من هو ابو موسى الاشعري سؤال تلِّخص إجابته سيرة صحابي من خيرة الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، والصحابي -كما هو معروف- مصطلح إسلامي ظهر في الإسلام وقُصد به كلُّ من صاحب رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- وآمن به ومات وهو مؤمن به ولو تخلَّلتْ إيمانه ردَّة عن الدين، وفي هذا المقال سيتمُّ الحديث عن الصحابي الجليل أبي موسى الأشعري وسيتم تسليط الضوء على وفاته أيضًا.[1]
من هو ابو موسى الاشعري
هو أبو موسى عبد الله بن قيس بن سليم الأشعري، صحابي من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، أسلم أبو موسى الأشعري في مكة المكرمة وهاجر مع من هاجر من المسلمين إلى الحبشة، ثمَّ جاء مع المسلمين من الحبشة إلى المدينة المنورة يوم خيبر، وقد أرسل رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- أبا موسى الأشعري إلى اليمن رفقة معاذ بن جبل رضي الله عنه.[2]
وفي عهد رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- استلم أبو موسى الأشعري ولاية زبيد وعدن، ثمَّ تولَّى في زمن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- البصرة، ثمَّ ولاه عثمان بن عفان -رضي الله عنه- على الكوفة، وكان في حزب علي بن أبي طالب يوم موقعة صفين، وقد شارك أبو موسى بعد وفاة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في معارك الفتح الإسلامي للشام، وكان ممن شهدوا وفاة أبي عبيدة بن الجراح، ثمَّ بعد أن دخل في حزب علي بن أبي طالب يوم الفتنة اختاره علي ليكون من الحكام الذي سيقضون بين الفريقين في موقعة صفين، والله أعلم.[3]
قراءة أبي موسى الأشعري للقرآن
كان أبو موسى الأشعري من حفظة القرآن الكريم، قرأ القرآن على رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فكان من أحسن الناس صوتًا في قراءة القرآن الكريم، جاء عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أنَّها قالت: “سمعَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قراءةَ أبي موسى فقالَ: لقد أوتيَ هذا مزمارًا من مزاميرِ آلِ داودَ”[4] وقال أبو عثمان النهدي عن صوت أبي موسى الأشعري في القرآن الكريم: “ما سمعت مزمارًا ولا طنبورًا ولا صنجًا أحسن من صوت أبي موسى الأشعري، إن كان ليصلي بنا فنود أنه قرأ البقرة، من حسن صوته”، والله تعالى أعلم.[3]
وفاة أبي موسى الأشعري
جاء في وفاة أبي موسى الأشعري عن الضحاك بن عبد الرحمن أنَّ أبا موسى جمع فتيانه وقد حضرته الوفاة، فقال لهم: “اذهبوا فاحفروا وأوسعوا وأعمقوا”، فجاؤوه فقالوا له: “قد حفرنا وأوسعنا وأعمقنا”، فقال أبو موسى لفتيانه: “والله إنها لإحدى المنزلتين إما ليوسعن علي قبري حتى يكون كل زاوية منه أربعين ذراعًا ثم ليفتحن لي باب إلى الجنة فلأنظرن إلى أزواجي ومنازلي وما أعدَّ الله عزَّ وجلَّ لي من الكرامة ثم ليصيبني من ريحها وروحها حتى أبعث، ولئن كانت الأخرى ونعوذ بالله منها ليضيقن علي قبري حتى أكون في أضيق من القناة في الزج”، وقد اختلفت الروايات في سنة وفاته، فقيل إنَّه توفي عام 52 للهجرة وقيل عام 42هـ وقيل 44هـ، وقد دُفن في مكة المكرمة بحسب أحد الأقوال، وقيل دُفن في منطقة اسمها الثوية تبعد عن الكوفة في العراق سفر ميلين فقط، والله تعالى أعلم.[2]
لقد فصَّلنا خير تفصيل وتحدَّثنا خير حديث عن واحد من خيرة صحابة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- أبي موسى الأشعري، وتناولنا الحديث عن قراءته للقرآن الكريم وعن وفاته والخلاف الذي حصل حول تاريخ وفاته أيضًا.
المراجع
- ^ alukah.net , معرفة الصحابة والتابعين , 14-09-2020
- ^ marefa.org , أبو موسى الأشعري , 14-09-2020
- ^ wikiwand.com , أبو موسى الأشعري , 14-09-2020
- ^ صحيح النسائي , الألباني، عائشة أم المؤمنين، 1020، حديث إسناده صحيح.