جدول المحتويات
متى وقعت معركة عين جالوت حيث قد عانت الأمة الإسلامية بداية من الدولة الخوارزمية في ما وراء نهر السند من خطر التتار الذين هاجموها وقضوا على حكم خوارزم شاه بها ثم انطلقوا من بعدها نحو بلدان العالم الإسلامي يواصلون اعتدائهم الوحشي حتى وصلوا بغداد فأعملوا فيها القتل وسفك الدماء.
ما هي معركة عين جالوت
معركة عين جالوت هي المواجهة العسكرية الحاسمة وأحد المعارك التي وصفها المؤرخون بأنها معارك فاصلة في التاريخ الإسلامي حيث كانت خط النهاية لسلسلة من الحروب والهجمات التي تعرضت لها بلاد المشرق الإسلامي، تمت بين قوات التتار بقيادة كتبغا الذي تركه هولاكو على قيادة جيوش التتار بعدما اضطر للعودة إلى موطنه قوراقورم وبين الجيوش المملوكية بقيادة الملك المظفر سيف الدين قطز حاكم مصر.
متى وقعت معركة عين جالوت
وقعت معركة عين جالوت في يوم الخامس والعشرين من شهر رمضان في سنة 658 هـ الموافق شهر سبتمبر من عام 1260م ، هذا التوقيت من العام كان شهر أغسطس وما بعده حيث تتميز فلسطين بارتفاع درجة الحرارة بسبب موقعها الجغرافي المختلف عن الموقع الجغرافي لمنغوليا موطن ومكان نشأة المغول التي تتسم بدرجات الحرارة المنخفضة والباردة مما سيشكل ضغطًا على قوات المغول حيث المناخ القاسي والحار.
أين وقعت معركة عين جالوت ومن هم قادتها
وقع اختيار الملك المظفر سيف الدين قطز على منطقة عين جالوت في أرض فلسطين حيث تمتاز تلك المنطقة بقربها من المناطق الساحلية التي كانت خاضعة في ذلك الوقت لسيطرة الصليبين؛ الذين أبدوا استعدادهم لتسهيل مرور القوات الإسلامية عبر إمارة بيت المقدس للوصول لعين جالوت، ومنطقة عين جالوت سهل منبسط فيه جبل وهو ما يمثل ميزة استراتيجية في المعارك حيث ستكون المواجهة على أرض منبسطة، ويكون الجبل موقعًا مميزًا للرماة في حالة المناوشات.
أسباب معركة عين جالوت
هناك عدد كبير من الأسباب التي أدت لوقوع معركة عين جالوت وهي كما يلي:-
- استنجاد الملك الناصر صاحب حماه بالمماليك في مصر للوقوف بجانبه في مواجهة جيوش هولاكو قائد التتار الذي كان يخطط للهجوم على بلاد الشام.
- سقوط مدينة حلب في يد التتار بعد الهجوم عليها، واستمرار الهجوم حتى القلعة التي احتمى بها الملك المعظم تورانشاه حتى أصيب ومات على إثر إصابته.
- تسليم دمشق وحماه لقوات هولاكو دون قتال وهروب أمراءها نحو مصر لمحاولة الاتحاد مع الملك المظفر قطز لمواجهة التتار.
- أصبح احتلال مصر هدفا استراتيجيا لهولاكو مما جعل الملك المظفر قطز يقرر الخروج لملاقاة التتار خارج مصر.
- كان ضروريًا العمل على وقف زحف التتار في أرجاء العالم الإسلامي.
شاهد أيضًا: ما هي اول معركة بحريه في تاريخ الاسلام
أحداث معركة عين جالوت
بدأت تحركات طلائع الجيوش الإسلامية بقيادة الأمير بيبرس نحو فلسطين في يوليه 1260م واستطاع تحقيق نصر كبير على حامية جيوش المغول على غزة بفلسطين، وقد أعطى هذا الانتصار للقوات الإسلامية في شتى الجهات الحماس للجهاد، لأنها المرة الأولى التي يهزم بها المغول منذ بداية هجومهم على العالم الإسلامي، وبعد وصول القوات الرئيسية بقيادة الملك المظفر سيف الدين قطز إلى عين جالوت في الخامس والعشرين من رمضان سنة 658 ه الموافق سبتمبر 1260م التقى الجيشان الإسلامي والمغولي.
وقد خطط سيف الدين قطز تقسيم قواته بحيث يكون في مواجهة قوات كتبغا قائد التتار مقدمة جيش المماليك فقط بقيادة الأمير بيبرس، أما بقية القوات فقد خطط لإخفائها بين التلال المحيطة بالمنطقة، فما أن رأى كتبغا الجيش أمامه وظاهرًا عليه قلة العدد حتى هجم عليه بكل قواته وكان بيبرس يتقهقر أمامه باتجاه التلال، حتى اكتمل وجود جيش التتار داخل سهل عين جالوت خرجت له القوات من وراء التلال وقامت بتطويق جيش كتبغا.
