ما العلاقة بين الصخور والمصابيح الفلورية ؟، سؤال من الأسئلة الغريبة والغير منطقية فهل يوجد حقاً علاقة بين الصخور و المصابيح الفلورية، إن إجابة هذا السؤال فضولية ومثيرة، لأنها تحمل في طياتها تاريخ طويل من القصص والتجارب، وهذا ما سنتعرف عليه في هذا المقال.
ما العلاقة بين الصخور والمصابيح الفلورية
إن العلاقة بين الصخور والمصابيح الفلورية، تعود إلى صانع الأحذية الإيطالي، حيث أنه في عام 1600 ميلادي، وجد هذا الإيطال صخرة تحتوي على معدن مضيء، مما دفع هذا الإكتشاف العلماء للبحث عن معادن أخرى تتمتع بهذه الخاصية، حيث تم إكتشاف عدة مواد من نوع الفوسفوري، والفلوري، تتفاعل مع بعض أشكال الطاقة، وتصدر ضوء بعد التفاعل، ولكن في نفس الوقت يصدر هذا المعدن إضاءة غريبة عند تعريضه للأشعة فوق البنفسجية، ومع هذا الإكتشاف العظيم والذي فتح الباب للعلماء للعديد من التجارب و الإختراعات، وفي منتصف القرن التاسع عشر، أستطاع أحد العلماء أن يستفيد من تفاعل خصائص المواد الفلورية في توليد نوع جديد من الإضاءة، حيث قام بوضع مادة فلورية داخل أنبوب زجاجي، ومرر فيه شحنة كهربائية، فكان هذا أول اختراع للمصابيح الفلورية.[1]
ما هو معدن الفلوريت
إن جميع المعادن لديها القدرة على عكس الضوء، وهذا ما يجعلها مرئية للعين البشرية، ولكن بعض المعادن لها خاصية فيزيائية مثيرة للاهتمام تعرف باسم التألق الضوئي، حيث تتمتع هذه المعادن بالقدرة على امتصاص كمية صغيرة من الضوء مؤقتاً وتحرر في وقت لاحق كمية صغيرة من الضوء بطول موجي مختلف، ويؤدي هذا التغيير في الطول الموجي إلى تغير مؤقت في لون المعدن، حيث يكون تغير لون المعادن الفلورية أكثر إثارة عندما تضيء في الظلام بواسطة الضوء فوق البنفسجي، والضوء فوق البنفسجي هو ضوء غير مرئي للإنسان، وغالباً ما يختلف الطول الموجي للضوء المنبعث من معدن الفلورسنت اختلافاً واضحاً عن الطول الموجي للضوء الساقط، وينتج عن هذا تغير واضح في لون المعدن، حيث يستمر هذا التوهج، لطالما أن المعدن مضاء بضوء ذو طول موجي مناسب.[2]
خصائص معدن الفلوريت
هناك خصائص عديدة لهذا المعدن وبعض المعادن التي تكون من نفس الفئة، وهذه الخصائص هي التي تميزها عن باقي المعادن، واليكم هذه الخصائص:[3]
- الوميض الفوسفوري (بالإنجليزية: PHOSPHORESCENCE): إن في عملية التألق الضوئي تقفز الإلكترونات التي تثيرها الفوتونات الواردة إلى مستوى طاقة أعلى وتبقى هناك لجزء ضئيل من الثانية قبل أن تعود إلى الحالة الأرضية وتصدر ضوءاً، بحيث يمكن للمعادن ذات الفسفور أن تتوهج لفترة وجيزة بعد إيقاف تشغيل مصدر الضوء، وتشمل المعادن الفسفورية كلاً من الكالسيت، والسيلستيت، والكولمانييت، والفلوريت، والسفاليريت، والويليميت.
- اللمعان الحراري (بالإنجليزية: THERMOLUMINESCENCE): وهو قدرة المعدن على إصدار كمية صغيرة من الضوء عند تسخينه، وقد يصل هذه التسخين لدرجات حرارة منخفضة تصل إلى 50 إلى 200 درجة مئوية، وهي درجة أقل بكثير من درجة حرارة الإنصهار او التبخر للمعادن.
- اللمعان الميكانيكي (بالإنجليزية: TRIBOLUMINESCENCE): تبعث بعض المعادن الضوء عند تطبيق القوة الميكانيكية عليها، بحيث تتوهج هذه المعادن عندما تتعرض للضرب أو السحق أو الخدش أو الانكسار، وهذا الضوء هو نتيجة لإنكسار الروابط داخل الهيكل المعدني، ولكن تكون كمية الضوء المنبعثة صغيرة جداً.
وفي ختام هذا المقال نكون قد عرفنا إن العلاقة بين الصخور والمصابيح الفلورية، هي بسبب توهج بعض أنواع المعادن في الصخور، وكما تعرفنا ايضاً على خصائص هذه المعادن التي تميزه عن باقي المعادن الأخرى، ووضحنا سبب عكس الضوء لمعدن الفلوريت.
المراجع
- ^ geology.com , Fluorescent Minerals , 10/11/2020
- ^ minerals.net , FLUORESCENCE and PHOSPHORESCENCE , 10/11/2020
- ^ geology.com , Fluorite (also known as Fluorspar) , 10/11/2020