جدول المحتويات
ما هي سنة صلاة الظهر ؟ هو عنوان هذا المقال، ومن المعلوم أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- شرع صلاة الفريضة، وشرع إلى جانبها النافلة لتجبر النقص الحاصل في الفريضة، ومن المعلوم أيضًا أنَّ صلاة الظهر كان لها حظًا وافرًا من النافلة، فما هي صلاة الظهر؟ وما هي سنتها؟ وما هو فضل سنتها؟ وما هو وقت صلاة الظهر؟ كلُّ هذه الأسئلة سيتمُّ الإجابة عليها في هذا المقال، وفيما يأتي ذلك:
صلاة الظهر
إنَّ صلاة الظهر تعدُّ أول صلاةٍ صلَّاها جبريل -عليه السلام- برسول الله -صلى الله عليه وسلم- ودليل ذلك قوله: “أمَّني جبريلُ عندَ البيتِ مرَّتينِ فصلَّى بيَ الظُّهرَ حينَ زالتِ الشَّمسُ وَكانت قدرَ الشِّراكِ وصلَّى بيَ العصرَ حينَ كانَ ظلُّهُ مثلَهُ وصلَّى بيَ يعني المغربَ حينَ أفطرَ الصَّائمُ وصلَّى بيَ العشاءَ حينَ غابَ الشَّفَقُ وصلَّى بيَ الفجرَ حينَ حرمَ الطَّعامُ والشَّرابُ على الصَّائمِ فلمَّا كانَ الغدُ صلَّى بيَ الظُّهرَ حينَ كانَ ظلُّهُ مثلَهُ وصلَّى بي العصرَ حينَ كانَ ظلُّهُ مثليهِ وصلَّى بيَ المغربَ حينَ أفطرَ الصَّائمُ وصلَّى بيَ العشاءَ إلى ثلثِ اللَّيلِ وصلَّى بيَ الفجرَ فأسفَرَ ثمَّ التفتَ إليَّ وقالَ يا محمَّدُ هذا وقتُ الأنبياءِ من قبلِكَ والوقتُ ما بينَ هذينِ الوقتينِ”،[1] كما أنَّها أول صلاةٍ ظهرت في الإسلام، وهذا سبب إطلاق اسم الأولى عليها، كذلك تُسمى بالهجيرة،[2] وقد أجمع أهل العلم على أنَّ عدد ركعات الفريضة فيها أربع ركعات، يُخافت المصلي القراءة بهنَّ، ويجلس فيها جلستين، بعد كلِّ ركعتين جلسة للتشهد.[3]
شاهد أيضًا: حكم الابتداء بالنافلة إذا أقيمت الصلاة
ما هي سنة الظهر
إنَّ سنة صلاة الظهر ركعتان قبل الظهر وركعتان بعدها، ودليل ذلك قول ابن عمر -رضي الله عنه-: “حفظت من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ عشرَ ركعاتٍ سِوى الفريضةِ ركعتينِ قبلَ الظهرِ وركعتين بعدَ الظهرِ وركعتين بعد المغربِ وركعتين بعدَ العشاءِ وركعتين قبلَ الغداةِ”،[4] وكذلك ورد عن النبيِّ أنَّه كان يصلي أربع ركعاتٍ قبل الظهر وركعتين بعدها، ودليل ذلك ما ورد عن السيدة عائشة -رضي الله عنها-: “أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ لا يَدَعُ أرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ، ورَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الغَدَاةِ”،[5] وبالطبع لا تعارض بين قول ابن عمر وقول عائشة، لأن الزيادة في حديث عائشة، علمتها عائشة -رضي الله عنها-، ولم يعلمها ابن عمر -رضي الله عنه- عن رسول الله،[6] ومن المعلوم أنَّ لسنة الظهر فضلٌ عظيم، وفيما يأتي فضل صلاة راتبة الظهر:
- ما ورد عن عبدالله بن السائب -رضي الله عنه- حيث قال: “أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كان يصلي أربعًا بعد أن تزولَ الشمسُ قبلَ الظهرِ وقال : إنها ساعةٌ تُفتح فيها أبوابُ السماءِ، وأُحبُّ أن يصعَد لي فيها عملٌ صالحٌ”.[7]
- ما رُوي عن أمِّ حبيبة -رضي الله عنها- حيث قالت: “من رَكعَ أربعَ رَكعاتٍ قبلَ الظُّهرِ وأربعًا بعدَها حرَّمَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ لحمَه علَى النَّارِ فما ترَكتُهنَّ منذُ سمعتُهنَّ”.[8]
وقت صلاة الظهر
لا خلاف بين الفقهاء في أنَّ أول وقت صلاة الظهر هو زوال الشمس، أي ميلها عن وسط السماء، أمَّا آخر وقتها فهو محلُّ خلافٍ بين العلماء؛ حيث ذهب جمهور الفقهاء إلى أنَّ آخر وقتها هو بلوغ الظلِّ مثله غير فيءِ الزوال، وذهب الأحناف إلى أنَّ آخره إذا صار ظلَّ كلِّ شيءٍ مثليه سوى في الزوال،[9] وقد ذهب العلماء إلى أنَّ في حالة الحرِّ الشديد يجوز تأخير صلاة الظهر إلى الإبراد، ودليل ذلك ما قاله النووي: “حَقِيقَةُ الإِْبْرَادِ أَنْ يُؤَخِّرَ الصَّلاَةَ مِنْ أَوَّل وَقْتِهَا بِقَدْرِ مَا يَحْصُل لِلْحِيطَانِ فَيْءٌ يَمْشِي فِيهِ طَالِبُ الْجَمَاعَةِ، وَلاَ يُؤَخَّرُ عَنْ نِصْفِ الْقَامَةِ”، وإلى قريب ذلك ذهب المالكية والحنابلة، أمَّا الأحناف فيستحبُّ عندهم تأخير صلاة الظهر في الصيف مطلقًا من غير اشتراطِ لشدَّة الحرِّ ولا حرارة البلد.[9]
شاهد أيضًا: شروط الصلاة وأركانها وواجباتها وما هي أهمية الصلاة في الإسلام
وبذلك نكون قد وصلنا إلى ختام مقال ما هي سنة صلاة الظهر والذي تمَّ الحديث فيه عن صلاة الظهر والإشارة إلى أسمائها، كما تمَّ الحديث عن سنة الظهر وفضلها، وفي الختام تمَّ الحديث عن وقت صلاة الظهر.
المراجع
- ^ صحيح أبي داوود، الألباني، عبدالله بن عباس، 393، حديث صحيح
- ^ الموسوعة الفقهية الكويتية، مجموعة من المؤلفين، ص310 , https://al-maktaba.org/book/11430/17233#p1 , 9-3-2021
- ^ الأوسط في السنن والإجماع والاختلاف، ابن المنذر، ص318 , https://al-maktaba.org/book/21113/1297#p1 , 9-3-2021
- ^ مسند أحمد، أحمد شاكر، عبدالله بن عمر، 97/8، حديث إسناده صحيح ص
- ^ صحيح البخاري، البخاري، عائشة أم المؤمنين، 1182، حديث صحيح
- ^ islamweb.net , سنة الظهر القبلية والبعدية , 9-3-2021
- ^ صحيح الترمذي، الألباني، عبدالله بن السائب، 478، حديث صحيح
- ^ صحيح النسائي، الألباني، أم حبيبة، 1811، حديث صحيح
- ^ الموسوعة الفقهية الكويتية، مجموعة من المؤلفين، ص310 , https://al-maktaba.org/book/11430/17234 , 9-3-2021
- ^ الموسوعة الفقهية الكويتية، مجموعة من المؤلفين، ص311 , https://al-maktaba.org/book/11430/17235 , 9-3-2021