وقد قاتل الملك المظفر قطز في تلك المعركة بجانب الجنود وبعد هزيمة التتار أمام جيوش المسلمين فرت القوات الباقية من عين جالوت نحو بيسان وحاولوا جمع صفوفهم مرة ثانية ودرات المعركة مرة أخرى وانتصرت بها قوات المسلمين، ثم عاودت القوات الباقية من التتار للتجمع مرة ثالثة في أفامية فقام بيبرس بمواجهتهم حتى هزمهم وغنم الكثير من الأموال والخيول.
نتائج معركة عين جالوت
لقد كانت معركة عين جالوت علامة فاصلة في تاريخ العالم الإسلامي وقد ترتب عليها الآتي:
- قتل كتبغا قائد التتار ووصول أخبار هزيمة التتار أمام المسلمين لهولاكو الذي حاول إعادة مهاجمة الشام لكنه انشغل بحروبه مع منافسيه من أبناء عمومته وعاجله الموت بعد ذلك دون محاولة الهجوم على الشام مرة أخرى.
- متابعة القائد بيبرس مطاردة المغول الفارين في بلاد الشام وتطهير مدن الشام من الحاميات التتارية، وإطلاق سراح الأسرى من المسلمين عند التتار.
- بعد استكمال تطهير الشام من فلول التتار أعلن السلطان قطز توحيد مصر والشام مرة أخرى في دولة واحدة تحت زعامته بعد مرور عشرة سنوات على موت الصالح نجم الدين أيوب في سنة 648هـ.
شاهد أيضًا: من هو مؤسس الامبراطوريه المغولية
أسباب انتصار المسلمين في عين جالوت
لم يكن النصر أبدًا وليد اللحظة أو بسبب صدفة إنما هو دوما حليف المجتهد والمتوكل على الله بعد صدق العمل:
- القيادة الحكيمة التي اتصف بها الملك المظفر سيف الدين قطز والتي اكتسبها من كثرة مشاركته مع الأيوبيين في معاركهم فاكتسب من ذلك خبرة عظيمة منذ نعومة أظافره.
- التخطيط الجيد وحسن الإدارة من الملك المظفر سيف الدين قطز فقد اتخذ عدة اجراءات دفاعية منها ضم الأمراء الأيوبيين الذين فروا من الشام بعد هجمات التتار عليها، وقد نحى كل الخلافات التي كانت بينهم ولم يعطها أي اهتمام في سبيل توحيد الصف الإسلامي لمواجهة خطر التتار.
- التحضير الجيد للمعركة استراتيجيًا من خلال استغلال كل الموارد المتاحة وحشد المجاهدين من البلدان الإسلامية المتضررة من هجمات التتار، بما في ذلك محاولة التحالف مع الملك الناصر حاكم الشام وتوحيد القوات في المواجهة المرتقبة.
- التخطيط العسكري الجيد من تقسيمه للجيش وعدم الدفع بالجيش كاملًا في المواجهة الأولى مع قوات كتبغا والاستفادة من السمات الجغرافية لمنطقة عين جالوت ووجود تلال بها.
- تحديد قطز لكافة الشئون الإدارية في الجيش المملوكي وكذلك تحديده لنوع المساعدات التي طلبها من حاكم حماة وحاكم الصليبين ورفضه لمشاركة الصليبين بجنود في تلك المعركة ولكنه طلب منهم أن يكونوا على الحياد لا معه ولا مع التتار حتى يكون العمل الجهادي إسلاميًا خالصًا.
ولقد شكل خطر المغول في ذلك الزمان عاصفة جامحة ضربت دول العالم الإسلامي حتى ظن الناس بعد سقوط عاصمة الخلافة الإسلامية بغداد في أيدي التتار وقتل الخليفة العباسي على أيديهم أن العالم سينتهي وتقوم قيامته، ولم يعد بإمكان أي دولة الوقوف في وجه تقدم التتار، ولكن الله دومًا في عون الصادق المؤمن بالجهاد وفضله، إذا كان النصر حليفًا لقوات المسلمين تحت قيادة الملك المظفر قطز.
وفي النهاية نكون قد عرفنا متى وقعت معركة عين جالوت حيث أسهبت المصادر التاريخية في وصف أعمال التتار بعد دخولهم بغداد، واستمر زحف خطر التتار حتى صار على اعتاب مصر وهنا كان لزامًا وجود قائد شجاع يحمل على كتفيه مهمة صد خطر المغول الزاحف نحو مصر وأفريقيا فكانت معركة عين جالوت.