من تحقيق التوحيد الواجب
جدول المحتويات
من تحقيق التوحيد الواجب الكثير من الأمور حيث توجد العديد من الشروط لتحقيق التوحيد على أكمل وجه وأنقى صورة وتعدد أنواع هذه الشروط فتنقسم إلى قسمين، القسم الأول هو الشروط الواجبة لتحقيق التوحيد والقسم الثاني هو الشروط المستحبة لتحقيق التوحيد.
من تحقيق التوحيد الواجب
تتمثل الشروط الواجبة لتحقيق التوحيد في ثلاثة شروط هي:
- ترك الشرك بالله بأنواعه كلها “الشرك الأكبر، الشرك الأصغر، الشرك الخفي”.
- ترك البدع والابتعاد عنها عملًا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم أن كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
- محاولة الإنسان الابتعاد عن المعاصي بأقصى قدرته رجاءً لرحمة الله تعالى وخوفًا من عقابه.
من تحقيق التوحيد المستحب
كما توجد شروط واجبة لتحقيق التوحيد توجد أيضًا العديد من الشروط المستحبة لتحقيق التوحيد وهي:
- الإخلاص في ترك الشرك، فلا يكفي ترك الشرك بالله في هذه الحالة بل يجب الإخلاص في الترك لتعلق قلب الموحد بالله.
- تمام اليقين، حيث يستحب أن يكون الموحد تام اليقين بوجود الله تعالى وبأسمائه وقدرته وصفاته وأنه هو الله لا إله إلا هو وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.
- الانقياد لمقتضيات التوحيد، فيطيع الموحد ربه بشكل تام ويمتثل لأداء أوامره والبعد عن نواهيه.
- المحبة لكلمة التوحيد وألفتها والإحساس بالارتياح لسماعها.
- العلم بمعنى كلمة التوحيد من حيث النفي والإثبات وفهم أنها تثبت وجود الله ووحدانيته وتنفي عدم وجوده أو وجود شركاء له.
- قبول كلمة التوحيد في باطن الشخص كما في ظاهره.
شاهد أيضًا: اذكر دليلا على فضل الدعوة الى التوحيد
كيفية تحقيق التوحيد
بغض النظر عن وجود شروط واجبة وشروط مستحبة لتحقيق التوحيد ففي المطلق يتحقق التوحيد من خلال النطق بكلمة التوحيد وهي “أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله” ونطق كلمة التوحيد يعتبر تحقيقًا للتوحيد سواء توافرت معها الشروط الواجبة والشروط المستحبة أم لا، ويرجع ذلك إلى كون شروط تحقيق التوحيد مستتره في نفس الإنسان ولا يستطيع أحد تبين وجودها من عدمه.
معنى التوحيد
كلمة توحيد مشتقة من كلمة واحد وتتبع الصيغة الصرفية “تفعيل” التي تدل على المبالغة في زيادة الصفة في الموصوف، والتوحيد لغة يعنى وحدانية الشيء في جنسه أما اصطلاحًا فتطلق كلمة التوحيد على الإيمان بأن الله تعالى واحد أحد ليس له أب ولا أم ولا أولاد ولا شريك ولا مثيل له في جنسه وأنه خالق هذا العالم والوحيد فيه المستحق للعبادة والإيمان.
حقيقة التوحيد
التوحيد يتكون من ثلاثة أقسام يشكلون كينونته وحقيقة فلا يكون التوحيد توحيدًا حقيقيًا إلا إذا اشتمل على الأقسام الثلاثة معًا وهذه الأقسام هي:
- توحيد الألوهية ويعني هذا القسم من أقسام حقيقة التوحيد توحيد الله تعالى بالعبادة والإيمان بأنه الوحيد في العالم المستحق للطاعة والتعظيم.
- توحيد الربوبية ويعني هذا القسم من أقسام حقيقة التوحيد توحيد الله تعالى بالسيادة والامتلاك والإيمان بأن الكون لا مالك له سوى الله عز وجل.
- وتوحيد الأسماء والصفات وهو القسم الأخير من أقسام حقيقة التوحيد الإيمان بوحدانية أسماء الله وصفاته وأن ما سمى به الله نفسه أو وصف به نفسه لا يمكن أن يكون صفة أو اسم لأي مخلوق سواه.
الفرق بين توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية
على الرغم من أن التوحيد في الألوهية والربوبية راجع لذات واحدة هي ذات الله سبحانه وتعالى إلا أنه توجد العديد من الفروق بين توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وهذه الفروق هي:
- الفرق اللغوي بين توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية: من الناحية اللغوية تدل الربوبية على التملك والسيادة والتدبير أما الألوهية فتدل على توحيد المعبود، فكل ما يتم عبادته إله وكل إله رب لكن ليس كل رب إله، فقد يقال رب البيت بمعنى صاحب البيت ومالكه لكن لا يقال إله البيت.
- الفرق الاصطلاحي بين توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية: من الناحية الاصطلاحية يختلف توحيد الربوبية عن توحيد الألوهية في أن توحيد الربوبية هو الاعتقاد الجازم بأن الله هو خالق كل شيء في الكون وواجده ومالكه والمسيطر عليه، أما توحيد الألوهية من الناحية الاصطلاحية فهو عبادة الله تعالى وحده وعدم الشرك به أو الاعتقاد بوجود إله غيره بالقلب والعمل، ويكون توحيد الألوهية القلبي بالإيمان بوحدانية الله، أما توحيد الألوهية العملي بعدم القيام بالعبادات إلا لله الواحد الأحد.
- أما الفرق بين توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية من حيث ما يتعلق به التوحيد: توحيد الألوهية يتعلق بأفعال العباد المكلفين من عبادة الله تعالى واعتقاد قوته ووحدانيته وأداء الصلاة والصوم وأداء الأوامر الإلهية كافة والابتعاد عن النواهي أما توحيد الربوبية فهو يتعلق بأفعال الله تعالى وكونه هو خالق الكون ومالكه وسيده وهو الرزاق والمحيي والمميت وصاحب السلطة الوحيد على العالم.
شاهد أيضًا: حكم الصبر على الاذى في سبيل الدعوة الى التوحيد
آثار التوحيد
توجد العديد من آثار التوحيد التي يفوز بها المؤمن وتنقسم هذه الآثار إلى أثار توحيد دنيوية وآثار توحيد أخروية، فأما أثار التوحيد الأخروية فهي رضا الله تعالى عن العبد وإدخاله الجنة وتسهيل مروره على الصراط وأما أثار التوحيد الدنيوية فهي:
- يبعد الإنسان عن الفتن والشبهات واعتناق العقائد الباطلة التي تدين بعبادة غير الله.
- يشعر الموحد بالاطمئنان القلبي لإيمانه بالله ومعرفته أنه يرعاه.
- يستريح الموحد من التفكير في حل للمشاكل الصعبة لمعرفته أن كل شيء بيد الله الذي لو أراد لقام بحل مشكلته في غمضة عين.
- يشعر الموحد بالقوة لأن الله إلى جانبه.
- تخليص الموحد بالله تعالى من العبودية لأي إله أو موجود غير الله عز وجل.
- يرضى الله عن الموحد وتسهيل حياته ومساعدته في شدائده.[1]
وفي النهاية نكون قد عرفنا من تحقيق التوحيد الواجب ترك الشرك بالله حيث أن الله تعالى هو خالق هذا الكون، الواحد الأحد، الفرد الصمد، لا شبيه له ولا مثيل فلا يعبد إلا منفردًا ولا يجوز أن يشرك معه غيره، فلا إيمان إلا به ولا توكل إلا عليه وكل من خالف ذلك فقد أشرك بالله تعالى وحاد عن تعاليم الإسلام القائمة على إفراد الله جل وعلا بالعبادة والتعظيم.