من اول من جاهد في سبيل الله

من اول من جاهد في سبيل الله

من اول من جاهد في سبيل الله ؟، هو أحد الأسئلة التي لا بد ّمن الإجابة عنها، فالجهاد بمقصوده الأعظم هو إعلاء كلمة التوحيد ونشر الدعوة الإسلامية، وقد شرّع الله سبحانه وتعالى الجهاد لإعلاء كلمة الحقّ والتَّوحيد، ونُصرة الدِّين الإلهي، ودَحض الكُفّار والمشركين، وانتصاراً للمؤمنين في كُلِّ زمانٍ ومكانٍ منذ أقدم العصور، كما أنَّ في الجهاد اختباراً لقوّة الإيمان والتوكل على الله تعالى.

من اول من جاهد في سبيل الله

إنّ أول من جاهد في سبيل الله من البشر هو نبيّ الله إدريس عليه السلام، هو إدريس بن يارد بن مهلائيل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم عليه السَّلام، وُلد في حياة جدِّه نبي الله آدم عليه السَّلام، وهو النّبي الثّالث للنَّاس بعد آدم وشيث عليهما السَّلام، وبعد وفاتهما بقي إدريس على شريعتهما، وأضاف إليها بأمرِ الله عزّ وجلّ، وفي ذلك الوقت بدأ الفساد ينتشر بين النَّاس وبدأ قوم قابيل بن آدم وقابيل هو الذي خالف أمر أبيه وقتل أخيه هابيل، بالاعتداء على المؤمنين؛ فشرع إدريس عليه السَّلام الجهاد في سبيل الله انتصاراً للحقّ وللمؤمنين.[1]

شاهد أيضًا: من هو أول من كتب باسم الله الرحمن الرحيم

من أول من قاتل بالسيف في سبيل الله

يُعد السيف من الأدوات الحربية القديمة التي تُستخدم في الدفاع عن النفس وفي الهجوم والصيد، فهُو من الأدوات التي استخدمها الانسان على اعتبارها رمزًا للفخر والشرف مُنذ العصور القديمة، وذكرت العديد من الروايات التاريخية القديمة أن أول من حارب بالسيف هو نبي الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام؛ وهُو نبي الله المُرسل الذي بعثه الله وأنزل عليه عشر صحائف فهُو أول من قاتل بالسيف وأول من لبس السراويل وجز شاربه وقص أظافره، كما أنه قد أُرسل إلى النمروذ بن كنعان فأهلكه الله ببعوضة، أمّا أول من سلّ سيفًا في سبيل الله فهو الصحابيّ الجليل الزبير بن العوام رضي الله عنه حيث إنه بينما كان بمكة سمع صوتًا أن رسول الله قد قُتل فما كان منه إلا أن استل سيفًا وسار في شوارع مكة حتى لقي النبي في أعلى مكة، فقال له ما لك يا زبير؟ قال: سمعت أنك قد قتلت، قال: فما كنت صانعًا ؟ قال: أردت والله أن أستعرض أهل مكة، قال: فدعا له النبي بالخير ولسيفه بالغلب.[2]

شاهد أيضًا: من هو أول نبي من أنبياء الله

أول من اطلق سهم في سبيل الله

اول صحابي اطلق سهم في سبيل الله هو الصحابيّ الجليل سعد بن أبي وقّاص رضي الله عنه، وهو سعدُ بن مَالك بن أَهيب الزهريّ القرشيّ أبو إسحاق مِن بَني زهرة أهل آمنة بنت وهب أُمُّ رسول الله، وهو من السابِقين الأولين في الإسلامِ، فقد أسلَمَ وهو يَبلغُ مِنَ العمرِ سبعةَ عشرَ عامًا، وكانَ رَّابعَ من أسلم بعدَ أبي بكرٍالصديّق، وزيد و علي بن أبي طالب، رضي الله عنهم وهو من العشرةِ الذين بشرَهم رسول الله بالجنَّةِ، وهو ممن رضي عنهُ رسول الله قبل وفاتهِ، كان سعد بن أبي وقاص مُستجابُ الدعاءِ، وعُرفَ بشجاعتهِ، وفروسيَّتهِ، فهو الذي رَمَىَ أولَ سهمٍ في سبيلِ الله، شَهدَ غزوة بدرٍ مع رسول الله، وكان راميًا ماهرًا لا يُخطئُ في رميِهِ، وقادَ سعد بن أبي وقاص معركة القادسيةِ، ومن مَواقِفهِ البارزةِ في التاريخِ الإسلاميِّ، أنَّهُ اعتزل الفتنَةَ، التي حدثت بينَ المُسلمين، ولمّا سألَهُ النّاس عن سببِ امتناعِهِ عن القتالِ قَال: “حتى تأتوني بسيف يعرف المؤمن من الكافر”. تُوفيَّ سعد بن أبي وقاص في العقيقِ، في الخامسِ والخمسونَ من الهجرةِ، وهو في الثمانين من عمره، وهو آخر المُهاجرين وفاةً.[3]

وهكذا نكون قد أجبنا على السؤال من اول من جاهد في سبيل الله، وهو نبي الله إدريس عليه السلام، وظلّ بعدها الجهاد في سبيل الله مشروعًا لإعلاء كلمة الحق والتوحيد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *