ملخص رواية فوضى الحواس
جدول المحتويات
ملخص رواية فوضى الحواس التي تُعتبَر من أفضل الروايات الجزائرية، التي تَعتمد على مواضيع حقيقية، كما أنها تتناول التناقُضات والتطرّف في المشاعِر الذي يمر به المواطن، فهو يعشق إلى حد الكُره، ويَكره إلى درجة الحُب، وتَمزج الكاتبة بَين هذه المتناقضات بأسلوب بديع ومشوّق، مروراً بالسياسة والصّراعات التي تتحكّم في أبطالها والتشابُك بين أقدارهم، وفي هذا المقال سنتطرّق إلى حياة الكاتبة وملخّص عن روايتها ورؤياتها في النص، وبعض الاقتباسات من الرواية.
من هي كاتبة رواية فوضى الحواس
كاتبة رواية فوضى الحواس هي أحلام مستغانمي وهي كاتبة وشاعرة جزائرية، وتعدّ من أشهر الكاتبات العربيات المعاصرات، ولدت في تونس عام 1953، وهاجرت مع أسرتها هربًا من السلطات الفرنسة، وعادت إلى الجزائر في عام 1962، هناك حيث دخلت أوّل مدرسة عربيّة، ثم كانت ضمن أول فوج من الخرّيجين الجزائريين الذين تعلّموا العربية عوضاً عن الفرنسية، اكتسبت أحلام شُهرتها من أشعارها الجريئة وتجاوز “الثالوث المحرّم” الذي يُعتبر الخوض فيه جريمة آن ذاك، وفي السبعينات من القرن العشرين تزوجت من “جورجس الراسي” الصحفي والمؤرخ اللبناني، وحازت على جائزة نجيب محفوظ في الأدب عن رواية ذاكرة الجسد.[1]
ملخص رواية فوضى الحواس
تَدور أحداث الرواية حول كاتبة متزوّجة، ورجل غامض يَحمل اسم “صاحب المعطف” وهو رجل له فَلسفة غريبة، تلتقي به البطلة بالصّدفة وتحاول إتّخاذه كمصدر للإلهام حتى تكمل روايتها التي تكتبها، وتحظى الكاتبة بعلاقة حسّية غريبة تتطوّر تلك العلاقة حتى يدعوها الرجل إلى مَنزله، لكن زواجها يجعلها تتردّد، ثم يأخذها زوجها في رِحلة خارج المدينة، بعيدة، وتشاء الأقدار أن تجمعها ذات نهار مع “صاحب المعطف” فيتبادلا أرقام الهاتف ويأخذُهما الحَديث، لكن هذه المرة لا تَرفض عرضه بالذهاب معه إلى منزله، الغَريب أن بطلة الرواية أثناء تجولها في منزل “صاحب المعطف” تَكتشف أنه يعرفها منذ زمن وأن مكتبته تضُم عدد من كتبها ورواياتها، وتبدأ بإستشعار ما ستَعلم أنه يقين لاحقًا، ألا وهو أن “صاحب المعطف” يعرفها منذ زمن، وأن لقاءهما لم يكن مجرّد صُدفة كما خطر لها، وعندما تواجهه يعترف بكونه عسكريًا سابق ويعمل الآن في مهنة الصحافة، تتجه الرواية نحو خاتمتها بالتّزامن مع معرفة الكاتبة أنها وقعت في فخه، وصدور روايتها التي كانت تُكتب بالتوازي مع أحداث الرواية.
شاهد أيضا: ملخص رواية الجريمة والعقاب
رؤية في نص رواية فوضى الحواس
نهضت الرواية بالأدب العربي إلى الأمام من خلال استخدام التّراكيب والأجواء الروائية المُميزة، بالإضافة إلى الخيال والسّرد السياسي والتاريخي والجمع بينهما، غير أن الرواية تطرقت إلى العديد من السلوكيات المرتبطة بالعادات والتّقاليد في الوسط العربي تحديدًا، والتي لاقت استهجانًا ورفضًا من قِبل شريحة كبيرة وجدت أنه من غير المقبول ولا اللائق تداول هذا النوع من الأدب، لكن الكاتبة وكعادتها حافظت على أسلوبها الذي يتعمّد الدخول في سراديب النفس البشرية، وحاولة تسليط الضوء عليها.
