التي من دورها أن تهدد استقراره وأمنه؛ حيث أن الوطن له قيمة ومكانة سامية في قلوبنا وقيمنا وديننا الحنيف. والانتماء للوطن لا يكون بمجرد رفع الشعارات أو الكلمات، بل لا بد من أن يتمكن الحب والإخلاص والفداء والتضحية في قلب كل مواطن، وأن يبحث عن جميع الطرق والوسائل التي يمكنه بها أن يخدم وطنه ومجتمعه وأن لا يتوانى عن أي شيء من ذلك.
حب الوطن
الوطن هو الشمس التي لا تغرب، وهو اللبنة الأولى التي نضعها لتأسيس حياتنا، وهو أيضًا الأمل الذي يسير بنا نحو تحقيق ذواتنا لنرقى به نحو الأمان والسلام والعلم و الحضاره والتقدم، فالإنسان بعلمه وعمله هو باني رفعة الوطن، والإنسان بجهله وسوء أخلاقه هو المدمر لهذا الوطن مثل المرض العضال يبدأ بتدمير الجسد شيئًا فشيئًا، ويلقي به أسيرًا للضعف والتخلف. [1]
ويعد حبّ الوطن من الإيمان، ولا يمكن لأيّ شخص، مهما ارتقى أن ينكر ذلك، وهذا لا يشعر به أو يعانيه إلّا المغترب الذي تبعده ظروفه عن وطنه وأهله، وهذا ما يعني أن الشوق يتضاعف، فحبّ الوطن لايمكننا انكاره؛ لأنه من أغلى الأشياء في حياتنا، وبكلمات بسيطة، يمكن أن نلخص الوطن في كلمات بسيطه، فالوطن هو الحضن الذي يجمعنا، وهو الحب الذي يتجاوز كل حب، وهو ما يجعلنا نفديه ونحافظ على هذا الشرف العظيم الذي يجعلنا أكثر ولاء وانتماء له، و حفاظًا عليه. وبقدر ما تهان كرامته، ويصاب بأذى، فإن هذا سوف ينال من قدر ومكانة أبنائه، ويذهب بهم إلى التخلف و المهانه والاستعباد. [2]
كيف نخدم الوطن
يمكن إجمال أهم ما يمكننا فعله لخدمة الوطن في مجموعة من الأمور كالآتي:
- كون حب الوطن في قلب كل مواطن يبدأ من مجرد الشعور بالحب تجاه الوطن وكل ما فيه، بالإضافة إلى شعور بالفخر والرفعة بأنّ هذا الوطن هو وطني.
- وجوب أخذ المواطن بأخلاقيات المواطنه، فعلى سبيل المثال لا الحصر؛ عليه المحافظة على نظافة المرافق العامّة والخاصّة.
- العمل التطوّعي من أهمّ الأعمال التي تقدّم لخدمة الأوطان، والتي تعود بالنفع الكامل على الوطن والمواطن، فالعمل التطوعي ينمي روح المحبة والألفة بين المواطنين، ويشعر المواطن بحبه تجاه مجتمعه ووطنه.
- التعامل مع المال العام على أنه مالٌ خاص، حيث أن حمايته تكون طواعية، وليست فرضًا.
- العلم ومواكبة التطور، وعمل المشاريع التي تعود على المجتمع والوطن بالنفع الكبير مثل الاختراعات، وتطبيق العلم على أرض الواقع، وهذا من أهمّ ما يخدم به المواطن بلده.
- القيام بالواجبات واحترام حقوق الآخرين، وهذا مما يحافظ على تماسك ولحمة الوطن.
- الحفاظ على أمن الوطن، وعدم المشاركة في أعمال الشغب والفوضى.
- البقاء في الوطن والبعد عن الهجرات التي تجعل من المواطنين عاملون في خدمة أوطان أخرى.
اهميه الدفاع عن الوطن
جعل الإسلام حب الوطن والانتماء له جزءًا من العقيدة، وجعل الدفاع عن تراب الوطن واجباً مقدساً، وقد أكد علماء الدين على أنه لا يجوز لمسلم أن يخون وطنه أو يبيعه مهما كان الثمن، كما لا يجوز الاعتداء والعبث بممتلكاته، مهما لاقى الإنسان من ظلم وقهر في وطنه، فالوطن في مفهومه الواسع والشامل هو الأرض التي أمرنا الله -عز وجل- بإعمارها. والوطن هو الأرض والشعب والنظام والعادات والتقاليد والقيم. [3]
وهناك قاسم مشترك بين الإنسان والوطن الذي يعيش على أرضه، ويتجسد هذا القاسم في التراب الذي تتكون منه أرض الوطن، فمن هذا التراب خلقنا وعليه نحيا وبداخله ندفن الى أن يبعثنا الله -سبحانه وتعالى- يوم القيامة. فالإنسان خلق في هذه الدنيا للإعمار وليس للإفساد، والمؤمن الصادق هو الذي يعرف قيمة وطنه، انتماءه له فوق كل انتماء، فحب الوطن واجب شرعي، كما أن الدفاع عن الوطن ضد المعتدين واجب شرعي أيضًا، لا يجوز التخلف عنه بأي حال من الأحوال. [3]
كيف يمكن للطالب ان يخدم وطنه
إن كنت طالبًا لا بد لك أن تعلم أن هناك العديد من الطرق التي يمكنك بها أن تكون عنصرًا فاعلًا في وطنك وجتمعك، وسألخص لك بعض النقاط المهمة التي إن قمت بتطبيقها فأنت تسير بالإتجاه الصحيح نحو خدمة الوطن والدفاع عنه:
- خدمة الطالب لوطنه تكون بأن ينشد الطالب كل يوم نشيده الوطني، دون خجل أو خوف.
- اتباع القوانين التي تفرضها المدرسة والمجتمعات، في كافة المجالات والأحوال.
- كون الطالب فعالًا في حلّ المشكلات المنتشرة في مجتمعه وبين زملائه.
- تعلم الطالب أن العمل التطوعي ينمي روح المحبة والألفة بين المواطنين، ويشعر المواطن بحبه الكبير تجاه مجتمعه، فمن الجميل أن يقوم الطلبة بالتطوع في الزراعة والاهتمام بالأرض المحيطة بالمدرسة، أو يرسم على الجدران، أو يخط أبياتًا من الشعر عن حبّ الوطن.
- القيام بالواجبات واحترام حقوق الآخرين، وهذا مما يحافظ على تماسك المجتمع.
- الحفاظ على الأمن العام، وعدم المشاركة في أعمال الشغب والفوضى التي يقوم بها الطلبة ضدّ مدرسيهم.
- البقاء في الوطن والبعد عن الهجرة، وإن اضطر الطالب للهجرة يكون بيده أن يعطي صورة جميلة فيكون سفيرا لوطنه، وأن يوصل فكرة صحيحة عن حضارة بلده، وأن يقوم بجلب الاستثمارات الاقتصادية والعلمية لبلده، لما فيه من ضمان رفعه للوطن.
فيما سبق ذكرنا كيف نخدم الوطن من خلال مساهمتنا الفاعلة في رفعته وحفظ أمنه واستقراره، كما وضحنا كيف أن الإسلام قد أعلى من قيمة الوطن وأمرنا بإعماره والدفاع عنه بكل الوسائل الممكنة.