من هو الشاعر الذي قتله شعره … لنعرف ما الذي حدث مع المتنبي

من هو الشاعر الذي قتله شعره

سمعنا أن للشعر دروباً ودروب في تخليد المشاعر، والقصص، والمعارك، والأشخاص، لكن هل يُمكن أن يقتل الشعر صاحبه؟ هذا ما حدث مع أحد فواحل الشعر العربي، والذي حظى تاريخه الشعري بأجمل القصائد والتي جسدت معاني الحب، والفخر، والإباء، والرثاء مثلما جسدت المعاني على النقيض. من هو الشاعر الذي قتله شعره ؟ وهو من سنتعرف عليه من خلال أسطر المقال التالي بموقعنا محتويات.

تمثال يجسد من هو الشاعر الذي قتله شعره وهو أبو الطيب المتنبي

من هو الشاعر الذي قتله شعره

الشاعر الذي قتله شعره هو أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي أبو الطيب، مولود الكوفة، والذي عرف الشعر منذ بلوغه عامه التاسع.

عاش المُتنبي طوال خمسين عاماً يشدو بشعره عن المغامرات، والمعارك، والملوك، والأمراء. وتميز شعره بأنه كان بعيد كل البُعد عن التكلف أو لمسات التصنع، لذلك اعتبروه أحد مفاخر الأدب العربي.

لُقب بالمتنبي، وبنادرة زمانه، وبأعجوبة عصره. ويبضم تراثه الشعري العظيم حوالي 326 قصيدة، والتي تحدث فيها عن ملامح الحياة بالقرت الرابع الهجري.

عاش المتنبي في ظل سيف الدولة الحمداني بحلب حياة حافلة بالإنجازات، إذ استطاع أن يتنفس أخيراً بعد ترحاله من بغداد نتيجة كثرة الصراعات والحروب والانقسامات التي ولدت مناخاً مضطرباً، إنتهزه المتنبي في الدراسة والقراءة.

من أبيات أبو الطيب المتنبي في غرض الحكمة
من أبيات أبو الطيب المتنبي في غرض الحكمة

كان أبو الطيب المتنبي مشهوراً بكونه صاحب طموح، وكبرياء، ومحباً للمغامرات، فلم يقبل أن يُوبخ في بلاط سيف الدولة الحمداني، وذلك بعد أن توترت الأجواء نتيجة غيرة البعض من شدة صداقته بالأمير الحاكم.

وهذا ما أدى إلى إلقاء ابن خالويه بالحبارة في وجه المتنبي، الذي انتظر لأمير حلب أن يرد ما فعله ابن خالويه، ولكنه لم يفعل، فماكان من المتنبي إلا أن فارق حياة القصر بحلب، وأن يشدو الشعر في العتاب والفراق.

انتقل المتنبي وهو يحمل صورة طيبة في داخله لسيف الدولة، وبقي ما كرهه فحسب هو تلوث المناخ حوله من كارهي سيف الدولة، والحاقدين على المتنبي، فانتقل إلى مدح كافور الإخشيدي، وقضى وقتاً عظيماً بمصر.

وما حدث هو نفور الإخشيدي من شعر المتنبي، لأنه لاحظ تعاليه وطموحه إلى الملك، فخرج من مصر ونقم على ماعاشه فيها، ومالاقاه من أهلها.

تناول المتنبي في شعره أغراض المدح والهجاء للملوك والأمراء، والعتاب، والحكمة، والفلسفة التي جرت في وصف الفراق ودروس وعبرات الحياة المختلفة، وكذا وصف المعارك والحروب، والاضطرابات التي عانتها الدول التي تنقل منها وإليها. وسيطرت هذه الأغراض على وحده المعاني، وقوة الألفاظ والتعبيرات، وبناء قصائده.

كيف قتل المتنبي شعره ؟

حدث وهجا أبو الطيب المتنبي “ضبة بن يزيد الأسدي العيني“، والذي اشتهر بقطع الطرق، وسلب المرتحلين والمسافرين على اختلاف أوضاعهم، وبلغ درجة من الجبروت أن تعدى بالنهب على الحائر الحسيني بكربلاء.

وكانت قصيدة المتتنبي في هداء ضبة شنهاء، وفيها اتهامات صريحة، وطعنا بالشرف، وكان مما ذكره في مطلعها :

“ما أنصفت القوم ضبة     وأمه الطرطبة”

وأثناء عودة المتنبي إلى الكوفة بصحبة ابنه محمد، وغلامه مفلح، وكان في استقبالهم خال ضبة “فاتك بن أبي جهل الأسدي“، وسط جماعة من قطاع الطرق، وناهبي المرتحلين، وتقاتل الفريقان، وعندما حاول المتنبي الفرار، صاح به غلامه : أتهرب وأنت القائل :

“الخيل والليل والبيداء تعرفني  والسيف والرمح والقرطاس والقلم”

وعندما عاد للقتال،انتهت المعركة بمقتل المتنبي، وابنه، وغلامه بالقرب من منطقة دير العاقول، بغربي بغداد وهكذا لقب بالشاعر الذي قتله شعره .