الموضوعات التي تناولتها الكاتبة
تُحاول أحلام مستغانمي على طول الرواية أن تنَقل لنا بين الصّفحات قصة النّضال الجزائري الرائع، وصورة المرأة الجزائرية القويّة بالإضافة لتراث قسنطينة، كما حافظت على اللغة الشّعرية التي تُبدي إحساس ومشاعر الأنثى بأبهى صورها، ولا تخلو الرواية من إسقاطات في الدين والسياسية والجنس، متحدية بذلك المجتمع والنظرة التقليدية لفن الرواية، وقدرة المرأة على التعبير ومدى الحرية المتاح لها وللقلم بشكل عام في الوطن العربي.[1]
شاهد أيضا: ملخص رواية عشاق من احفاد الشيطان
ثلاثية أحلام مستغانمي
تُواصل أحلام نجاحها الأدبي من خلال تقديم ثلاثيتها التي بدأت برواية “ذاكرة الجسد” عام 1993، والتي نالت عَديد الجوائز، كما منحتها الجامعة الأمريكية في القاهرة لقب أهم وأفضل عَمل روائي مكتوب باللغة العربية، وقد بيع منها ما يقارب ثلاث ملايين نسخة حتى الآن، وحصلت على اهتمام واسع من النقاد والقرّاء على السواء، ثم روايتها “فوضى الحواس” عام 1997، وهي الرواية موضوع حديثنا، ومن ثم رواية “عابر سرير” عام 2003، التي مثّلت الجزء الأخير من الثلاثية حيث تألقت مستغانمي في الجمع بين الحدث التاريخي والسّيرة الذاتية، والحقيقة والكذب، كما بين الواقع والوهم.[1]
شاهد أيضا: تلخيص رواية بائعة الخبز
اقتباسات من رواية فوضى الحواس
اجتمعت عُذوبة تعبير الكاتبة أحلام مستغانمي بسلاسة أسلوبها وجمال قلمها، مما جعل لكلماتها وَقع اللحن على أذن المُتذوّق لجمال التعبير، لذلك نقتبس من رواية فوضى الحواس بعض الكلمات:
- ينتهي الحب عندما نبدأ بالضحك من الأشياء التي بكينا بسببها يومًا.
- مهانة أن يكون لك وطن أقسى عليك من أعدائك.
- أصبَحْت امرأة حرّة، فقط لأنني قررت أن أكفّ عن الحلم، الحريّة الا تنتظر شيئًا والترقّب حالة عبودية.
- لقد جاء العالم هكذا حاملًا قضيّة معه، كما نحمل أسماءً لا نختارها، إذا بنا نُشبهها في النهاية.
- نحن نأتي ونمضي، دون أن نعرف لماذا أحببنا هذا الشّخص دون آخر، ولماذا نموت اليوم دون يوم آخر؟ لماذا الآن؟ لماذا هنا؟ لماذا نحن دون غيرنا؟ ولهذا فإن الحب والموت يغذيان وحدها كل الأدب العالمي، فخارج هذين الموضوعين، لا يوجد شيء يستحق الكِتابة.
- أن تخلو بنفسك ساعتين في سيّارة يقودها سائق عسكري يعود بك من مَوعد حب، سالكًا شوارع الغضب وأزقة الموت، ليس سوى سقوط مُفجع نحو الواقع، ووقت كافٍ للندم.
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى خاتمة هذا المقال، بعد أن تناولنا ملخص رواية فوضى الحواس وسيرة كاتبتها وألقينا نظرة على كلماتها المعبّرة الملهمة، والتي سطّرتها حروف كاتبتها التي لطالما كانت كُتبها من أكثر الكتب مبيعا كما استحقّت أن تكون أحد أبرز الكتاب العرب.